الإثنين, 15-ديسمبر-2008
استطلاع‮ /‬فيصل‮ ‬الحزمي -
تحييد المساجد.. دعوة أطلقها عدد من اصحاب الفضيلة العلماء بعد أن وجدوا التعصبات الحزبية غزت المساجد من خلال القائمين عليها وسيطرت على العديد منها، فأصبحت المساجد مشهورة بكنيتها الطائفية ولها أسماء تبين الطائفة المسيطرة عليها.. فذاك مسجد أهل السنة وهذا الصوفية‮ ‬وغيره‮ ‬للإصلاح‮..‬و‮.. ‬الخ‮.‬
وقد أعلنت كل مجموعة عن نفسها مدعية أنها الوحيدة على صواب وغيرها على ضلال.. فانتشرت المشاكل وعمت الفوضى في كثير من بيوت الله، وقد سجلت الأحداث وقوع جرائم قتل وفوضى عارمة حدثت في كثيرٍ من المساجد، وها هو مسجد المخلافي بمحافظة تعز مديرية القاهرة يروي لنا حادثة شهدها في بداية شهر رمضان المبارك بدأت في صلاة التراويح بخلاف على عدد ركعاتها، فطائفة تريد أن تصلي ثمان ركعات وأخرى أنكرت ذلك وأصرت على أن تكون عشرين ركعة، فاشتد الخلاف إلى أن وصل الى الاشتباك بالأيدي وحدث ضرب بالعصي وكسرت أيادي بعض المصلين، ولم يفك الاشتباك إلا بتدخل السلطات الأمنية، وحل مكتب الأوقاف بالمحافظة المشكلة حلاً مؤقتاً بعد أن أقفل المسجد ليوم كامل.. ولايزال الخلاف قائماً على خطيب الجمعة، فكل فريق يريد أن يكون الخطيب والإمام من حزبه وطائفته. هذه المشكلة وغيرها من المشاكل التي حدثت وتحدث بين الحين‮ ‬والآخر‮ ‬تبين‮ ‬ضرورة‮ ‬تحتيد‮ ‬المساجد‮ ‬والنأي‮ ‬بها‮ ‬عن‮ ‬التوظيف‮ ‬الحزبي‮ ‬المقيت‮..‬
وبهذا الخصوص رصدت »الميثاق« آراء وانطباعات كبار علماء ومفكري العالمين العربي والإسلامي الذين توافدوا الى صنعاء للمشاركة في افتتاح جامع الصالح.. كانت البداية مع فضيلة الشيخ مفتي حاج عمر إدريس رئيس مجلس كبار العلماء في المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية بدولة أثيوبيا‮ ‬الذي‮ ‬تحدث‮ ‬قائلاً‮:‬
- إن التعصبات باختلافها سواء القبلية أو الدينية او المذهبية او الحزبية او الطائفية ممنوعة في الشريعة الاسلامية لأنها تمزق الأمة، ولهذا أسماها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالمنتنة بقوله (اتركوها فإنها منتنة)، و »المنتنة« تعني رائحة كريهة لا يشمها الإنسان‮ ‬ولا‮ ‬يقربها‮ ‬ويقول‮ ‬الله‮ ‬تعالى‮: »‬ولا‮ ‬تنازعوا‮ ‬فتفشلوا‮ ‬وتذهب‮ ‬ريحكم‮« ‬صدق‮ ‬الله‮ ‬العظيم،‮ ‬والريح‮ ‬هي‮ »‬النعرة‮« ‬ولهذا‮ ‬لا‮ ‬ينبغي‮ ‬التعصب‮ ‬لأي‮ ‬سبب‮ ‬كان‮ ‬سواء‮ ‬في‮ ‬المسجد‮ ‬أو‮ ‬خارجه‮.‬
واضاف: ينبغي على الخطباء والواعظين أن يكونوا مستقيمين على الدين القويم وأن يكونوا علماء للآخرة عاملين بكتاب الله سنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وما وضعته المذاهب الاربعة حتى يقبل الناس نصيحتهم وموعظتهم.
