الإثنين, 01-ديسمبر-2008
استطلاع‮/‬فيصل‮ ‬الحزمي -
الثلاثون من نوفمبر 1967م يوم تَوَّج فيه اليمانيون مسيرة سنين من النضال والتضحية قدموا خلالها انهاراً من الدماء الزكية وقوافل من الشهداء الأبطال الذين وهبوا أرواحهم رخيصة في سبيل الحرية والاستقلال فكانوا نموذجاً للانسان اليمني الذي يفضل الموت على العيش تحت‮ ‬ذل‮ ‬الاستعمار‮ ‬والاحتلال‮.. ‬فلقد‮ ‬توج‮ ‬شعبنا‮ ‬فيه‮ ‬نضاله‮ ‬وتضحياته‮ ‬بيوم‮ ‬الاستقلال‮ ‬وسجل‮ ‬فيه‮ ‬أروع‮ ‬الدروس‮ ‬والتضحيات‮ ‬في‮ ‬تاريخنا‮.‬
صحيفة‮ »‬الميثاق‮« ‬وجدت‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬اليوم‮ ‬مناسبة‮ ‬للوقوف‮ ‬مع‮ ‬عدد‮ ‬من‮ ‬الأكاديميين‮ ‬والسياسيين‮ ‬لتستعرض‮ ‬معهم‮ ‬ذكرى‮ ‬عيد‮ ‬الاستقلال‮ ‬الوطني‮ ‬والدروس‮ ‬التي‮ ‬يستفاد‮ ‬منها‮ ‬لمواجهة‮ ‬من‮ ‬يستعينوا‮ ‬بالخارج‮ ‬على‮ ‬الوطن‮..‬
‮ ‬فكانت‮ ‬بداية‮ ‬الحديث‮ ‬مع‮ ‬الاستاذ‮ ‬الدكتور‮ ‬عبدالعزيز‮ ‬الشعيبي‮ -‬عميد‮ ‬كلية‮ ‬التجارة‮ ‬بجامعة‮ ‬صنعاء‮- ‬والذي‮ ‬تحدث‮ ‬قائلاً‮:‬
في البداية أوجه الشكر والتقدير لصحيفة »الميثاق« الغراء والتهنئة بالعيد الـ41 من نوفمبر الخالد الذي استطاع فيه الشعب أن يتخلص من كابوس الاستعمار الذي ظل ينهب خيرات اليمن ويحاول تغيير ثقافته ومعتقداته لفترة طويلة من الزمن.. ونسي ذلك الاستعمار أن الشعب اليمني هو شعب حر وباحث عن الحق ومدافع عنه، ويأبى أن يخوض في عقيدته أو يغير في معتقداته أي أجنبي أو طامع، وهذا اليوم أيضاً تاريخي على طريق اعادة تحقيق الوحدة المباركة عندما ذهب فخامة الرئيس علي عبدالله صالح الى عدن على الرغم من أن بعض الاصوات التي رأت أن هذا اليوم هو بعيد المنال، إنما بتصميم الارادة السياسية تم تذليل الصعاب وتجاهل كل المؤثرات التي اعتبر أنها ضئيلة ومحدودة في سبيل تحقيق الغاية المنشودة والنصر العظيم لشعب اليمن.. وأضاف: وهذا اليوم الـ30 من نوفمبر يؤكد تزامن الثورة اليمنية والتزام الثورة والجمهورية بتحقيق‮ ‬الوحدة‮ ‬اليمنية‮ ‬التي‮ ‬ناضل‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮ ‬لفترة‮ ‬طويلة‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬الوصول‮ ‬اليها‮.‬
مكسب‮ ‬عظيم
ومما يؤسف له أن بعض أولئك -الذين مازالوا ينتمون الى الترسبات الماضية إما بفعل الاستعمار أو بفعل حكم الامامة الظالم والذين تفقدهم المنجزات العظيمة صوابهم وتحجب الحقيقة عن أعينهم- لا يستطيعون أن يروا إلاّ ما هو موجود في مخيلتهم فقط ويريدون من المجتمع أن يرى بأعينهم‮ ‬ويفكر‮ ‬بعقولهم،‮ ‬وذلك‮ ‬أمر‮ ‬صعب‮ ‬التحقيق‮ ‬لأن‮ ‬عين‮ ‬الشمس‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬حجبها‮ ‬عن‮ ‬الأنظار‮ ‬إلاّ‮ ‬لمن‮ ‬أراد‮ ‬أن‮ ‬يغمض‮ ‬عينيه‮.‬
مشيراً الى أن الديمقراطية تزامنت مع تحقيق الوحدة اليمنية فكانت أيضاً مكسباً عظيماً يتحقق لشعب اليمن الى جانب وحدتهم ليؤكد معنى الحرية لكل مواطن يمني والانتصار لمبادئ وأهداف الثورة اليمنية ولكي يكون مبدأ المشاركة من قبل جميع أفراد الشعب هو مسألة جوهرية وحقيقة‮ ‬ساطعة‮ ‬للنهوض‮ ‬بمستقبل‮ ‬اليمن‮ ‬الى‮ ‬المكانة‮ ‬اللائقة‮ ‬في‮ ‬مصاف‮ ‬التاريخ‮ ‬القديم‮ ‬والمعاصر‮.‬
