الجمعة, 28-نوفمبر-2008
الميثاق نت -  محمد يحيى شنيف -
‮ ‬تدور‮ ‬في‮ ‬الشارع‮ ‬العديد‮ ‬من‮ ‬الاسئلة‮ ‬والاستفسارات‮ ‬حول‮ ‬المشاركة‮ ‬السياسية‮ ‬والانتخابات‮ ‬البرلمانية‮ ‬القادمة،‮ ‬التي‮ ‬من‮ ‬المفترض‮ ‬أن‮ ‬يكون‮ ‬موعدها‮ ‬في‮ ‬شهر‮ ‬ابريل‮ ‬2009م‮..‬
المشاركة يعرف الجميع أنها قائمة بين أطراف السلطة والمعارضة وقواهما المستقلة.. وبشكل أوسع يمكن القول إن أبناء الوطن يشاركون في مؤسسات الدولة القضائية والتنفيذية والتشريعية باستثناء العاطلين عن العمل، وهي مشكلة اقتصادية واجتماعية إما نتيجة الامكانات المحدودة أوعدم التخطيط والتنسيق السليم وقصور في التنفيذ، وربما كلاهما معاً .. وهذه المشكلة، أي البطالة يعاني منها عباد الله الذين لم يتم استيعابهم بعد، أميين كانوا أو حاملي شهادات تخرج علمية، وتظهر أعدادهم من حين لآخر ضمن الاحصاءات الرسمية.. أما الحديث عن قيادات الاحزاب والتنظيمات السياسية، ممن يثيرون تساؤلات الشارع حول عدم المشاركة ، فلا أعتقد أنهم يندرجون ضمن أي شكل من أشكال البطالة.. فقد ترتبت أوضاعهم الوظيفية، وحاصلون على درجات عليا من نواب الوزراء وحتى رؤساء الاقسام، ناهيكم عن الامتيازات المالية، في وقت نجد أن‮ ‬عدداً‮ ‬كبيراً‮ ‬من‮ ‬المحسوبين‮ ‬على‮ ‬السلطة‮ ‬لا‮ ‬يمتلكون‮ ‬أرضاً‮ ‬يشيدون‮ ‬عليها‮ ‬مسكناً‮ ‬آمناً‮ ‬لهم‮ ‬ولأسرهم‮.‬
أقصد مما سبق هو التفريق بين الطامحين الى تولّي زمام السلطة بعيداً عن صناديق الاقتراع وبانتهازية واضحة لما يعانيه الوطن من إشكاليات اقتصادية بالأساس وأولئك من لهم الحق في تسيير شؤون السلطة عبر الطرائق المشروعة.
لهذا‮ ‬تثار‮ ‬التساؤلات‮ ‬والاستفسارات‮ ‬عبر‮ ‬تعبئة‮ ‬الرأي‮ ‬العام‮ ‬حول‮ ‬الانتخابات‮ ‬دون‮ ‬الأخذ‮ ‬في‮ ‬الاعتبار‮ ‬الجوانب‮ ‬الدستورية‮ ‬والقانونية‮ ‬المنظمة‮ ‬لذلك‮.‬
من حق أي مواطن المشاركة السياسية في الانتخابات البرلمانية، ناخباً كان أو منتخباً ، وبالتالي في حال المشاركة ستظهر الخارطة السياسية بعد الانتخابات مَنْ سيكون في السلطة او المعارضة.. إنما أن تستثمر ما تسمى بالنخبة حتى الكوارث الطبيعية، لرفع الصوت العالي ، فالضحية،‮ »‬للسوط‮« ‬وليس‮ »‬الصوت‮«‬،‮ ‬سيكون‮ ‬المواطن‮ ‬واستقراره‮ ‬الأمني‮ ‬والمعيشي‮.. ‬والمستقبل‮ ‬سيكون‮ ‬أكثر‮ ‬غموضاً‮.‬
الأزمة هي في »النخبة السياسية« المعارضة وبعض ممن هم في السلطة، أما البلاد فلا تعاني من أزمة حقيقية كبرى اللهم من المأزومين.. ولأن الايام تمر مسرعة باتجاه الاستحقاق الانتخابي القادم ، فالعقلاء -وبخاصة إذا هم متواجدون في المعارضة - يجب أن يكون »صوت الوطن« هو الأعلى ، إلى جانب عقلاء السلطة وهم كُثر.. ليستمعوا إلى نداء القائد علي عبدالله صالح رجل الحوار، الذي يجاهد للوصول الى رؤية مشتركة حول المشاركة الوطنية الفاعلة.. ويستوعبوا توجهاته الهادفة لخلق مناخ ديمقراطي آمن... ويتركوا العبث بمقدرات الشعب.. ويستقرئوا التاريخ المعاصر القريب الذي بحكمة وجسارة القائد انتصر للوطن، واجتاز الحوادث والمآزق بصبر وطول بال، وباصطفاف جماهيري، تأكد معه منذ عام 1994م مروراً بالمتغيرات الدولية العاصفة، أن الأبقى هي الوحدة، والاتجاه نحو المستقبل لا يكون إلا باجتياز العوائق وتواصلية البناء‮ ‬التنموي‮ ‬وليس‮ ‬بافتعال‮ ‬الازمات‮.‬
يا جماعة.. يا نخبة.. تنبهوا الى المخاطر التي تتطلب المواجهة الجماعية بأفق وطني شامل لا مجرد ادّعاء البطولات الزائفة.. والوقت مازال متاحاً للأخذ بالبدائل الممكنة.. لأن من يتمسك بـ(عنزة ولو طارت) فلن تطير لأنها كذلك!!
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 02:43 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-8180.htm