حاوره: عارف الشرجبي -
على الرغم من حرصي على أن يكون الحوار التالي الذي أُجري مع الاستاذ علي سيف حسن مقتصراً على تقييمه كرئيس لمنتدى التنمية السياسية لمدى سلامة الاجراءات المتعلقة بالتحضير والاعداد للانتخابات البرلمانية المقبلة دون الخوض في المواضيع السياسية الراهنة.. إلاّ أنني عندما بدأت معه الحوار أدركت أنني أمام شخصية سياسية مجربة، وعلاوةً على ذلك فهو محاور محترف من الطراز الرفيع يحمل بداخله رؤى واضحة حول العديد من المواضيع السياسية والاقتصادية معبراً عنها وعن تطلعه للمستقبل بكثير من التفاؤل المفعم بالأمل.. هذا الأمر جعلني أخرج عن سياق الحوار ومحاوره التي كنت قد حددتها معه سلفاً لنبحر معاً في أروقة المشهد السياسي بتعرجاته وتجاذباته.. فكانت الحصيلة التالية:
< بدايةً نريد التعرف على المناشط التي يقوم بها المنتدى؟
- المنتدى متخصص بالقضايا السياسية وربما هو الوحيد في بلادنا الذي يسمي نفسه بالاسم الحقيقي.. نحن نعمل في السياسة ولا نعمل سياسة نشتغل في المجال السياسي ولا نشتغل سياسة، بمعنى ليس لدينا مواقف سياسية وبالتالي نتعامل مع كل الاطراف، أما الانشطة التي نقوم بها فهي كثيرة ومتعددة، وحالياً لدينا مشروع استشراف آفاق المستقبل في اليمن الى 2020م.. هذا المشروع يستشرف المستقبل لكي ننبه النخبة السياسية والاجتماعية والثقافية وعامة المجتمع ما البدائل المحتملة أمامهم؟.. هذا المشروع ننفذه بالشراكة مع مؤسسة »فريدريش ابيرت الالمانية«، وهناك بحوث استراتيجية رئيسية حول المياه والسكان والاقتصاد ما بعد النفط وحول علاقتنا مع دول الخليج، وحول الحكم المحلي.. هذه القضايا الاستراتيجية نناقشها على مرحلتين: الأولى إعداد أوراق العمل للنقاش ثم عقد خمس جلسات نقاشية لكل قضية من هذه القضايا، بعد ذلك نستخلص هذه البدائل ونعمل على دمجها، ثم بعد ذلك نعقد جلسة عصف ذهني موسعة تحضر كل الفعاليات وحلقات العمل السياسي والثقافي والاجتماعي.. الخ، تستمر لعدة أيام متتالية لتسليط الضوء حول مستقبل اليمن والتحديات التي تواجهنا.
المشروع الثاني هو مشروع تدريب النساء على ممارسة القيادة وهذا المشروع سوف ننفذه مع الاتحاد الأوروبي، ويهدف الى تدريب 150 امرأة وناشطة حزبية من كل الاطراف.. أما المشروع الثالث فهو تثقيف القيادات العليا للأحزاب حول أهمية الاقتصاد وبالذات القطاع الخاص في البرامج الانتخابية القادمة، وتدريب القياديين على كيفية إدماج واستيعاب القضايا الاقتصادية في برامجهم الانتخابية.. هذه أهم البرامج التي ننفذها حالياً، وهناك عدد من البرامج والمشاريع المستقبلية إضافة الى ما أنجزناه في الفترات السابقة.
من أرقى الانتخابات
< ما تقييمك للتقارير التي ترفعها تلك المعاهد والمنظمات عن الانتخابات والشأن الديمقراطي في بلادنا؟
- كثير من التقارير الدولية متناقضة فيما بينها وغير متفقة في مضمونها الا أن التقارير الدولية كانت أرقى من تقرير منظمة مستقلة وخاصة التقرير الصادر عن الاتحاد الأوروبي الذي تحول من تقرير منظمة مستقلة الى سياسة ثابتة للاتحاد الأوروبي واستطاعوا أن يقنعوا الاحزاب التوقيع على اتفاق المبادئ، ولكن للأسف اختلفوا على كيفية تطبيق الاتفاق.
