أمين الوائلي -
- .. الضِّيق بالرأي الآخر- الحر.. قاسم «مشترك» يجتمع عليه وعنده كثيرون هنا وهناك.. ليست المسألة تخصص أو خصوصية تطبع فريقاً بعينه ولاتظهر لدى آخر، كما قد تحاول أطراف في المعارضة تكريس هذه الرؤية في ذهن المتابع والمهتم بشئون الساعة والساحة.. إذ تجعل من نفسها «مسيحاً» مفترضاً.. وفي المقابل تصور الآخر وكأنه لايؤمن بالحرية ولا يأمنها.. وتنسى دائماً الاعتراف بالفضل أو القليل منه لأصحابه ومستحقيه، بل هي تتعمد أن لاتظهر الحقيقة إلا تابعة لها مقيَّدة باسمها- حصراً. - بالأمس كتبت عن اتصالات ليلية يتلقاها صحفيون وناشرون، مليئة بالتهديد والوعيد والمن والأذى، يكون مصدرها قياديين في أحزابهم المعارضة.. ينقمون على الصحف والصحفيين أنهم يتناولون طرفاً يسيراً من أخبار ومعلومات تتعلق بأحزاب »المسيح« إياه! وكان الرد أن »الملف أُغلق«.. وهكذا هي ملفاتهم تغلق دائماً.. ولانعلم متى فتحت حتى تغلق؟ أو لماذا هذه النوعية من القضايا والملفات تغلق سريعاً.. وتظل أخرى مشابهة لها، مفتوحة إلى مالانهاية أو هدف؟!.. ومع ذلك نسينا الموضوع، ولا أريد هنا فتحه مجدداً، وإنما هو آخر وثان. - لم يقتصر الأمر على الصحفيين والناشرين وحدهم.. للتَّو وصلتني أخبار اتصالات أخرى مشابهة، لاتقل عن سابقتها (خطورة) و(فداحة) إنما هذه المرة استهدفت أكاديميين واساتذة جامعات.. يُطلب إليهم أن «يقعوا أوادم» وأن يستغفروا الله من نقد المعارضة.. وإجمالاً، أن لايعودوا إلى مثل هذا ثانية! - أقطاب وشخصيات سياسية وحزبية.. تمارس الوصاية البغيضة على الناس وعقولهم بما فيهم الأكاديميين.. أحد هؤلاء حدثني أن أحدهم (من أولئك) اتصل به (ليلاً- كما هي العادة السيئة) ليراجعه في أمر كتاباته التي لم تعجب فضيلة المعارضة (...) أو التي تنقد المعارضة بمنهجية وموضوعية لا لبس فيهما.. ابتدأ الاتصال بعتب، وتدرج إلى اللوم الشديد، ومن ثم انتهى بالتهديد والإرعاد! - آخر.. تلقَّى اتصالاً من معارض يجيد الصراخ باعتبار وظيفته في «المشترك».. ومباشرة عبَّر عن رغبته الجامحة في «استتابة» الأكاديمي أستاذ السياسة ورده إلى الصواب، بالابتعاد عن تحليل خطاب ومشاريع معارضة المشترك.. وكان مما قال له: «ما دخلك بالمؤتمر والحكومة، خلِّيك في حالك، وانتبه لمستقبلك وجهالك.. أحسن لك»!! - ثمة من «يأمر بالمنكر» و«ينهى عن المعروف».. ويتعدى ذلك إلى التوبيخ والتقذيع- وأحياناً التهديد، وإصدار الأوامر والتوجيهات.. قيل أن «مشاغباً رسمياً» طلب إلى أكاديمي معروف مايلي: «بطل كتابة في الصحف» مش هذا شغلك، انتبه لطلابك ومحاضراتك.. وبس«! - عشرات الحالات كهذه يمكن سردها بسهولة وبتفاصيل أكثر.. وأمر، لكنني لم أحصل على إذن أو موافقة من المعنيين بها للنشر ولن يكون ذلك مستحيلاً إذا دعت الحاجة.. طالما ونحن شركاء تماماً بالوصول إلى حالة مثلى من «النضال السلمي» وأؤكد على حرف اللام بعد السين في (السلمي).. ذلك أن الدلائل كلها تشير إلى اهمال الحرف عملاً- دون الكتابة اللفظية.. والله المستعان. شكراً لأنكم تبتسمون