الإثنين, 15-ديسمبر-2008
الميثاق نت -  عبدالعزيز‮ ‬الهياجم‮ ‬ -
مثلما أن الأمطار تكشف افتقار مدننا لكثير من مقومات البنية التحتية وتحديداً منها ما يتعلق بتصريف المياه وسفلتة الكثير من الشوارع الفرعية وغيرها مما يحرمنا الاستمتاع بنعمة الأمطار، فكذلك الأعياد والمناسبات الدينية وخصوصاً عيدي الفطر والأضحى المبارك.
فمثلاً نجد أمانة العاصمة خلال الأيام التي تسبق العيد وهي في حالة استنفار جراء الازدحام الشديد في الشوارع نتيجة تدفق ابناء الضواحي والقرى والمناطق المجاورة للعاصمة الذين يأتون لشراء مستلزمات العيد من الملابس وغيرها، وليس في ذلك حرج ولكن المشكلة تكمن في أن شوارع‮ ‬العاصمة‮ ‬لا‮ ‬تستوعب‮ ‬كل‮ ‬هؤلاء‮.‬
أما خلال أيام العيد فإن المشكلة الكبرى تكمن في تلبية رغبات الأطفال في الذهاب الى الحدائق والمتنزهات.. مع أن ذلك يفترض أنه فرصة حتى لرب الأسرة للاستمتاع بأجواء تلك الحدائق لكن المشكلة تكمن في أن أمانة العاصمة ليس فيها سوى حديقتين للألعاب هما حديقة الثورة وحديقة‮ ‬السبعين‮ ‬وأُنشئتا‮ ‬في‮ ‬وقت‮ ‬كان‮ ‬فيه‮ ‬سكان‮ ‬العاصمة‮ ‬ربما‮ ‬نحو‮ ‬نصف‮ ‬مليون‮ ‬نسمة‮ ‬أو‮ ‬أقل‮ ‬من‮ ‬مليون‮ ‬في‮ ‬حين‮ ‬أن‮ ‬سكانها‮ ‬اليوم‮ ‬يتجاوز‮ ‬المليونين‮ ‬نسمة‮ ‬وطبعاً‮ ‬النسبة‮ ‬الأكبر‮ ‬هي‮ ‬فئة‮ ‬الأطفال‮.‬
ومن المؤكد أن الخروج الى مناطق قريبة من العاصمة يستهوي الكثيرين وخصوصاً الى منطقة الأهجر وشلالات بني مطر، نحن أيضاً خرجنا واستمتع الأطفال هناك لكن تظل المشكلة في أن الجهات المعنية كان ينبغي عليها أن توجد بنية سياحية وترفيهية هناك وبحيث تكون هناك استراحات متعددة وأماكن مهيأة لجلوس العائلات وكذلك حمامات بالفلوس ولا نريدها مجاناً لأن لا مشكلة في أن ندفع لكن المشكلة هي عندما تريد مع عائلتك أن تقضي يوماً أو نهاراً كاملاً لكن لا تجد حمامات لقضاء الحاجة.
وبالمناسبة فإن مشكلة عدم وجود »حمامات« لقضاء الحاجة هي مشكلة حتى في العاصمة ومناطق التنزه فيها، وأذكر في هذا السياق أننا ونحن نستمتع بالاطلالة على العاصمة ليلاً من منطقة عصر وسط صف طويل من السيارات المتوقفة هناك مر عجوز مسكين يطلب ما يمكن أن يجود به المرء عليه وبعد أن انصرف من جانب سيارتي رأيته يلتقط قارورة مياه معدنية من الأرض فناديت عليه ماذا تريد يا والد فقال أريد أن أبلل ريقي فقلت له أنا سأعطيك ماء اتركها لأن ما بداخلها يمكن أن يكون شيئاً آخر.. فأجابني قائلاً: »أنا والله قد أحسست أنها دافئة«.. وطبعاً هي‮ ‬قارورة‮ ‬من‮ ‬بين‮ ‬مئات‮ ‬القوارير‮ ‬التي‮ ‬يتبول‮ ‬فيها‮ ‬البعض‮ ‬نتيجة‮ ‬غياب‮ ‬الحمامات‮ ‬العامة‮ ‬وغياب‮ ‬ثقافة‮ ‬النظافة‮ ‬والطهارة‮.‬

alhayagim@gmail‭.‬com

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:30 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-8274.htm