موحّد‮ ‬بالفطرة
وعلى الرغم من هذه المنجزات الكبيرة المتمثلة في الوحدة والديمقراطية كمنجزين عملاقين في الحياة اليمنية المعاصرة يتنكر البعض للديمقراطية بما أوجدته من متنفس للرقي بالانسان وسلوكياته، ويحاولون جاهدين أن يعبثوا ويفسدوا هذه القيم العظيمة لأنهم في الأساس ينكرون الوحدة الوطنية وكذلك النظام الجمهوري أو أي نظام، وبدلاً من أن تكون هذه المبادئ الديمقراطية هي تكريس للوعي الشعبي والمجتمعي وبأهمية الاقتدار في سبيل البناء والتطور نلاحظ أولئك المعادين لهذا الوطن يتألمون من هذا المناخ الديمقراطي لأنهم لا يستطيعون أن يعيشوا إلاّ‮ ‬في‮ ‬مناخات‮ ‬الغدر‮ ‬والاحتراب‮ ‬وكل‮ ‬ما‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬يسيئ‮ ‬الى‮ ‬المجتمع‮ ‬والوطن‮ ‬في‮ ‬أعين‮ ‬الآخرين‮.‬
منوهاً الى أن الشعب اليمني هو شعب موحد بالفطرة وأن الديمقراطية مرتبطة بماضيه وحاضره.. وليس أدل على ذلك من تكريم الله عز وجل لهذا الشعب ووصفه بتمسكه بالشورى وهي أحكم وأعدل شهادة لأنها جاءت من الخالق عز وجل.
ومن‮ ‬يخرج‮ ‬عن‮ ‬هذا‮ ‬الاطار‮ ‬ويصور‮ ‬الأشياء‮ ‬على‮ ‬غير‮ ‬حقيقتها‮ ‬فلن‮ ‬يفسد‮ ‬إلاّ‮ ‬نفسه‮.. ‬والحقيقة‮ ‬والاصالة‮ ‬باقية‮ ‬في‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮ ‬ما‮ ‬بقي‮ ‬الزمان‮.‬
تجربة‮ ‬طويلة
من جانبه أوضح الدكتور عبدالعزيز المسعودي أن الثلاثين من نوفمبر يوم تاريخ حلم به كل حر يتطلع الى قيام يمن جديد متحرر من نير الاحتلال والاستعمار البريطاني ومخلفات الإمامة الكهنوتية الاستبدادية، وإنها ذكرى لمن يريد أن يعي معنى الدرس التاريخي بأن اليمن نال استقلاله‮ ‬بعد‮ ‬تضحيات‮ ‬جسيمة‮ ‬جاد‮ ‬بها‮ ‬أولئك‮ ‬الرجال‮ ‬الثوار‮ ‬المجاهدون‮ ‬الذين‮ ‬قاوموا‮ ‬الاحتلال‮ ‬البريطاني‮.‬
مشيراً الى أن العبر والدروس التي نستخلصها من هذا الحدث التاريخي كانت الخطوة الأولى نحو توحيد الكيانات التي أوجدها المستعمر، وتمهيداً لقيام يمن موحد واحد يجمع كل فئات الشعب في دولة واحدة شعارهم الاخلاص لله والوطن والثورة والمحافظة على مكتسبات الثورة والوفاء لتضحيات شعبنا.. وأن من يحاول العبث بمقدسات السيادة الوطنية والاستقلال والوحدة فلن يحالفه الحظ لأن الشعب يمتلك من المناعة والوعي السياسي ما يجعله يرفض اصحاب المؤامرات ومن يحلمون بعودة الاستعمار أو السلاطين أو الكهنوت أو التشطير أو إعادة تقسيم اليمن وسيدافعون‮ ‬عن‮ ‬مكتسبات‮ ‬الثورة‮ ‬والوحدة‮.‬
لن‮ ‬يفلحوا
وأضاف: أصحاب المؤامرات لن يفلحوا مهما وظفوا من شعارات ومهما استغلوا الظروف الصعبة التي تمر بها اليمن في هذا الظرف الحرج لأن الشعب والقيادة السياسية مؤمنون بهذه القضايا وسيحافظون عليها وستبقى الثورة والجمهورية والوحدة خالدة إن شاء الله تعالى.