ولذلك هناك تقارير مهنية عالية مثل تقرير الاتحاد الأوروبي الذي تحدث عن الانتخابات الرئاسية الاخيرة.
< وماذا قال التقرير عنها؟
- أكد التقرير أن الانتخابات الرئاسية الاخيرة التي جرت في عام 2006م كانت من أرقى الانتخابات في الفترة الماضية، وكانت نتيجة تنافس جاد وحقيقي، وبالتالي الكل أشاد بها باعتبارها تجربة تنافسية لا يوجد خلاف حولها، وحظيت باحترام العالم أجمع، ولكن هذا التثمين كان لوجود معارضة قوية في الانتخابات وإلا لما كان هناك قيمة للانتصار الذي حققه فخامة الاخ الرئيس.
حلول استثنائية
< إذا كانت الانتخابات هي المدخل للإصلاحات الديمقراطية.. لماذا يحاول المشترك إعاقتها وإثارة المشكلات لتأجيلها؟
- للأسف الشديد.. الاحزاب والتنظيمات السياسية تتعامل مع الانتخابات باعتبارها كرهاً لهم فلا أحد جاهز أو مهيأ لتحمل تبعات الانتخابات.. كل أطراف المنظومة السياسية استنزفت طاقاتها في الانتخابات الرئاسية الاخيرة، ولهذا يبدو أن آلية إعادة إنتاج الطاقة الذاتية معطلة عند كل الاحزاب في الساحة سواء الحزب الحاكم أو اللقاء المشترك وغيرها من أحزاب المعارضة، ولهذا لم يعد لديها ما يكفي لخوض انتخابات جديدة.
< ليس كل الأحزاب بدليل أن المؤتمر يحرص على إجراء الانتخابات في الموعد المحدد، بينما المشترك يدعو للمقاطعة؟
- إن الوظيفة السياسية لقادة الاحزاب ليست سهلة او تقليدية.. حتى يقال إن الذهاب للانتخابات منفرداً حل سهل والمقاطعة حل سهل، ولذلك لابد على هذه الاحزاب الخروج بحلول استثنائية جادة.
لو أن قادة المنظومة السياسية أحرقوا هذين الخيارين خيار الذهاب للانتخابات منفرداً وخيار المقاطعة كما فعل طارق بن زياد عندما فتح الاندلس سيضطرون لإيجاد حل.. وهذه وظيفة قادة الاحزاب.
منظومة واحدة
< المؤتمر الشعبي العام قدَّم حزمة من التنازلات للمشترك ولكن دون جدوى ومع ذلك فإن أكثر من 14 حزباً سيشارك في الانتخابات.. وهذا يكفي؟
- قد يكون هذا صحيحاً ولكن حسبما سمعنا أن المؤتمر الشعبي العام عقد اتفاقاً مع تلك الاحزاب المنضوية في إطار التحالف الوطني الديمقراطي واتفقوا على خوض الانتخابات البرلمانية القادمة بقائمة واحدة، وإذا ما تم ذلك فإنه سيذهب للانتخابات منفرداً لأن التحالف سيشكل منظومة انتخابية واحدة.
< دخول الانتخابات بقائمة واحدة لم يتم إقراره حتى الآن؟
- عندما يقررون الدخول في منافسة حقيقية في الانتخابات لمواجهة المؤتمر سنتحدث في الأمر، فلكل حدثٍ حديث.
أجندة أخرى
< كيف تقرأ مبادرة فخامة الرئيس المقدمة للمشترك الذي مازال يراهن على المقاطعة؟
- لم تكن مبادرة بل استمرارية للعودة الى الحوار، ولكن للأسف كان الطرف الآخر »المشترك« قد رتب أوراقه على أجندة أخرى، وبالتالي عندما لا يأتي الحل في الوقت المناسب تزيد المطالب ، وهذه إشكالية كبيرة ضمن كثير من الاشكالات والقضايا.. قادة المنظومة الحزبية هم الذين يعلمون ما الحلول التي يمكن أن تتم وبالتالي هم يعلمون ان مبادرة الاخ الرئيس كافية أو غير كافية.. وفي تصوري أنها تمثل حرص الاخ الرئيس على مشاركة كل أطراف المنظومة السياسية.
