عبدالعزيز الهياجم -
من المؤسف أن يظل البعض يتعاطى مع هذا الوطن من باب المصالح الذاتية والحزبية والفيد، وليس من منطلق الضمير الوطني والإحساس بالمسؤولية.
الرسول صلى الله عليه وسلم عندما تعاطى بحس القائد صاحب النظرة الثاقبة مع أولئك الذين دخلوا الاسلام بعدما أصبح أمراً واقعاً وقوة لا تقاوم كانت منطقية مفهوم أو مصطلح (المؤلفة قلوبهم) والذي ظهر في أعقاب معركة »حنين« ومعايير تقسيم الغنائم، وكان الهدف هو إدماج هؤلاء بمحفزات مادية الى جانب محفزات معنوية أخرى مُنحت لشخصيات بارزة، كما هو الحال مع أبي سفيان على سبيل المثال، لكن لم يكن ذلك معناه التعاطي بتلك السياسة الى ما لا نهاية.
ونحن اليوم نرى شخصيات قيادية قبلية ودينية تحرك تكتل اللقاء المشترك المعارض ونشاطاته بنفس منهجية المناورة والحصول على تنازلات ومكاسب شخصية وفئوية التي كان عليها الحال بعد قيام الثورة المباركة وفي مختلف المراحل اللاحقة.
نحن ندرك أن سياسة الامر الواقع والتعايش والتوافق هي التي فرضت على رجال الثورة وضباطها الاحرار وخصوصاً الحكماء منهم استيعاب قوى ووجاهات قبلية ودينية في إطار مصطلح »المؤلفة قلوبهم« للثورة والجمهورية وأهدافها التي كانت تهدف الى إصلاح أوضاع المطحونين ولكنها تفهمت أهمية عدم الاصطدام بالمتنفذين حتى يكون التنازل جزئياً وليس كلياً.
وهؤلاء الذين ظلت مصالحهم وأدوارهم التي خدمت مصالح غيرهم في خارج اليمن هي العقبة الكؤدة أمام أي مشروع دولة مؤسسات وكانوا أكبر مظاهر للفساد الاقتصادي والاجتماعي، حيث أثروا بطرق غير مشروعة وأصبحوا بيوت مال صنعتها الظروف ومصالح الآخرين.. كنا نعتقد أنهم سيصلون في مرحلة من المراحل اللاحقة الى جمهوريين ووطنيين حقيقيين وليس في خانة المؤلفة قلوبهم.. وسيدركون أن ما حصلوا عليه من مصالح أنانية تكفي لأن يتحولوا من »رجال الآخرين في اليمن« الى رجال اليمن الحقيقيين الذين يحمون دولة النظام والقانون والديمقراطية واعتماد الخيارات السلمية التي هي أصلاً من مصلحتهم وقد أصبحوا من طبقات المجتمع الثرية التي تحتاج الى حماية من أطماع الفوضويين والحاقدين والغوغائيين.. لكن يبدو أن من شبّ على شيء شاب عليه، ومن استمرأ الفوضى والتخريب لتحقيق مصالحه لن يتخلى عن نهجه إلا بفرض هيبة الدولة وقوة النظام والقانون.