الأربعاء, 10-ديسمبر-2008
الميثاق نت -  نور باعباد -
لم أجد تسمية لما يتم من تلك الموائد المقدمة في مناسباتنا المختلفة من أعراس وعزاءات واختفالات إلا أنها عملية افتراس لتلك الطريدة والذي كان يتم في الصحارى والغابات بين الحيوانات، ولكن افتراس الموائد اليوم يتم في بيئة متحضرة يتنافس مقيموها على تقديم أطيب ما لديهم فترى في هذه الموائد أفضل الأطباق من أقصى شرق العالم إلى غربه وترى نفسك في عولمة غذائية دون قرارات الأمم المتحدة أو منظمات إقليمية كلُّ يقدم ما لديه فلا ننسى أننا في عالم العولمة وانفتاح الأسواق والتبادل الثقافي، وكما هو في صناعة الملابس والحلي فهو أيضاً في الغذاء.
إلا أن ما يميز منطقتنا العربية أنها سوق عرض وطلب حيث الطلب على عرض الأغذية والمشروبات كبير وهنا مربط الفرس وهي الطريدة التي يفترسها المدعوون أيٍاً كانوا رجالاً، نساء، طبقة عليا، وسطى.
إنه عنف يمارسه الناس، يأكلون ما يشاؤون بتهور ويرمون ليس بالفتات كما كان في الماضي أو كما يعمل الذين يصطادون الطريدة ليرمون جلدها وما بقي من عظمها سواء كانوا بشراً أم حيوانات أقوى، باعتبار أنه كر وفر وترقب، لكن موائدنا - طريدتنا هذه - يقتطعها أصحابها من أموال غالباً ما يستلفونها أو هي جزء من العادات والتقاليد في تقديم الهدايا المالية والعينية ولأن طريقة تقديم هذه الموائد غير عملية وتخلف فاقد برمي جزء كبير من صحون الأطعمة التي يعبئها المدعوون بشراهة ومن الصعوبة بمكان إعادتها وتقديمها إلى الآخرين، لذا يكون مصيرها الزبالة في الوقت الذي ينتظر الفقراء على مقربة من 5-01 أمتار لما يمكن أن يجود به أصحاب الدعوة لهم من بقايا المائدة.
هكذا غابت - وباستمرار عنا - ضرورة ممارسة آلية عملية لتقديم الطعام في هذه الموائد والطرائد بسبب المباهاة والاستمرار في الغطرسة الغذائية.
هكذا تغيب مرجعيتنا الدينية في ألا ينام مسلم وجاره جائع وأن الله لا يحب المسرفين.. ترى كيف نتقرب إلى الله بالطاعات وكيف لا نكون مسرفين حتى يحبنا الله وكيف يمكن أن يتداعى الجميع لطريقة تخفف فيه من الهدر في ولائم الغداء في الوقت الذي فيه أناس في مناطق قريبة يحتاجونه.. لماذا لا يبادر الأغنياء بطريقة نموذجية لتقديم وضيافة توفر ما تبقى من الغداء بطريقة كريمة تحفظ لأصحاب الولائم اعتبارهم وترشدهم للحفاظ و التراحم فيما بين أفراد المجتمع،
عن: الجمهورية

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:43 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-8257.htm