< المشترك للأسف لم يتعامل معها بمسؤولية ولم تلقَ استجابة وهذا هو التعنت غير المبرر؟
- يبدو أن الحوار يتم في غرف مغلقة أو في صندوق أسود نحن لا نعلم عنه شيئاً ماذا يتم وماذا تبقى.. هناك جلسات كثيرة جداً تمت بعد رفض المبادرة التي أشرت اليها، ولكن عَلامَ اتفقوا، وعَلامَ اختلفوا حتى الآن.
محاور صلب
< قلت إن الحوار مازال جارياً وهو الامر الذي أكده المؤتمر لكن المشترك دائماً ينكر أي حوار.. لماذا؟
- عندما ينكر المشترك وجود حوار بينه وبين المؤتمر هذا هو الخطأ فالحوار مستمر حتى الآن.. الدكتور ياسين سعيد نعمان أكد في مقابلة أخيرة أن هناك حوارات وبالتالي لا يستطيع المشترك إنكار أن هناك تواصلاً بشأن الانتخابات، والأخ الرئيس يحظى باحترام كبير لدى كل أطراف المنظومة السياسية والكل يستجيب له ويتعامل معه بصورة استثنائية.. فخامة الاخ علي عبدالله صالح قائد وسياسي من الطراز الاول وثقافته مبنية على الحوار، وفخامته في حواراته محاور صلب وصعب جداً لكنه يؤمن بالحوار ويستخدمه كسلاح سياسي بالدرجة الاولى، وإذا كانوا في اللقاء المشترك يرفضون الحوار مع المؤتمر فهم لا يرفضون الحوار مع فخامة الرئيس.
الشعور بالهزيمة
< إذا كان الحوار جا رياً لماذا يعمل المشترك على إثارة النعرات ويحرض على طرد اللجان الانتخابية وإعاقة عملها؟
- إثارة النعرات المناطقية عمل مذموم ولا يستحق أن يوصف بالعمل الجيد، ولا أريد أن أقول غير الوطني، لذلك نحن بحاجة الى خبرة عملية كافية في المجال الديمقراطي وتطوير القيم الديمقراطية.
< لماذا في تصورك يحاول اللقاء المشترك القيام بتزييف وعي الناس بعدم أهمية الانتخابات بدعوى أنها مزورة.. وما أضرار ذلك؟
- هذا يضر بقدرة اللقاء المشترك ويؤثر عليه سلباً، فأنت عندما تهول من قدرة خصمك وتفخيمه فإنك تعمل على إضعاف معنويات جنودك في المعركة وتجعل المعركة محسومة لصالح الخصم لأنك عملت على قتل معنوياتهم أثناء المواجهة ولكن عندما تذهب الى المعركة وأنت تقول لجنودك إنك قادر على الانتصار، فسوف يعدون أنفسهم لخوضها بروح من المنافسة والإحساس بالفوز بدلاً من الشعور بالهزيمة تحت ذرائع التزوير أو غيرها من الذرائع.
محاولات فردية
< يتعمد المشترك وتحديداً الاشتراكي إثارة النعرات .. هل ينطلق من منظور وطني؟
- المنظور الوطني كلمة عامة وواسعة، ولكن دعني أقول: إن اليمن يواجه جملة من التحديات واصبحنا بسببها غير قادرين على الذهاب للأمام.. هذه التحديات اضطرت البعض للخروج عن الصف، وما نشهده اليوم من نعرات هو نتيجة اليأس، فما نشاهده اليوم هو محاولات فردية للعودة للماضي، هذا التحدي لا يمكن حله إلا بفتح أفق نحو المستقبل.. لقد كنا بعد الانتخابات الرئاسية الاخيرة نأمل بوجود أفق أوسع للتغيير نحو الافضل لكن للأسف الشديد عوامل الكبح للواقع ومحاولة العودة للماضي كانت أقوى بكثير من عوامل الانطلاق نحو المستقبل، فالانفراج الذي كنا ننتظره لم يتحقق كما كنا نريد لأننا استنزفنا كل طاقاتنا في الانتخابات الرئاسية.
