عبدالجبار سعد -
ربما كنت مفتوناً .. بالأخ الدكتور ياسين سعيد نعما ن و بكل من هو على شاكلته في المعارضة وفي السلطة فحين قرأت خبراً في موقع المؤتمر الشعبي العام مفاده أنه قام بتحريض بعض كوادر الاشتراكي لمنع العملية الانتخابية في مرحلة القيد والتسجيل حتى بالعنف .. قلت في نفسي ربما كان النقل للألفاظ غير دقيق ومُوهمًا لمعاني كثيرة قد لا يكون ما ذهب إليه الخبر هو المقصود منها .. فيقيني أن الدكتور كغيره من حقه أن يمتنع هو وكل الاشتراكي والمشترك وغيرهم عن المشاركة في الانتخابات لسبب ولغير سبب على أنه يمكن لمثلي أن يتصور أن الدكتور ياسين سعيد يقول بمقاومة الإكراه إن وجد ونقوله نحن معه حتى رئيس الجمهورية نفسه .. هذا أمر مقبول. وكماقد عبر الأخ الرئيس أن الانتخابات هي حق لكل مواطن فإن تخلى البعض عنه فمن حقهم أيضا وليسو ملزمين به لكن أن يحرض الدكتور ياسين على العنف فهذا ما لا يمكنني أن أقبله عنه أنا بيقين مطلق عندي بأن هناك خطأ ما في النقل أو الفهم .. في نظري وفي نظر كل متأمل هناك مجموعة من الحكماء والعقلاء في المعارضة والسلطة يعتبرون هذه الأرض بيتهم ودارهم وقرارهم وكل من فيها هم ذوو رحمهم وأهلوهم وقراباتهم فمن ذا الذي والحال كذلك سيذهب لتحريض أبنائه على أبنائه .. أو أرحامه على أرحامه إلا إن كان قاطع رحم أو زنيم كأولئك الذين استقدموا الغزاة لأرض العراق العظيم؟ فرئيس الجمهورية علي عبد الله صالح هو أبرز رموز هذه الحكمة اليمانية شاء من شاء وأبى من أبى والدكتور ياسين سعيد نعما ن أمين عام الحزب الاشتراكي هو على التحقيق واحد من أبرز هذه الرموز شاء من شاء وأبى من أبى ولا يزال غيرهم الكثير في الأحزاب وخارجها وفي الدولة وخارجها ,وبمثلهم نعتد في تجاوز الكثير من الخلافات وعلى مثلهم نعتمد بعد الله لمواجهة كل دهماء مظلمة من الفتن التي تعصف بالبلاد فمادام هناك أولي حكمة فكل شيء هين بعد ذلك . في كل حال.. نحن نتابع بدقة مسار المشترك .. منذ ماقبل الانتخابات الرئاسية ونلاحظ أن الخطاب التحريضي المعتز بالأعداء و المعتمد عليهم هو السائد لدى غالبية قياداته الظاهرة ، ومن خلال التتبع أيضا رأينا أن ذوي العقول المستنيرة والمواقف المتأنية والمسؤولة في المشترك دائما ما يتم تجاوزهم ليحل محلهم أصحاب الدعاوى الكبيرة والأصوات المرتفعة .. الذين فقدت الألفاظ علي أيديهم معناها .. وفقدوا قدرتهم على التمييز بين ماهو حق وباطل .. وهم لايستأنسون برأي حكيم ولا يصغون لصوت عاقل .. ولا يقدرون النفع والضرر من مطالبهم ، كلما في الأمر أن الاتحاد الأوروبي له موقف داعم لنا .. أو هناك تعاطف كبير من البيت الأبيض .. أ و أو ,,,, وهكذا أحدهم سمعناه على شاشة الجزيرة قبل أسابيع يقول :إن التعديلات على قانون الانتخابات غير شرعية !! .. ولماذا هي غير شرعية؟ لأن الأقلية لم تشارك فيه وهي المعارضة .. وحتى لو حصلت التعديلات على النصاب القانوني فهي تظل غير شرعية .. لهذا السبب الموهوم .. فسبحان الله .. ألم نقل إن الألفاظ فقدت معانيها لدى هؤلاء. نقول لهذا الأخ المعارض وهو قائد أحزاب اللقاء المشترك حالياً وقد ظفر بموقعه على حساب أقلية داخل حزبه لا توافقه على التحالف مع فصائل المشترك وعلى أمور أخرى وهم ربما قلة .,, فهل إذا غابوا عن اجتماع اللجنة المركزية وتم اتخاذ قرارات لا يرضون عنها ولا تعجبهم تصبح هذه القرارات غير شرعية حتى لو أقرت بالأغلبية المطلوبة لها وفقا لوثائق التنظيم .. وهل قال بذلك أحد ؟ وهل سيقبلها في تنظيمه الوحدوي الناصري كما قبلها على مجلسه النيابي . ربما كان موقف المؤتمر الأخير في حسم هذه المسألة بعد طول مداراة هو الموقف الحازم الحاسم .. والمتفق مع الشرعية ومع المسار الديمقراطي .. ومع الحقائق التي شهد بها أحباب المعارضة قبل أحباب السلطة .. ولعل موقف بيتر ديمتروف مدير المعهد الديمقراطي معلوم للجميع حين أنكر عليهم مثل هذه المواقف التي يريدون بها أن يفرضوا مراداتهم خارج قبة المجلس النيابي ..وحين حدثهم ديمتروف أن هذه المداراة التي يشهدها هو من المؤتمر للمشترك ليست موجودة في أعرق الديمقراطيات والكل في أمريكا وكندا وغيرها من الديمقراطيات لا يعتمدون إلا على الائتلاف والتحالفات والاتفاقات التي تتم في المجلس النيابي وتحت قبة البرلمان . وحين قالها ارتفعت عقيرة الكثير منهم بالصراخ والإنكار بل والشتم وأصبح ديمتروف من كوادر السلطان !! الأمر نفسه حدث حين شهدت البعثات المراقبة للانتخابات وعلى رأسها بعثة الاتحاد الأوروبي قالوا: إنها قدمت تقاريرها بموجب الهدايا التي نالتها من السلطة هكذا وكأنهم يبعثون إلينا جوعى وعرايا وشحا ذين من أفريقيا!!.. وأكثر من ذلك أنهم تنكروا لشهادة أعضائهم في لجنة الانتخابات ..باعتبارهم قد خانوهم لصالح الرئيس .. وأرادوا أن يتلافوا كل ذلك ولكن عجزوا لأنهم لا يطلبون إلا المحال . والمحال الذي يريدون تأكيده هو مجموعة من الدعاوى التي لا تستقيم على حقيقة .. ومع هذا ينفقونها لدى الناس ولا يملون تكرارها .. ومع هذا يظل في وسطهم كما في السلطة وخارجهما أهل حل وعقد عليهم يعول في حسم كل القضايا عند كل فتنة .. فلندع المتحمسين للنصرة القادمة من الغرب يرفعون أصواتهم وستشحب أصواتهم هذه عما قريب .. ولن يبقى إلا وجه الله وصوت الحق .. ونصرته لمن طلبها .. ثم نصرة هذا الشعب الذي يدعي الكثير من المشترك أنهم يدافعون عنه ويريدون أن يخرجوه من الفقر والجوع والتزود من براميل القمامة .. فمن وصل إلى الله وإلى عباده المؤمنين المستضعفين حقيقة سيجد عنده النصرة و التأييد .. ومن أدار له ظهره واعتز بأعدائه .. فلن يطول به رحيل .. وسيسقط كما سقط الغزاة وأعوانهم أجمعون.. وإن غداً لناظره قريب .