ويجب أن يعلموا أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال: »افترقت اليهود إلى واحد وسبعين فرقة، فرقة واحدة ناجية والباقي هالكة، واختلف النصارى إلى اثنين وسبعين فرقة واحد وسبعين في النار وواحدة ناجية، وستفترق أمتي ثلاثة وسبعين فرقة واحدة ناجية والباقي هالكة«..‮ ‬ولهذا‮ ‬يجب‮ ‬أن‮ ‬يعمل‮ ‬الخطباء‮ ‬والعلماء‮ ‬على‮ ‬توحيد‮ ‬صف‮ ‬الأمة‮ ‬وأن‮ ‬يتركوا‮ ‬كل‮ ‬ما‮ ‬يجر‮ ‬الى‮ ‬التفرقة‮ ‬والاختلاف‮.‬
منوهاً‮ ‬الى‮ ‬أنه‮ ‬لا‮ ‬يمنع‮ ‬أن‮ ‬تؤدى‮ ‬أمور‮ ‬دنيوية‮ ‬في‮ ‬المسجد‮ ‬بشرط‮ ‬أن‮ ‬تكون‮ ‬متعلقة‮ ‬بمصالح‮ ‬المسلمين‮ ‬كالدعوة‮ ‬الى‮ ‬البناء‮ ‬والتنمية،‮ ‬وألا‮ ‬يترتب‮ ‬على‮ ‬ذلك‮ ‬ما‮ ‬يشيع‮ ‬الخلاف‮ ‬والتفرقة‮ ‬بين‮ ‬المسلمين‮.‬
وعلق‮ ‬مفتي‮ ‬أثيوبيا‮ ‬على‮ ‬الدعوة‮ ‬التي‮ ‬أطلقها‮ ‬بعض‮ ‬علماء‮ ‬اليمن‮ ‬بشأن‮ ‬حظر‮ ‬الحزبية‮ ‬في‮ ‬المساجد‮ ‬بأنها‮ ‬دعوة‮ ‬تهدف‮ ‬الى‮ ‬توحيد‮ ‬الصف‮ ‬والاحتراز‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬ما‮ ‬قد‮ ‬يؤدي‮ ‬الى‮ ‬التفرقة‮.‬
يجب‮ ‬التفاعل‮ ‬معها
< من جانبه أوضح الشيخ وليد الشعيب -وكيل وزارة الأوقاف المساعد لشؤون المساجد بدولة الكويت- أن المساجد بيوت الله في الأرض بنيت للعبادة ويجب أن توظف التوظيف الصحيح كما أرادها الله سبحانه وتعالى بقوله تعالى: »في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها‮ ‬بالغدو‮ ‬والآصال‮ ‬رجال‮ ‬لا‮ ‬تلهيهم‮ ‬تجارة‮ ‬ولا‮ ‬بيع‮ ‬عن‮ ‬ذكر‮ ‬الله‮ ‬وإقام‮ ‬الصلاة‮« ‬،‮ ‬ويجب‮ ‬على‮ ‬الخطباء‮ ‬التقيد‮ ‬بآداب‮ ‬المسجد‮ ‬وعدم‮ ‬استخدام‮ ‬منابرها‮ ‬للعمل‮ ‬الحزبي‮ ‬او‮ ‬الترويج‮ ‬لأفكار‮ ‬حزبية‮.‬
وأضاف: واعتقد انها لن تنأى عن الحزبية والتعصب الديني والمذهبي ما لم تضع الدولة يدها على هذه المساجد من خلال وزارة الاوقاف بمعنى تضع يدها من ناحية البناء والاشراف وتعيين القائمين عليها، وإذا ما الدولة وضعت يدها بهذه الكيفية، وبهذه الصورة فسوف تختفي أو تحد من‮ ‬ظاهرة‮ ‬الغلو‮ ‬والتعصب‮.‬
دعوة‮ ‬طيبة
وقال : ولنا في دولة الكويت تجربة ناجحة بهذا الشأن، والحمد لله بعد أن بسطت الدولة يدها على جميع المساجد من خلال وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية-قطاع المساجد، فإن ظاهرة الغلو والتعصب والحزبية تكاد تختفي في المساجد تماماً.
وعلق‮ ‬الشعيب‮ ‬على‮ ‬الدعوة‮ ‬التي‮ ‬أطلقها‮ ‬عدد‮ ‬من‮ ‬علماء‮ ‬اليمن‮ ‬ومطالبتهم‮ ‬بحظر‮ ‬الحزبية‮ ‬في‮ ‬المساجد‮ ‬قائلاً‮:‬
- لقد استشعر العلماء في اليمن خطورة هذه الظاهرة عندما تدخل المسجد ورأوا أنه من الضروري تحييد المساجد والنأي بها عن التعصب والتحزب ، فدعوا الى ذلك، وهي دعوة طيبة يجب التفاعل معها لتجد طريقها للتنفيذ على أرض الواقع.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:31 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-8284.htm