ليس مؤمناً بها
< في تصورك كيف يمكن التخلص من كبح الواقع ومحاولة العودة للماضي؟
- سنظل غير آمنين طالما نحن عاجزون عن اختراق بوابة المستقبل، كما أن لدينا عوامل موروثة وعوامل كبح وثقالات تاريخية وموروثاً من الماضي.. المستقبل مثل البناء الكبير.. له بوابة نسميها الاصلاح والتغيير.. للوصول اليها لابد من تجاوز السُلم »درج صغيرة« وهي الانتخابات.. للأسف مازلنا نتصارع على ذلك وعندما نتجاوز الدرج وندخل من البوابة بعدها سنبدأ بالبناء الكبير وهو المستقبل المليئ بالتحديات كالطاقة والمياه والفقر والبطالة وغيرها من هذه القضايا المهمة الأخرى.
< قيام المشترك بإثارة النعرات أو بالتشجيع على اعمال الشغب وتحريض الناس على إعاقة الانتخابات والاعتداء على لجان القيد.. فلماذا يسعون لتعطيل العملية الديمقراطية؟
- ومَنْ من هؤلاء الذين يعتدون على لجان القيد والتسجيل او يختطفون وثائق اللجان او يطلقون النار على اللجان يتحدث عن الديمقراطية؟!.. هؤلاء يتحدثون عن قضايا أخرى بالمطلق.. لا يوجد أحد منهم يتحدث عن الديمقراطية وبالتالي لا نستطيع أن نحاسبه عن قضية وهو ليس مؤمناً بها أصلاً.
الصندوق الأسود
< أليس من الأجدى للمشترك أن يشارك في عملية القيد بدلاً من المقاطعة التي حرمت البعض من حقه في المشاركة في الانتخابات المقبلة؟
- حسب إحصاءات اللجنة العليا للانتخابات فإن المشترك لم ينجح في المقاطعة بدليل أن المسجلين بلغوا الحد المعقول والمخطط له، وبالتالي لم يكن هناك تأثير حقيقي للمقاطعة، ولذلك لا داعي لأن نشكو من شيء ليس له تأثير.
< كيف ترى الضمانات بإجراء انتخابات حرة وشفافة؟
- لدينا ضمانات انتخابية أفضل من كل الاقطار العربية لأن معظم الانظمة العربية ليس لديها انتخابات، ولكن ليس المقياس هو الضمانات ولكن ما مدى قبول الطرف الآخر بالمشاركة وفق هذه الضمانات.. ما أريد قوله هو: هل اعتراض اللقاء المشترك على المشاركة يتفق مع المعطيات الحالية او أكثر أو أقل هذا لا نعلمه لأننا لا نعرف ما يدور في تلك الحوارات الجارية داخل الصندوق الاسود.
بناء الديمقراطية
< لكن ضمانات اللجنة العليا للانتخابات وضعت لكل الاحزاب ولم تكن مفصَّلة على مقاس حزب معين وأنت أشدت بها؟
- نحن في مرحلة بناء الديمقراطية.. هذه العملية تحتاج الى مشاركة كل اطراف المنظومة السياسية وعندما نبلغ مرحلة تسيير الديمقراطية بإمكان كل طرف أن يقودها.. وهنا أشبه الديمقراطية بالسيارة التي يبدأ مجموعة من المهندسين بتصميمها وصناعتها وعندما تكتمل عملية التصنيع يمكن لأي شخص قيادتها .. نحن الآن في مرحلة تصنيع وبناء الديمقراطية.. الغرب الآن وصلوا الى مرحلة تسيير الديمقراطية وأنا أقول إن الضوابط التي وضعت الآن للانتخابات مناسبة ولكنا لِمَ لا نطمح أن تكون أفضل وتواكب التطور لأننا أصبحنا نمتلك خبرات تعلمناها من التجارب الماضية وبالتالي نريد آليات اكثر تطوراً.. وهنا سأتحدث عن شيء لم يتطرق اليه أحد والكل غائب عنه، حيث إن الجميع يتحدث عن المفردات الانتخابية »برلمانية محلية ورئاسية« ويتعامل معها كُلاً على حدة ويجعلها تمضي بشيء من الترقيع غير المتكامل، وهذا ظهر أخيراً عندما أعلنت الحكومة استحالة إجراء الانتخابات البرلمانية مع المحلية في وقت واحد.. ولو أننا أعدنا النظر في منظومة الانتخابات وأعدنا صياغة الضمانات والإجراءات بصورة متكاملة للانتخابات »الرئاسية والمحلية والبرلمانية والمجلس الاستشاري« بشكل جدي سنكون قد قطعنا خطوات نحو الأفضل تضمن تعزيز هذه الضمانات.
