عبدالعزيز الهياجم -
لا مكان للكلام الانشائي او الكلام العائم او السطحية في تصريحات وأحاديث المفكر الدكتور أحمد عبيد بن دغر- الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام لقطاع الفكر والارشاد والاعلام، الأمر الذي يعجز معه الطرف الآخر عن التعليق او إطلاق التهم وحتى محاولة اللوم والعتاب.
وفي تعقيب على تصريحات الأمين العام للحزب الاشتراكي الدكتور ياسين سعيد نعمان اختصر الدكتور بن دغر تفاعلات عقدين من الزمن في أقل من صفحة من صفحات الجرائد وبحقائق ووقائع بقدر ما أكد فيها الفخر بنضالات قيادة المؤتمر ومواقف هذا التنظيم الوطني المشرفة الذي يمثل إرادة الشعب وضمير الأمة ويعكس حالة الوحدة الوطنية والسياسية القائمة في البلاد.. فهو لم يتنصل من التاريخ الوطني المشرف والانتماء القومي التقدمي الذي كان عليه الحزب الاشتراكي وكان يفخر هو به حتى كانت الاخطاء القيادية والمتطرفة التي أوصلت الاشتراكي كحزب وطني إلى ما هو عليه عندما تزعمته قيادات متطرفة في تفكيرها وفاقدة الاهلية والقدرة على العطاء السياسي..لقد فند الدكتور بن دغر تلك المغالطات وفي مقدمتها ادعاءات الوصاية والتمثيل للمحافظات الجنوبية عندما أكد بالحقائق وبشرعية صناديق الاقتراع وقال: إن من يمثل أبناء الجنوب هم ممثلوهم في مجلس النواب وهم الرئيس الذي منحه أبناء الجنوب غالبية اصواتهم في الانتخابات الرئاسية ولم يمنحوها لمرشح اللقاء المشترك الذي ينتمي اليه الاشتراكي.
وبالقراءة العميقة لمجمل حديثه تبرز نقطة مهمة وهي أن الوحدة اليمنية تأسست على دستور ألغى أية شرعية غير شرعية الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية والاحتكام لصناديق الاقتراع وإرادة الناخبين... وبالتالي فإن من المغالطات التمسك بأوهام وأحلام التمسك بالشرعية الثورية وشرعية الشراكة في تحقيق الوحدة من اجل التمسك بالسلطة.. الثورة والوحدة منجزات تاريخية عظيمة ومشرقة لا يستطيع احد أن يجحد حق صناعها، ولكن الشراكة الحقيقية هي- كما قال الدكتور بن دغر- إفراز لواقع الحياة السياسية ولإرادة الناخبين التي هي الوسيلة المثلى للوصول الى السلطة وهي الإفراز الحقيقي لطرفي المعادلة السياسية السلطة والمعارضة.
وبين رؤية الدكتور بن دغر ورؤية الدكتور ياسين طرفا نقيض.. فالأول يتمسك بالوطن ومبادئ الوحدة والدفاع عنها وتعميق النهج الديمقراطي وبناء الدولة اليمنية الحديثة بالآلية التي يراها مناسبة والتي يؤمن بأنها على الطريق الصحيح.. والثاني قَبِلَ أن ينسف الآخرون تاريخه المشرف والمحترم ورضي أن يقود سفينة خرقها المتطرفون والغوغائيون والتآمريون.