عبدالحميد القدسي - تابعت برنامج بلا حدود عبر قناة الجزيرة الذي أطل من خلاله سلطان المشترك «العتواني» الذي بدا في تلك الطلة كعادته غير طبيعي في شكل او محتواه.. وبقدر ما كشف ذلك البرنامج الكثيرمن حقيقة هذا العتواني وما يمتلئ به قلبه من الاحقاد الشخصية السوداء والضغائن الكريهة والتلون والكذب بقدر ما أظهر زيف تلك الاباطيل والافتراءات التي حاول هذا العتواني ان يضلل بها مشاهدي ا لجزيرة والتي كشفها وبذكاء محاوره الناجح في «بلاحدود» الاخ احمد منصور الذي كان موفقاً في تفنيد تلك الإدعاءات الباطلة وإظهار كرتونية القيادات الحزبية وعقم تفكيرها وجهلها بحقائق الامور وعزلتها وعدم إدراكها لما يجري حولها من تطورات ومتغيرات فهي وكما جسدها حال «العتواني» ومنطقه الاعوج لا تقرأ ولا تفهم او تعي وتتعامل مع شؤون السياسة بعقلية الماضي او بإنتهازية رخيصة أشبه بمقامرات وأطماع التاجر اليهودي «شيلوك» الذي جسدته مسرحية الكاتب الشهير شكسبير..
وحيث تعتقد مثل هذه القيادات المتحجرة وفي مقدمتهم «العتواني» الغباء وعدم الوعي في الناس ويراهنون على ذلك كثيراً في حين أن كل ممارساتهم تدل على «غباء سياسي» مفرط وجهل ما بعده جهل وهذا ناتج عن انعزالهم عن الناس والبعد عن همومهم وقضاياهم وانشغالهم بأنفسهم وبالذات المتضخمة في نفس كل منهم وهم يظنون - ويا للعجب - بأنهم يأتون عجباً في حين ان شخصاً مثل «العتواني» هو خارج الجاهزية العقلية والنفسية والجسدية.
وعودة الى ما قاله ذلك العتواني من تنطع آثار الضحك والسخرية عليه وعلى حزبه «الناصري» وتحالفه «المشترك» فالعتواني الذي لا وجود لحزبه في البرلمان سوى ثلاثة اعضاء أحدهما العتواني نفسه لم يتردد أن يطلق التهديدات العنترية والوعد والوعيد عندما قال انه وحزبه وحلفاءه في «المشترك» لم يقرروا بعد ممارسة المعارضة بأساليب الطيش والمقامرة والا لما كان الرئيس هو الرئيس ولما كان المؤتمر الشعبي العام حاكماً.
ولا ندري ما الذي في يد هذا «العتواني» ليفعله لنرى نتائج طيشه ونزقه ونزواته ومطامحه خاصة وقد رأينا سابقاً كيف تآمر حزبه في انقلابهم الشهير في اكتوبر 1978م ضد الشرعية الدستورية وكيف ظل هذا الحزب والمتآمرون فيه يتآمرون على الوطن ووحدته ومنها ما جرى في مؤامرة الازمة والحرب والانفصال في صيف 1994م عندما قاد هذا الحزب ومعه بقايا الإماميين المنضويين في إطار ما يسمى بحزب الحق المنحل تلك القيادات المتنفذة والمتآمرة في الحزب الاشتراكي لارتكاب جريمة الانفصال وتمزيق الوطن ومحاولة إعادة عجلة التاريخ فيه الى الوراء.. في الوقت الذي ظل قادة هذا الحزب وفي مقدمتهم العتواني يدعون زوراً وبهتاناً بأنهم قوميون وأوفياء لمبادئ الناصرية التي تأتي الدعوة الى وحدة الأمة وأقطارها في طليعة تلك المبادئ.. ناهيك عن التحالف مع من كانوا يسمونهم بالأمس بالرجعيين الكهنوتيين والظلاميين المتخلفين والامبرياليين الخونة.
فهل يا ترى في جعبة العتواني مخطط تآمري جديد وإذا كان الامر كذلك فليتفضل ويجرب ليرى النتيجة بنفسه.!
كما أن «العتواني» الذي يذرف دموع التماسيح باكياً على الديمقراطية وهامشها الذي يضيق بحسب زعمه في الوقت ان ما كاله من بذاءات وكلام قبيح وسفيه وما نفثه من سموم واحقاد ضد الوطن ووحدته ونظامه السياسي دون ان يرف له جفن او يساوره ادنى خوف من الزج به في السجن او تكميم فاهه المملوءة بكل تلك البذاءة والقبح.. ليقدم الدليل الساطع على حقيقة وجود تلك الديمقراطية والحرية الواسعة التي ينعم بها هذا العتواني وأمثاله ويجحدون بهما ظناً منهم أن أحداً سوف يصدقهم او يستغفلونه.