< ما تعليقكم على اعتراض المشترك على تمديد فترة عمل المجالس المحلية وعدم إجراء المحلية بالتزامن مع البرلمانية؟
- الاخوة في اللقاء المشترك اعترضوا ولم يعترفوا بالاشكاليات الموجودة التي تعترض عليها لجنة الانتخابات وبعدم إمكانية تزامن الانتخابات البرلمانية والمحلية.. المشترك يعلم أن السجل الانتخابي الذي اعترضوا عليه في إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة هو نفس السجل الذي سوف يُطبَّق على الانتخابات المحلية التي يريدون إجراءها في الموعد المحدد ولا يريدون تأجيلها، وبالتالي لا أدري كيف تقبل أحزاب المشترك سجلاً انتخابياً في انتخابات محلية ولا تقبله في البرلمانية.
< هذا التناقض يعطي مؤشراً للقول بأن المشترك يسعى للمماحكة وتفصيل الاشتراطات حسب رغباته وليس بحسب المصلحة العامة؟
- من المسؤول عن جعل الانتخابات مكافأة للسلطة نتيجة ما تقوم به من اصلاحات وليس تحدياً.. الانتخابات بطبيعتها منافسة وتحدٍّ بين الحزب الحاكم والمعارضة التي تتهمه بالفشل في الاصلاحات الحاصل اليوم ان المعارضة تقول لن أدخل الانتخابات الا اذا عملوا مدرسة وكأنهم يريدون ان يقولوا انهم سيدخلون الانتخابات مكافأة للسلطة..أنا أقول: إن من حق المشترك والاحزاب الاخرى أن تطالب بآلية صحيحة للانتخابات ولكن ليس من حقها أن تطالب بإصلاح سياسة عامة لانه يجب أن تستخدم المعارضة عدم قيام الحزب الحاكم بالاصلاحات الاقتصادية او السياسية في حملتهم الانتخابية، أما اذا نفذت تلك الاصلاحات والمشروعات من قبل السلطة قبل الانتخابات فليس مع المشترك شيء يتحدثون عنه في حملتهم الانتخابية، قضية المعتقلين وقضية الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي الخ.. يجب أن تكون قضايا للمعارضة في حملتها الانتخابية وليس مطالب لكي تكافئ السلطة بها.
انتصار ساحق
< ألا تعتقد أن تناقض وجهات النظر بين أحزاب المشترك جعلها تتخبط في قراراتها مما سبب في خلق الأزمات؟
- الأفضل لليمن ان تكون هذه الاحزاب في إطار اللقاء المشترك لأن هذا أجدى من أن يكونوا متناحرين.. موضوع الثوابت ليس المشكلة .. الثوابت الوطنية تأتي بوفاق وضمير مجتمع وبالتالي ليس لأحد أن يعبر عن ضمير المجتمع، دعني أؤكد على قضية جانبية وهو إذا قللنا واستصغرنا أو همشنا وجود المعارضة فإننا نقلل من حجم انتصارات المؤتمر الشعبي العام في الانتخابات الرئاسية.. الاخ الرئيس انتصر انتصاراً ساحقاً وكبيراً في الانتخابات الرئاسية الاخيرة، فإذا لم يكن الانتصار على أحزاب فاعلة فهذا ينتقص من ذلك منه لأن قوة الانتصار مرتبطة بقوة المنافس.
