الخميس, 04-ديسمبر-2008
الميثاق نت -  اسكندر الاصبحي -
يردد التلاميذ في شتى مدارس الجمهورية في طابور الصباح كل يوم دراسي النشيد الوطني، ونردده ونتغنى به في مناسبات شتى - تتعمق معانيه ودلالاته، وتنشط وتتجدد في النفوس.. فرحم الله شاعرنا المناضل الكبير عبدالله عبدالوهاب نعمان الذي ابدعه ايما ابداع معبراً عن الضمير اليمني، يستوقفني هنا ختام نشدينا الوطني:
«لن ترى الدنيا على ارضي وصيا» ففي مثل هذه الايام من عام 1967م كانت عاصمة اليمن الجمهوري قد احاطت بها بقايا الجثث الامامية الوصائية بما جمعت من قوى العدوان، تريد اعادة الامامة الوصائية التي اجتثها الشعب اليمني في ثورته الى غير رجعة يوم 26 سبتمبر 1962م.
ما لم تكن لتتوقعه الجثث الامامية الوصائية تلك ان صنعاء 67م غيرها في 48 عندما تمكن احد رموز الامامة الوصائية من اقتحام المدينة بما جمع واستباحتها ونهبها، والتنكيل بالاحرار وقتلهم، ولانها خارج التاريخ فإن بقايا الجثث الامامية الوصائية كانت تحركها اوهامها في استعادة دجل وصايتها الذي ظلت على مدى نحو احد عشر قرنا تفرضه بالدم والنار بين صعود تارة وانكسار واختفاء تارة اخرى ، صنعاء عاصمة اليمن الجمهوري غيرها في 67 الذي استوعب النضال الوطني فيه درس 48 فكان ابرز تجلياته ان الإمامة الوصائية يجب ان تنتهي الى الأبد فكانت ثورة سبتمبر الجمهورية التي كان أول اهدافها القضاء على الحكم الإمامي الظالم والمستبد والمتخلف.
بحسب ماكان يصرح به قائد القوى الإمامية الوصائية حينها فان ماجمعوه لحصار عاصمة اليمن الجمهوري واقتحامها والانقضاض على الثورة والنظام الجمهوري، نحو خمسة آلاف مقاتل مدرب، وحوالى خمسين الف محارب قبلي و300 من المرتزقة وبين ايديهم اسلحة متطورة، فيما كانت عاصمة اليمن الجمهوري اثناء زحف الحصار لاتزال تعاني من انقسام الصف بين مؤيد للمفاوضات مع القوى الإمامية، وبين رافض لها، وكان الجيش في العاصمة نحو اربعة آلاف، وحدث في يوم 30 نوفمبر 1967م مغادرة آخر جندي من القوات المصرية التي كانت تساند الثورة، وفي الوقت نفسه رحيل الاستعمار البريطاني من اليمن في جزئه الجنوبي واعلان الاستقلال، اللحظة مواتية كما توهم أعداء الحياة للانقضاض على الثورة والنظام الجمهوري اذن، ففي الأول من ديسمبر 1967م كانت كل الطرق المؤدية الى عاصمة اليمن الجمهوري قد قطعت من قبل قوى العدوان وتمكنت من التحصن بمعظم الجبال المحيطة بالعاصمة، لتبدأ ملحمة السبعين يوماً، التأم الصف الجمهوري في هدف واحد الصمود والدفاع عن الثورة والجمهورية وهزيمة أعداء الثورة والجمهورية، المقاومة الشعبية المسلحة داخل المدينة، والقوات المسلحة في مواجهة مباشرة مع الأعداء، والمقاومة الشعبية في سائر المحافظات، وزحف وطني لمحاصرة الحصار، ودعم من الجبهة القومية، ومن بعض الاقطار الشقيقة والصديقة بطولات وشهداء لتنتصر ارادة الشعب و«لن ترى الدنيا على أرضي وصيا».
عن "الوطن"
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:53 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-8246.htm