احمد الرمعي -
في كل بلاد الدنيا تعتبر مهنة الصحافة هي المهنة الأرقى، لأن القائمين عليها هم من يشكلون وعي الناس وهم من يتبنى همومهم ومعاناتهم .. هذه المهنة -التي يمتهنها النخبة عادة -تحولت في بلادنا بقدرة قادر الى »مهنة من لا مهنة له«. الأسبوع الفائت تلقيت دعوة من إحدى الجهات للمشاركة في فعالية نظمتها لتعريف الاعلاميين بالخدمات التي تقدمها للمواطن، وعند وصولي فوجئت أن شخصاً لا علاقة له البتة بالصحافة ولا بالوسيلة التي أمثلها قد سجل اسمه في كشف الصحافيين على أنه أنا وأنه يمثل صحيفتي التي أعمل بها..!! ومن هول المفاجأة أخذت اتفقد نفسي إن كنت مازلت موجوداً أم أن أخانا هذا قد صادرني كما صادر اسمي.. وحين بحثت عنه لأعرف من هو اتضح لي أنه واحد من إياهم من الدخلاء على المهنة الذين يقصدون الله باسم الصحف والصحفيين.. فهم يتنقلون من مؤتمر صحفي إلى آخر ومن فعالية إلى أخرى فيتفحص أحدهم القاعة ليعرف أي الوسيلة الاعلامية التي غاب مندوبها فيقدم نفسه بدلاً عنه، حتى أن أحدهم مرة وجد أن جميع مندوبي الصحف موجودون فقدم نفسه على أنه مندوب صحيفة »الشجرة« ولا أدري عن أية شجرة يتحدث. والحقيقة أن هذا الموقف ليس الأول الذي يحدث لي فقد سبق لأحدهم في إحدى الفعاليات أن قدم نفسه على أنه مراسل صحيفة »الميثاق« في إحدى الدوائر وكاتب عمود اسبوعي فيها.. وطبعاً هو كاذب لأنني كنت مديراً لتحرير الصحيفة وأعرف جميع كتابها ومراسليها ..ولما علم بوجودي في نفس المكان اختفى فجأة، ربما ليس خجلاً ، فهؤلاء لا يخجلون وإنما خوفاً. إننا كصحفيين وكنقابة مطالبون بالتصدي لهؤلاء الدخلاء الذين يسيئون لمهنتنا ويشوهون صورتها ليرتدعوا عن مثل هكذا ممارسات ، كما أهيب بالجهات التي تنظم الفعاليات التعاون معنا وتطلب الهوية الصحفية من أي شخص يقدم نفسه على أنه يمثل هذه الصحيفة أو تلك حتى تستطيع أن تعرف إن كان صحفياً فعلاً أم قاصد الله من إياهم!