سجل نظيف
< رغم أن السجل الانتخابي يتضمن صورة وبصمة الشخص المسجل ويصعب تزويره إلا أن المشترك يشكك.. لماذا؟
- السجل الانتخابي هو آخر ما وصلت اليه الدول لكن لدينا في الأصل شيء اسمه سجل النفوس او السجل المدني وهو موجود منذ أيام الحميريين والفراعنة ومرتبط بوجود دولة وبالتالي إذا وجد سجل مدني حقيقي سنضمن سجلاً انتخابياً نظيفاً، نحن نحاول ايجاد سجل انتخابي بأحدث الوسائل وبطرق حديثة، لكن الاصل في السجل المدني.. ولو أن هذه الجهود التي تُبذل لايجاد سجل انتخابي قد بُذلت لايجاد سجل مدني حقيقي لما وجدت أية مشكلة حول جداول الناخبين.. ليس من مصلحة المؤتمر ولا المعارضة أن يكون السجل الانتخابي متضخماً لضمان النزاهة بل ان المصلحة لكل الناس ان يتم تصحيح السجل الانتخابي بشكل مهني.
< لكن الدعوة للمقاطعة تؤثر على أعضاء تلك الاحزاب من المشاركة وتؤثر على النهج الديمقراطي؟
- هذا عائد لهم فإذا كان الشخص او الحزب لا يهتم بمصلحته وليس مطلوباً من الآخرين الدفاع عنه او ارغامه على الحفاظ على مصلحته .. دعه يذهب الى الجحيم.
< ولكن هذا يؤثر على المصلحة الوطنية ويسيئ لتجربتنا؟
- مصلحة الوطن ماشية ومستمرة بشكل طبيعي سواء شاركوا في الانتخابات أم قاطعوا.
< محاولة اللقاء المشترك تهميش بقية الاحزاب الاخرى .. هل تؤثر على الممارسة الديمقراطية؟
- الاحزاب الأخرى الموجودة في الساحة خارج اللقاء المشترك تحس بظلم وقهر شديدين من اللقاء المشترك، ومع هذا أقول: إن هذه الاحزاب ظلمت أنفسها وبظلمها الآخرين.. ظالمون انفسهم بسكوتهم وقبولهم بما يمنحه لهم الآخرون.. فهم راضون بما يحدث لهم من تهميش وإقصاء ، وهذا يجعل دور الآخرين في إنصافهم نوعاً من الفضول ومع ذلك لابد أن تأخذ هذه الاحزاب حقها لأن وجود أحزاب قوية معناه تعميق النهج الديمقراطي وتنوع الأفكار وتجددها.
لم يأتوا بجديد
< هناك من يتحدث عن الانتخابات بالقائمة النسبية.. كيف ترى إمكانية ذلك؟
- الذين يطالبون بالقائمة النسبية لم يأتوا بجديد واذا كان هناك من يهمه القائمة النسبية بالدرجة الأولى ويحرص على التعامل معها بشكل جاد فهو فخامة الرئيس علي عبدالله صالح لأن هذا يتفق مع ثقافته الوطنية..
وأنا كرئيس منتدى لا أتحدث عن قائمة نسبية فقط وإنما عن نظام مزدوج.. جزء من البرلمانيين يأتون عن طريق القائمة النسبية وجزء يأتون بالقائمة الفردية، وبهذا نكون قد ضمنا مسألتين الأولى تمثيل المناطق النائية، والأخرى التمثيل الوطني لدينا حالياً منظومة انتخابات متكاملة »محلية« على مستوى كل مديرية، ومجالس على مستوى كل محافظة، ولدينا مجلس استشاري سيكون ممثلاً محلياً لكن البرلمان كوظيفة وطنية، ورغم تأكيدي على أهمية القضايا المحلية والتمثيل المحلي لكن في نهاية المطاف لا يمكن تمثيل الوطن بعدم وجود نخبة وطنية أو مجموعة سياسية ومفكرين يستطيعون التعامل مع القضايا على أساس بُعد وطني متحرر من المطالب المحلية للناخبين..
نعم.. لدي بطاقة
< هل لديك بطاقة انتخابية وهل ستشارك في الانتخابات؟
- نعم لديّ بطاقة انتخابية، وقد شاركت في انتخابات 93م و 97م وسأشارك في الانتخابات القادمة بكل فاعلية.