احمد غيلان -
هذه المرة ذهبوا إلى مسقط رأس الشهيد المغدور بأيديهم جار الله عمر..
قالوا: إنهم سيحشدون عشرين ألفا منهم، وقد يفعلون ذلك..
لكن هل يستطيعون بعشرين ألفهم أن يغيروا الحقيقة المشهودة على فعلتهم النكراء..؟
ستظل ذكرى اغتيال جار الله عمر حيَّةً تشهد على غدرهم وحقدهم.. و ستظل عادة سباقهم للاحتشاد إلى فعاليات هذه الذكرى مجرد شاهد سنوي يضعهم في ميزان واحد مع أولئك الذين قتلوا الحسين على أبواب العراق.. وما انفكُّوا يتوارثون جلد ظهورهم وصدورهم.. في محاولة عبثية للتعبير عن الندم..
جار الله عمر.. استشهد.. اغتيل.. قُتل.. وقاتله »الفرد« علي جار الله السعواني لحق به قصاصا.. لكن قتلته »الجماعة« التي فقَّست وربَّت وعلَّمت وعبَّأت علي جار الله السعواني وعشرات -بل و مئات وربما آلافاً على شاكلته- مازالت تسير في جنازة جار الله وتتباكى عليه.. وقد يكون بعض أولئك المئات والآلاف جزءاً من الحشود التي يستحضرها القتلة في المهرجانات السنوية..
قتلة جار الله عمر يتنقلون بمهرجاناتهم من مدينة إلى أخرى.. وهاهم يغادرون المدن ويدخلون قرية الشهيد..
وقد يكون مهرجان تباكيهم العام القادم عند ضريح جار الله عمر..
ولكن هذا كله لايكفي لتبرئتهم من دمه وإثم اغتياله.. حتى لو نبشوا قبره وأقاموا فيه مراسيم زيفهم.. سيظل دم الشهيد جارالله عمر في أعناقهم، وستظل جريمة اغتياله تطوي مسافاتهم وتدثر كل ما يدَّعون.