الميثاق نت -
أكد عبد ربه منصور هادي ، نائب رئيس الجمهورية أن يوم الـ 30 من نوفمبر 1967م مثل تتويجا للنضال المسلح الذي خاضته جماهير الشعب اليمني والحركة الوطنية اليمنية ، ويشكل المحطة الأبرز تاريخياً ووطنياً للعبور إلى مرحلة التحرر والاستقلال والوحدة. وقال نائب الرئيس: إن انطلاق شرارة ثورة الرابع عشر من أكتوبر في زمن قياسي بعد انطلاق ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، قد مثل استكمالا وامتداداً لمبادئ وأهداف الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ، مما يؤكد واحدية الثورة ووحدة الآمال والتطلعات لأبناء الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه”. وأشار إلى الإسهامات العظيمة التي قدمها الكثير من قادة ثورة الرابع عشر من أكتوبر والجناح الفدائي من مختلف الفصائل الوطنية والعديد من رجالات الوطن المخلصة والتواقة إلى التخلص من الاستعمار . وقال نائب الرئيس في تصريح لصحيفة / 14أكتوبر/ بمناسبة الاحتفال بالعيد الـ 41 للاستقلال الوطني الذي يصادف اليوم الأحد :” منذ انطلاق الشرارة الأولى بقيادة المناضل البطل الشهيد راجح غالب لبوزة من جبال ردفان الأبية اشرأبت الأعناق واحتشدت الطاقات وبدأ الطوفان الذي قض مضاجع أكبر قاعدة عسكرية بريطانية على مستوى الشرق الأوسط في عدن وبقية المحميات والسلطنات وسجل أبطال ثورة الـ 14 من أكتوبر الميامين أروع الملاحم الفدائية ببسالة قل أن نجد لها نظير وهو ما عكس قوة الإيمان وصلابة الموقف والقناعات وطنية التي لا تقبل بغير التعجيل بالانسحاب الفوري من الجزء الجنوبي من الوطن مهما كانت التضحيات”. وأضاف نائب الرئيس قائلا”ولا شك في أن العزم على هذا النحو كان يتطلب المدد والعدة والعتاد فكانت محافظات تعز وإب تحتضنان قواعد الفدائيين من مختلف أبناء الوطن وشكلتا المنطلق العسكري للعمل الفدائي لقربهما جغرافياً من أهداف الفدائيين ، ما ساعد على نجاح العمليات الفدائية ضد جنود الاحتلال البريطاني في العديد من المواقع والمعسكرات وتكبيدهم الهزائم والخسائر” . وأشار عبدربه منصور هادي إلى أن النضال والتضحيات التي سطرها أبطال الثورة بصورة متواترة قد جعلت المحتل يفقد صوابه ويبحث عن من يفاوض هنا أوهناك بغرض المخاتلة أو خلق الثغرات ، إلا أن برامح واستراتيجيات فصائل العمل الفدائي من مختلف الجبهات والانتماءات كانت صارمة وقوية لا تقبل الاختراق فمن حوف بمحافظة المهرة وحتى آخر موقع يدنسه الاحتلال من الأرض اليمنية الطاهرة ، كان الجميع ملتزمين ببرنامج موحد لا يقبل التجزئة أو القسمة وفقا للإستراتيجية الكفاحية المحددة الأهداف والغايات. وفي سياق حديثه عن مسيرة ثورة 14 أكتوبر ومراحل الكفاح المسلح التي توجت بتحقيق الاستقلال الوطني في الـ 30 من نوفمبر 1967م ، اشار عبدربه منصور الى ذكرياته عشية الاستقلال ، فقال: “كانت الساعة تدق لتسجل لحظات بهية وعظيمة في تاريخ اليمن الحديث ونقطة انطلاقته العملاقة صوب التطور والتحرر والوحدة ، وأتذكر تماماً إننا كنا ليلتها نتسلم أخر المواقع والمعسكرات والمعدات منذ المساء حتى فجر يوم الاستقلال المجيد”. وأضاف نائب رئيس الجمهورية:” أن هذا الانتصار العظيم الذي تحقق كان مكسباً وطنياً وعربياً في لحظة انكسار مثلتها نكسة حزيران بعد العدوان الإسرائيلي على دول المواجهة العربية مصر ، سوريا والأردن ، حيث شكل انتصار الثورة في جنوب اليمن بلسماً خفف من وقع العدوان وباعثاً للأمل العربي للتغلب على الأحزان وشحذ الهمم وتوحيد الطاقات للنهوض من هذه الكبوة الجارحة”. وعن ما تحمله ذكرى الاستقلال من دلالة في نفوس اليمنيين أوضح هادي قائلا”كان اليمانيون على موعد مع القدر بالتوقيع على دستور دولة الوحدة في الـ 30 من نوفمبر عام 1989م ، وكان الشرفاء الأوفياء في الشمال والجنوب يعيشون زخم لحظة الانتصار بعد الانتظار الطويل وفي مقدمة الجميع فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله رئيس الجمهورية الذي سجل انتصارا وطنياً في الوفاء المخلص للوصول بالوطن الى يوم الـ 22 من مايو 1990م وتحقيق الهدف الاستراتيجي الذي ظل حلماً يراود كافة اليمنيين منذ زمن طويل”. وأضاف نائب الرئيس:”في هذه المحطة التاريخية لا شك في أن اليمانيين قد عاشوا لحظات العمر المنتظرة منذ زمن بعيد ودقت ساعة العمل الوطني في ظل راية الوحدة والديمقراطية والتعددية السياسية التي اقترنت بقيام الجمهورية اليمنية الفتية وانتهت إلى الأبد حالات الشتات والتشرذم والتجزئة وعم الخير والأمان باعتبار الوحدة اليمنية صمام الأمان والأمن والاستقرار على الصعيد الوطني والإقليمي والعربي”. وتابع القول: “لقد بات اليمن الجديد قادراً وقوياً ورقماً مهماً في المعادلات السياسية على مختلف المستويات وبدأت خطط التنمية الاقتصادية والخدمية تنتشر على مستوى مناطق ومحافظات الجمهورية خصوصاً ما يتعلق منها بالبنية التحتية المتصلة بحياة الإنسان معيشياً واجتماعياً وثقافياً واقتصادياً”. واشار إلى ما تحقق من تحولات نهضوية نوعية بهدف تعويض شعبنا عما فاته في تلك الحقب الماضية ، مؤكدا ان الحكومة بصدد تنفيذ عدد من الخطط التنموية ترجمة لمحتوى البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية والذي يحمل في طياته الكثير من المضامين والرؤى والمشاريع لتحقيق التحولات النوعية المطلوبة في مختلف الميادين فضلا عن إيجاد فرص العمل من خلال انجاز مختلف البنى التحتية للمشاريع التخفيف من الفقر وتقديم الدعم لذوي الدخل المحدود من مختلف فئات وشرائح المجتمع.