عبدالله الصعفاني -
يُحكى أن جحا باع منزله لكنه اشترط على المشتري أن يحتفظ لنفسه بمسمار كان قد غرسه في صدر إحدى الغرف قبل أن يبيع البيت.. وبعد البيع ومغادرة جحا منزله أخذ جحا يتردد على المشترى مع كل وجبة بحجة أنه يريد أن يتفقد المسمار الذي لم يكن مشمولاً في البيع، وهكذا ضمن جحا تناول الوجبات على ذمّة مسماره ونذالة تخطيطه.
هذه الأيام هناك مسمار جحا قبالة الساحل الصومالي.. هذا المسمار يتحرك في كل اتجاه فلا يغفل خليج عدن.. ويتمثل المسمار في شكل مجموعة من القراصنة الصوماليين الذين يجوبون غرب المحيط الهندي وخليج عدن فيخطفون السفن بصورة دراماتيكية، حيث بلغت قرصنتهم حد الأعمال الكبيرة التي لا تتورع ولا تعجز في السطو على سفن عملاقة كسفينة تحمل دبابات أوكرانية أو ناقلة بحرية عملاقة مثقلة بالنفط.
< يحدث كل هذا على مرأى ومسمع دول لا تخفى عليها شاردة او واردة في المنطقة ومع ذلك فهي تعلن عدم مسؤوليتها بل وتعلن عجزها في ضبط القراصنة.. بل أن هناك من أعلن أن ما يحدث فوق مستوى القدرة على السيطرة وتأمين السفن المارة في منطقة القرصنة.
ولست هنا في وارد الرجم بالغيب أو إلقاء الكلام على عواهنه.. ولكن نظرية المؤامرة مجسدة في الذي يحدث بدليل أن الامريكيين والبريطانيين كانوا أثناء الحصار على العراق ملوك البحر.. يفتشون ويصادرون كل شيء وهو ما يزال في قلب المحيط وقبل أن يعبر بوابة الخليج.
ولعل الجميع يتذكرون أنه لم تسلم حتى سفينة السلام التي كان على متنها مجموعة من الشباب والفتيات الذين أرادوا الوصول الى بغداد، فإذا القوات الأمريكية تنفذ إنزالاً على ظهر السفينة وتثير الهلع والخوف في نفوس ركاب سلاحهم أغصان الزيتون وحمامة السلام.
< إذاً فإن تصاعد أعمال القرصنة الصومالية وما يرافقها من حشد للقطع العسكرية الاجنبية لا يعبّر عن قوة رعب للمغامرين الصوماليين وإنما يعكس غض الطرف لتبرير تواجد دولي غير مسبوق يصادر حق الدول المطلة على أمن البحر الأحمر وخليج عدن في السيادة على مياهها الاقليمية.
< وبعد الذي صار من تشجيع القرصنة الصومالية لتمرير القرصنة الدولية فإن من المهم أن يسعى الجميع للأخذ بيد الصومال لاستعادة شظاياه والإلتئام من جديد في وطن موحد.
< لم تعد المشكلة الصومالية تخص الصومال وحده وإنما انعكست وستنعكس على الجميع بعد أن وصلت اللسعات الى مناطق بعيدة كما هو الحال في الذي حدث للدبابات القادمة من أوكرانيا.
< مهم أن لا ينشغل العالم بالنتائج وإنما يبحث الأسباب فيعيد الصومال الى موقع الدولة ويكشف فضيحة أن يكون تشجيع القراصنة الصغار تبريراً لتواجد القراصنة الكبار.