الأحد, 30-نوفمبر-2008
الميثاق نت -    منير أحمد قائد -
تعد المعارضة الوجه الآخر للنظام السياسي الديمقراطي الذي اختطته بلادنا منذ إعادة تحقيق الوحدة ومضى عليه اكثر من"18" عاماً وصلت فيه اليوم المعارضة وخاصة تكتل اللقاء المشترك إلى كشف حقائق مثيرة ومدهشة للشعب ظلت مستورة ومخفية منذ تحقيق هذا الحدث التاريخي العظيم حيث وجد طابور خامس من مراكز قوى ونفوذ وقوى مصالح ضيقة وعصبيات انفصالية مقيتة وجماعات ضغط ظلت تتحكم من خلال تواجدها المؤثر في مفاصل الحياة السياسية والعامة فهي من وقفت ولا تزال وراء كل الأزمات والمشكلات المجتمعية المجسدة لمشروعها القائم على تمجيد وتعظيم المصلحة الذاتية المتناقضة بل والمعادية لمصلحة الشعب, فكان هذا الطابور الخامس وراء تفجر كل أنواع المعاناة والمشكلات المجتمعية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وغيرها ونجح في خلط الأوراق حتى فترة ليست بعيدة عندما أوصل الحياة السياسية إلى تشكل تكتل" اللقاء المشترك" عام 2003م بعد أن احكم السيطرة على قراره والقدرة على التحكم به لخدمة مصالح هذا الطابور الخامس وقد تأثر جزء كبير من القوى الوطنية التي تنتمي لبعض أحزاب هذا التكتل, لكنها كانت ولا تزال منذ تشكله مهمشة ومقصية لا تعتمد قيادات أحزابها عليها بل على قوة نفوذ الطابور الخامس الذي له تواجد مؤثر وفاسد في الدولة والمجتمع والسلطة والمعارضة وهو من ينخر في الدولة ويسيئ للسلطة ويفسد في الحزب الحاكم ويتحكم بأداء المعارضة بشقيها "اللقاء المشترك" أو الأحزاب المعارضة الأخرى, ومنذ الانتخابات النيابية عام 1997م وما أفضت من نتائج غيرت قوى هذا الطابور الخامس من تكتيكها عندما بدأت تشعر أن أمرها افتضح للشعب وقرر فخامة الأخ/ رئيس الجمهورية شن حرب ضدها بحكمة ورؤية ثاقبة وهي حرب ضد الفساد والخراب والدمار والعبث فاستخدمت هذه القوى نفوذها ومررت اتفاق تشكل تكتل اللقاء المشترك الذي حمل مشروعاً انقلابياً سينفذ عبره شكلياً لكنه كمضمون سينفذ عبر تلك القوى المتواجدة بنفوذها وسطوتها في مواقع تأثيرية مختلفة في الدولة والمجتمع والسلطة والمعارضة إلا أن هذا المشروع سقط مبكراً بيقظة الشعب ونجحت قوى الطابور الخامس في عزل التيار الوطني الواسع في بعض أحزاب المشترك عن أداء هذه الأحزاب وبذلك أفسح المجال لتكتل اللقاء المشترك أن يؤدي دوراً غريباً وغير معهود كما ظلت تفصح عن ذلك مواقفه إزاء كل القضايا والمشكلات الوطنية ومنها قضايا الديمقراطية وارتفاع الأسعار والتمرد في بعض مناطق صعدة والأحداث في بعض المحافظات الجنوبية والاختلافات في الواقع فقدمت مواقف تترجم وتعبر عن مصلحة قوى الطابور الخامس التي اصبح لديها عداء لشخص رئيس الجمهورية والنظام السياسي الوطني بعد انكشاف أمرها واتساع نمو القوى الجديدة الحاملة لمشروع التغيير الذي من ضمن أهدافه استكمال محاصرة تلك القوى وتخليص الشعب من شرورها وعبثها وخرابها ودمارها وفسادها وهو أمر ليس بالسهل والهين تطلب إعداداً تخطيطياً محكماً وتجذير فكرة المشروع وأهدافه العامة في صفوف كل أبناء الشعب وهو ما تحقق بنجاح واستطاع فخامة الأخ الرئيس أن يحرق الكثير من أوراق تلك القوى العبثية وأهمها قرار فخامته بإيقاف الحرب بصعدة وكذا توظيف فخامته للأحزاب في بعض المحافظات الجنوبية كعامل قوة جديدة للوحدة والديمقراطية ففشل مشروع الربط التأثيري والتكاملي في الوظيفة والهدف بين المشترك والتمرد والحراك وبذلك تلقت قوى الطابور الخامس ضربة موجعة وقد أدركت أن رهانها على تحقيق أهداف التمرد بإسقاط النظام قد كان رهاناً خاسراً ومحاولتها اللعب بما تسميها