الإثنين, 24-نوفمبر-2008
الميثاق نت -  محمد انعم -
ينتظر حزب الاصلاح صيداً ثميناً في يوم 27 أبريل 2009م.. إنه يخطط لذلك في الميدان بنهم ذئب متوحش لا يهمه إن كان الضحية من مرشحي المؤتمر الشعبي فقط.. لأن القاعدة »الفقهية« المحركة لمخالب هذا الحزب لا تستثني مرشحي الحزب الاشتراكي أو الناصري أو غيرهم.. طبعاً كل الأدلة في الميدان تظهر حتى الآن أن الخارطة السياسية ليمن ما بعد 27 أبريل 2009م لن يكون فيها مكان للأحزاب الهشة أو الضعيفة والتابعة، وهذا يتجلى واضحاً في أساليب المراوغة التي يمارسها حزب الاصلاح والطرق البهلوانية الفجة أمام غباء الأحزاب المتحالفة معه ازاء‮ ‬العديد‮ ‬من‮ ‬القضايا‮.‬
لا نقول سراً عندما نتحدث ان حزب الاصلاح يبيح كل شيء من أجل السلطة لأنه لا يقبل العيش خارجها أبداً إلاّ في السجون فقط.. لهذا لا ريب أن تكون أحزاب المشترك المتحالفة معه مجرد نذور يضحي بها تقرباً من أجل السلطة، لا يهم إن كان الاشتراكي أو الناصري أو غيرهما يذبح بطريقة التتار أو المجوس أو على الطريقة الاسلامية.. لكن الذي يهمه ونلاحظه أنه يتعامل مع هذه الأحزاب ويستخدمها كفياجرا للوصول الى السلطة، بدليل أنه قد نجح باستخدامها »كخلطة حريو« طوال السنوات الماضية.
في‮ ‬الميدان‮ ‬يستخدم‮ ‬الاصلاح‮ ‬تجارب‮ ‬طالبان‮ ‬و‮»‬اخوان‮ ‬حلب‮« ‬و‮»‬جبهة‮ ‬الانقاذ‮« ‬الجزائرية‮ ‬و‮»‬اخوان‮« ‬مصر‮.. ‬ولا‮ ‬ضير‮ ‬إن‮ ‬استخدموا‮ ‬أساليب‮ ‬يهود‮ ‬الدونما‮ ‬في‮ ‬تركيا‮ ‬بهدف‮ ‬الاستيلاء‮ ‬على‮ ‬السلطة‮.‬
في الميدان يتحرك الاصلاح عبر ثلاثة اتجاهات في تعامله مع لجان القيد والتسجيل.. الاتجاه الأول يتمثل بخروج فرقة من فرق مكلفة باحزاب المشترك مهمتها القيام باطلاق الهتافات والتحريض ضد لجان القيد والتسجيل تجوب بعض المدن والقرى وتجرجر أحزاباً كالاشتراكي والناصري الى المقاطعة أو أقل تقدير تشغلهم عن الدفع بعناصرهم للتسجيل ويكون الاصلاح بذلك قد استدرج خصومه المدللين الى الآن الى خارج اللعبة، لأنه يدرك أن قواعد تلك الأحزاب لا يثقون بالاصلاحيين ولهذا لا يمنحون مرشحيه اصواتهم.. أما الفرقة الثانية من حزب الاصلاح فهي المكلفة بتنفيذ المهمات الصعبة والتي تقوم بالدفع باعضاء الاصلاح الى لجان القيد والتسجيل إما صباحاً أو عصراً هذا كغاية أساسية لهم.. أما الاتجاه الثالث فيتمثل بحرص الاصلاحيين على الدفع بصغار السن الى لجان القيد والتسجيل لتسجيلهم بشتى السبل بهدف تشويه السجل الانتخابي‮.‬
اذا فما يروج له حزب الاصلاح عن المقاطعة هو مجرد نصب حزبي واحتيال عبر وسائل اعلامه بينما يقوم بدفع عناصره بشكل جنوني الى لجان القيد والتسجيل مدركاً أن معركة انتخابية كهذه تخدمه كثيراً لأنها تزين وجهه القبيح خارجياً وتقدمه للعالم كحزب يؤمن بالديمقراطية وليس بفكر طالبان.. ولهذا لا يمكن لحزب الاصلاح أن يفرط بفرصة ذهبية كهذه خصوصاً والظروف من حوله تساعده كثيراً على تحقيق غاياته، رغم أنه هيأ لها بشكل جيد مثل ايكال مسئولية رئاسة المجلس الأعلى للمشترك للعتواني واشغال حزب الكهنة بمتابعة صحف المؤتمر أما الدكتور ياسين‮ ‬فقد‮ ‬ضحى‮ ‬له‮ ‬بصفحتين‮ ‬في‮ »‬الصحوة‮« ‬كطعم‮ ‬لإيهامه‮ ‬بأنه‮ ‬عبقري‮ ‬زمانه‮ ‬على‮ ‬الرغم‮ ‬من‮ ‬أنه‮ ‬يمارس‮ ‬رص‮ ‬الجمل‮ ‬بقبح‮ ‬الاغبياء‮ ‬الذين‮ ‬يبحثون‮ ‬عن‮ ‬مكان‮ ‬لهم‮ ‬في‮ ‬مزبلة‮ ‬التاريخ‮ ‬بحماقة‮ ‬فجَّة‮.‬
صحيح،‮ ‬فلتذهب‮ ‬هذه‮ ‬الأحزاب‮ ‬الى‮ ‬الجحيم،‮ ‬لكن‮ ‬أن‮ ‬تكون‮ ‬نهايتهم‮ ‬بهذا‮ ‬الشكل‮ ‬الدراماتيكي‮ ‬فهذا‮ ‬ما‮ ‬يحز‮ ‬في‮ ‬النفس‮ ‬لأنهم‮ ‬يسقطون‮ ‬ضحايا‮ ‬نصب‮ ‬لا‮ ‬ديمقراطي‮ ‬وليس‮ ‬تنافساً‮ ‬ديمقراطياً‮ ‬شريفاً‮.‬
الى هنا ولم تنته الحكاية، بدليل أن حزب الاصلاح لم يعد يتوقف عند الاكتفاء بضحايا له من أحزاب اللقاء المشترك، بل لقد ذهب الى جرجرة المخربين والانفصاليين لاستخدامهم كحطب في معركته »الجهادية« من أجل السلطة مهما كلفه ذلك من أعمال نصب واحتيال وغدر ونكث بالوعود والعهود،‮ ‬لكنه‮ ‬مهما‮ ‬كان‮ ‬غداراً‮ ‬ومكاراً‮ ‬يظل‮ ‬حزباً‮ ‬مفضوحاً‮ ‬أمام‮ ‬الشعب‮ ‬الذي‮ ‬لم‮ ‬يعد‮ ‬تنطلي‮ ‬عليه‮ ‬أساليب‮ ‬ورواغ‮ ‬الثعالب‮.. ‬واذا‮ ‬لم‮ ‬يفهم‮ ‬الاشتراكي‮ ‬وغيره‮ ‬فذلك‮ ‬شأنهم‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 07:21 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-8137.htm