وعلَّق المسعودي على محاولات استغلال الظروف الصعبة وتوظيف الأحداث والقضايا التي تشهدها اليمن مؤخراً من قضية المتقاعدين والتوظيف والتجنيد وأحداث المنطقة الشرقية بأن أصحابها يصطادون في المياه العكرة ولن يفلحوا لأن التجربة لدينا طويلة وسيبقى اليمن واحداً.. فحضرموت‮ ‬هي‮ ‬صعدة‮ ‬وصعدة‮ ‬هي‮ ‬المكلا‮ ‬والمكلا‮ ‬هي‮ ‬المخا‮.‬
جذور‮ ‬غير‮ ‬يمنية
الدكتور محمد سعيد القحطاني عميد كلية التربية بخولان قال: الاستقلال الوطني استقلال عن الاستعمار البغيض وإعلان والتحرر من ويلاته وجبروته، وقد استطاع الشعب أن يستعيد كرامته وحكم نفسه بعيداً عن الوصاية أو التبعية.
مشيراً الى أن الاستقلال لم يأتِ من فراغ أو بمحض الصدفة وإنما جاء بعد تضحيات جسام وسيل من الدم وقوافل الشهداء من أبناء الشعب من كل ارجاء الوطن الذين فضلوا الموت على العيش تحت ذل ونير الاستعمار، وفضلوا الاستشهاد في سبيل حرية الوطن واستقلاله على العيش خانعين ومذلولين‮.‬
وقال: نتمنى ونحن نحتفل بهذه المناسبة على أصحاب الأصوات النشاز أن يستفيدوا من هذه الدروس والتضحيات في الحفاظ على اللحمة الوطنية ومكتسبات الثورة والاستقلال ولكن مثل هؤلاء لا يوجد لهم أي انتماء للوطن أو حب له ولا استبعد يكون لديهم امتداد وجذور غير يمنية لأن أقوالهم‮ ‬وأفعالهم‮ ‬تدل‮ ‬على‮ ‬ذلك‮.. ‬وفي‮ ‬تصوري‮ ‬أن‮ ‬مثل‮ ‬هؤلاء‮ ‬انقطعت‮ ‬مصالحهم‮ ‬بخروج‮ ‬الاستعمار،‮ ‬وهم‮ ‬اليوم‮ ‬يحاولون‮ ‬اعادة‮ ‬التاريخ‮ ‬الى‮ ‬الخلف‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬اعادة‮ ‬تلك‮ ‬المصالح‮ ‬ولو‮ ‬على‮ ‬حساب‮ ‬الشعب‮ ‬وثوابته‮.‬
لذا يجب على كل أبناء الوطن الشرفاء الوقوف ضد كل من يحاول المساس بهذه الثوابت »الوحدة والثورة الاستقلال« ونحن واثقون من ذلك لأن الانسان الشريف الذي تشبع بحب الوطن لن يرضى بمثل هذه المؤامرات.
منوهاً‮ ‬الى‮ ‬أن‮ ‬الاستقلال‮ ‬كان‮ ‬بوابة‮ ‬العبور‮ ‬للوحدة‮ ‬ولولا‮ ‬الاستقلال‮ ‬لما‮ ‬تحققت‮ ‬الوحدة‮ ‬الوطنية‮ ‬على‮ ‬يد‮ ‬فخامة‮ ‬الأخ‮ ‬الرئيس‮ ‬علي‮ ‬عبدالله‮ ‬صالح‮ ‬في‮ ‬الـ22‮ ‬من‮ ‬مايو‮ ‬1990م‮.‬
داعياً‮ ‬مختلف‮ ‬القوى‮ ‬السياسية‮ ‬في‮ ‬الساحة‮ ‬اليمنية‮ ‬الى‮ ‬إعلاء‮ ‬مصلحة‮ ‬الوطن‮ ‬على‮ ‬مصالحهم‮ ‬الشخصية‮ ‬وأن‮ ‬يتعلموا‮ ‬ويستفيدوا‮ ‬من‮ ‬دروس‮ ‬الاستقلال‮ ‬والثورة‮ ‬والوحدة‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 04:05 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-8227.htm