ورقة" القضية الجنوبية" بات بالفشل واثبت القادة الحقيقيون الذين قادوا الحراك في المحافظات الجنوبية انهم مع الوطن ومشروع التغيير الذي يمر عبر بوابة مكانة القائد التاريخي للوطن فخامة الأخ/ علي عبد الله صالح وتبقى لقوى الطابور الخامس ورقة اللقاء المشترك الذي افشل الشعب مشروعه الثأري والانتقامي ففرضت عليه تلك القوى مواقف منذ بدء الحوار بينه وبين المؤتمر الشعبي العام وبدء الاستعدادات والتحضيرات للانتخابات النيابية القادمة أوصلته إلى أزمة منفصلة وشعور زائف انه لازال قادراً على تنفيذ مشروعه الانقلابي بالوكالة لصالح قوى الطابور الخامس التي تعمل على توفير الغطاء والحماية لاخراج عشرات المتظاهرين باسم المشترك في محاولة أخيرة فاشلة لهذه القوى لاعاقة بزوغ تنفيذ مشروع التغيير الوطني التاريخي الكبير الذي سيقوده الجيل الجديد ومن خلال تسليم الشعب له راية قيادة التغيير المنشود عبر بوابة الانتخابات النيابية القادمة. فالغالبية العظمى من أبناء الشعب يتعاملون مع قضايا ومشكلات وتحديات الوطن بوعي وعقلانية وهم يدركون أن معظم الخيارات المطروحة لا قبول لها فهي تمثل مشاريع ساقطة ومنها مشروع "المشترك" الذي سقط مبكراً وهم يلتقون حول المشروع الوطني الذي سيقوده الجيل الجديد لأنه مشروع اليمن الجديد الذي يحقق أو حقق الفتح المبين ليشع النور ومنه الفجر الجديد والحياة الجديدة التي ينشدها الشعب في هذه الحقبة التاريخية فهذا المشروع هو خيار الشعب والوطن راهناً وهما على موعد بدء انطلاقة تنفيذه في معركة الانتخابات النيابية القادمة التي يسعى ابناء الشعب بكل قوة وعزيمة وإصرار وارادة على مبايعة الجيل الجديد لقيادة التغيير الحقيقي الذي ينشده الشعب وينتظره الوطن, وهو مشروع يمثل التقاء واجماع كل مكونات المجتمع والقوى المجتمعية الصاعدة من كافة الاتجاهات السياسية الوطنية التقدمية والذي أصبح الواقع اليمني مهيأ تهيئة كاملة لبدء تنفيذه وقد صنع هذا الواقع قائد هذا المشروع كرمز وقائد للجيل الجديد والطليعة الواعية للشعب وكذا قادته ورموزه ورجالاته وانتج آلياته وأدواته ووسائله الجديدة واصبح الشعب على موعد مع التغيير في الانتخابات النيابية القادمة فتعمل قوى الطابور الخامس على إعاقتها أو إفشالها أو تأجيلها عبر كل محاولاتها الفاشلة لكن مسيرة الديمقراطية تمضي من خلال وعبر الشعب إلى مبتغاها وتحقيق أهدافها الكبرى, لذلك نأسف كثيراً أن تكون بعض أحزاب المشترك قد وقعت في الفخ وقبلت أن تكون جزءاً من الأداة التي تتحرك لخدمة المصالح الفسادية لقوى الطابور الخامس بينما القيادات الوسطية وغالبية كوادر وأعضاء وأنصار هذه الأحزاب قد حسمت أمرها وانضمت لخيار مشروع الجيل الجديد في التغيير وبإمكان هذه الأحزاب أن تستغل ما تبقى من عامل الزمن وتلتحق بهذا الركب وتكون فاعلة في الانتخابات بتحررها من قيود وأسر قوى الطابور الخامس فهذه الأحزاب ارتبط تاريخها بمصالح الشعب والانتصار لها لكن قياداتها الحالية انحرفت بأهدافها وجعلتها أسيرة لقوى الطابور الخامس التي تدرك اليوم اكثر من أي وقت مضى أن عامل الزمن لم يعد في صالحها وأن التغيير القادم ليس ذلك التغيير الشكلي الذي ظلت تعيد انتاجه وهو خالٍ من مضمون حقيقي يجسد مصلحة الشعب وينتصر لها, فالشعب في الانتخابات النيابية القادمة سيخوضها وهو متحلٍ بالوعي واليقظة والإصرار والإرادة على الانتصار لمصلحته الحقيقية التي ظلت مغيبة ومقصية من قبل قوى الطابور الخامس.

عن صحيفة الثورة
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 08:42 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-8204.htm