الإثنين, 24-نوفمبر-2008
محمد علي اللوزي -
هل يحتاج الوطن الى عرقلة الديمقراطية والبحث عن فرص سانحة لخلق أزمات متتالية دونما إدراك أن الوطن هو الخاسر الأول بفعل هذا »الغوغائي« والاحتشاد ضد الانتخابات بهدف إفشالها..؟! وهل هذا الفعل الباحث عن الفوضى والاضطرابات والتصعيد حتى إقلاق السلم الاجتماعي.. هو‮ ‬الطريق‮ ‬الأمثل‮ ‬لدى‮ ‬أحزاب‮ ‬المشترك‮..‬؟‮!‬
وهل تناسى المشترك أن ثمة طرقاً أخرى دستورية وقانونية تسمى »القضاء« بدلاً من الزج بالمجتمع في أتون صراعات باسم الموقف الضدي؟! الذي لا يجعل الحوار ذا فائدة.. ولا يستجيب لمنطق الضرورة.. قدر استجابته لنداء خفي يريد إلحاق الضرر بأهم مكسب وطني تحقق في الثاني والعشرين‮ ‬من‮ ‬مايو‮ ‬1990م‮ ‬التجربة‮ ‬الديمقراطية‮..‬
هذه التجربة التي يريدها الآخر فداءً لرغباته حين لا يستقر في مطالبه على حال وحين يتغافل عما هو قابل للوصول الى مشترك ليأتي بالتعجيزي كاشتراط إبرازه وتقديمه.. لخلق مناخات خصومة، والوطن لا يحتاج الى خصومة ولا إلى تشدد ولا إلى مسيرات احتجاج ظاهراً تتحول إلى عنف ، كما لا يحتاج الى قطيعة وخلق مساحات كبيرة من عدم الثقة قدر احتياجه الى نداء الضمير والاعتراف بما هو استحقاق للآخر والتعامل معه ليس بروح انتهازية تستثمر الواقع باتجاه الرغبة الذاتية كي تتحقق.. وإنما من منطلق أن المعاش اليومي غير قابل لمزيد من فجوات التوتر التي يحدثها المشترك ولديه نزعة في أن الآخر قابل لمزيد من التنازلات ولدرجة يفقد حقه الأساسي.. هذا أمر تعجيزي، وهذا ليس مطالبة بحق، وهو أيضاً لا يمكن أن يجعل الحوار ذا قيمة وفائدة لأنه منطق مغلق بما هو ضدي للآخر.. بمحاولة تصيده وإيقاعه في مصيدة الرغبة »للمشترك« بمعنى أن ثمة تقاطعاً تقدمه أحزاب المشترك وهي تتجه في مسار يخرج عن قواعد اللعبة ويزيدها تعقيداً وتكشف عن نوايا نرجو ألا تكون من الاضطرابات ، وإفشال مهام اللجان دونما مطلب محدد وواضح تقف عنده وتنادي به وتقيم عليه حوارها وحجتها وتعمل عليه بمنطق سلمي لأنها - أي أحزاب المشترك - اختارت لغة التصعيد وتحميل الآخر الشعبي العام المسؤولية جراء ما يترتب على هذا التصعيد من تداعيات.. وواقع الأمر، أننا أمام مشهد ديمقراطي حافل بالفوضى والدعوة اليها وبرغبة إلحاق أكبر الضرر بالتجربة الديمقراطية وجعلها عصية .. وبوضع الشعبي العام أمام خيار الدعوة الى تأجيل الانتخابات.. ومن ثم تحميله مسؤولية هذا التأجيل، في حين أن قناعة المشترك هي التأجيل وهو يتجه الى هكذا موقف ولكن من خلال الآخر.. وليس من إبداء موقف علني واضح مسؤول لخيار حقيقي يسمى التأجيل كما يريده »المشترك« ويدعو الآخر الشعبي العام الى القول به من خلال ممارسة العنف واللجوء الى التجمعات وخلق مناخات تربك عملية القيد والتسجيل.. فهل يمتلك »المشترك« شجاعة الموقف أنه المحدد الواضح وإطلاقه للحوار الجاد والمسؤول، أم أنه يتخذ الإرباك والفوضى قاعدة لإفشال ما ناضل الوطن من أجله وهي الديمقراطية‮ ‬مزدهرة؟
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 08:50 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-8136.htm