الثلاثاء, 28-أكتوبر-2008
الميثاق نت -   فيصل الصوفي -
انظروا إلى أي مدى المكايدة السياسية سيئة.. حتى بالنسبة للذين يلجؤون إليها .. فأين الفطنة لدى قادة أحزاب المشترك عندما سبكوا ذلك البيان الذي قالوا فيه إنهم يستغربون تباطؤ السلطات في مواجهة الكارثة قبل وقوعها؟.

كيف يمكن مواجهة كارثة قبل وقوعها إذا كان الأمر يتعلق بعاصفة استوائية في البحر وسحب ركامية في السماء؟ تقع الكوارث الطبيعية في مناطق مختلفة من العالم .. بما في ذلك دولة جبارة ومتقدمة علمياً وتكنولوجياً مثل الولايات المتحدة الأمريكية, ومع ذلك لا تستطيع منعها «قبل وقوعها» .. فهي لا تستطيع إيقاف الإعصار كاترينا بصاروخ باتريوت ولا إخماد عاصفة استوائية بعابر للقارات ولا تفجير سحابة مثقلة بالماء في السماء .. بينما يفترض أصحابنا في المشترك أن «السلطات» كان لديها القدرة على كل ذلك ولكنها لم تفعل أو تباطأت ولم تواجه «الكارثة قبل وقوعها» وكأن الأمر يتعلق بمنع لص من تنفيذ خطته لسرقة منزل!

* لنفترض أن القوم خانهم التعبير, وكان قصدهم أن يقولوا إن «السلطات» تباطأت في اتخاذ الإجراءات التي تحول دون حدوث خسائر كبيرة على الأرض بسبب العاصفة الاستوائية أو الأمطار الغزيرة .. سنحسن الظن ونعتقد أنهم أرادوا قول ذلك بالضبط ولكن خانهم التعبير .. مع ذلك تظل هذه المكايدة غير وجيهة بل وتافهة .. وذلك لأن رئيس الجمهورية قاد على الفور أضخم عملية إغاثة وإنقاذ في البلاد منذ اللحظة الأولى التي لاحت فيها مؤشرات تحول نعمة الأمطار إلى سيول جارفة .. ومن الإنصاف القول إنها كانت عملية سريعة وقوية وفعالة .. شاركت فيها الحكومة ولجنة الطوارئ ولجان الدفاع المدني والسلطة المحلية في حضرموت والمهرة, وكان للقوات المسلحة بجنودها وطائراتها العمودية وناقلاتها وفرقها الطبية دور بطولي في قلب الكارثة .. فمن الظلم إنكار كل ذلك أو غمط الحق وأصحابه, فلولا تلك الجهود لكانت الخسائر أضخم والضحايا أكثر وصار الوضع أسوأ مما هو عليه.

* لا نقول إن كل شيء على ما يرام .. فكما قلنا مراراً حجم الكارثة مهول, وأي جهد بشري في مواجهتها لن يفوقها قدرة .. والاختلال والتقصير من الأمور الواردة.. لكن إكمال ما نقص وإصلاح الاختلال لا يتم من خلال التفرج ورصد العيوب, ولا من خلال المكايدة السياسية.

ومن المؤسف أن أصحابنا في (المشترك) لم يعينوا الرئيس ولا الحكومة ولا السلطات المحلية ولا الجيش إلا بذلك النوع من الكيد السياسي الذي كان هو إسهامهم الوحيد في «مواجهة الكارثة».. فيا للعار!.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:57 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-7994.htm