فالديمقراطية التعددية التي يعيشها الوطن هي من كشف زيف وبهتان هذا العتواني وأبرزت حجمه وأمثاله من المزايدين الذين عرفهم الوطن مثالاً للعهر والفساد السياسي والانتهازية الرخيصة التي يتوفر لديها الاستعداد للمتاجرة بكل شيء.. المبادئ والاخلاق والقيم الفاضلة.
ومثل العتواني من يدرك ان الديمقراطية وهي حق الشعب وثمرة نضاله وتجسيد إرادته في حكم نفسه بنفسه هي التي فتحت أبواب المشاركة للجميع وهي التي جعلت إرادة الشعب المعبر عنها من خلال صناديق الاقتراع هي الإرادة التي يجب ان تحترم وان يسلم بها الجميع بعيداً عن البحث عن الصفقات او المساومات السياسية، فالشعب هو الذي اعطى لكل ذي حق حقه والشعب هو من منح ثقته في الانتخابات سواء البرلمانية او الرئاسية او المحلية ونأى بها عن من لايستحقها لأنه على درجة كبيرة من الوعي ليميز بين الخبيث والطيب وبين الغث والسمين وليعرف حقيقة المزايدين والفاشلين والعاجزين والفاسدين ومثيري الفتنة والفوضى والتخريب.. لهذا سلم قيادته لمن هو جدير بها وقادر على تحمل مسؤوليتها والوصول بالوطن الى شواطئ الامن والامان.
وليس من حق العتواني وغيره التعالي على الشعب او عدم الخضوع لإرادته التي يعبر عنها في الانتخابات وهي جوهر العملية الديمقراطية والهروب من استحقاقاتها وهو تعبير عن الفشل وهروب من الهزيمة وتبرير مفضوح لا معنى له بل مع ما يمثله ذلك من انتحار سياسي لمن يعرف ابجديات السياسة وقواعد اللعبة الديمقراطية التعددية.
كما أن من حقوق الديمقراطية ان يشارك في الانتخابات من يريدون ان يقاطع من يريد فنعم والامران جوهريان في الممارسة الديمقراطية وهما حقان مكفولان للجميع وبموجب الدستور والقوانين النافذة.. اما الانتخابات فإن كل هذه الألاعيب المكشوفة والمماحكات وافتعال الازمات لن تجدي في تعطيلها او عدم اجرائها في موعدها المحدد..
والاجراءات مستمرة من اجل التحضير لها وإنجاحها وهي أي الديمقراطية وكما قال مدير مؤسسة «ايفيس» المعنية بالانتخابات او مدير المعهد الديمقراطي للشعب اليمني البالغ عدده 22 مليوناً وليست للاحزاب والتي هي قطعاً مجرد وسيلة وليست غاية في حد ذاتها.
فماذا يريد إذاً هذا العتواني من الديمقراطية إذا لم تكن هي إرادة الشعب ا لحرة المعبر عنها في صناديق الاقتراع وماذا يريد منها إذا لم تكن هي احترام الاقلية المعارضة لحق الاغلبية الحاكمة في إدارة شؤون الدولة طبقاً لبرنامجها الذي نالت بموجبه ثقة الشعب، وأصبح بذلك برنامجاً للشعب وليس للحزب الفائز بالاغلبية..
وماذا يريد العتواني ومن فوضوه بالحديث عنهم ان يقول وهم الذين قال الشعب فيهم كلمته وحدد لهم حجمهم الطبيعي الذي هم فيه اليوم هل يريد الديمقراطية كما هي أم يريدها كما يريدونها وبمعايير الصفقات من وراء الكواليس.. ام يريد ان يجعل منها وأمثاله شماعة يعلقون عليها خيباتهم وفشلهم وعجزهم بعد ان قال الشعب كلمته فيهم ولقنهم الدروس مرة تلو أخرى في كيفية الانتصار لإرادته الحرة والدفاع عن وحدته الوطنية وأمنه واستقراره وسلمه الاجتماعي العام.
ألا يستحي هؤلاء حين يتنطعون بقدرتهم على تحريك الشارع او تغيير الانظمة والانقلاب على الدستور والقوانين النافذة في البلاد.. وهم الذين يعرفون من هم وما هي حقيقتهم وما هو رد فعل الشعب عليهم ان فكروا مجرد التفكير في ذلك وقد عرفوا حجمهم وقدرتهم حتى حين تآمروا وكانت بأيديهم الاسلحة والطائرات والدبابات والصواريخ والاموال الطائلة.
فكانت غضبة الشعب وقواته المسلحة والامن شديدة وألحق بهم الهزيمة تلو الهزيمة وأشعرهم بحقيقتهم وهزالهم والذكي من يستفيد من أخطائه ، أما الغبي فهو من يظل غارقاً في غبائه وهو يظن في نفسه الذكاء كله.
|