عبدالعزيز الهياجم -
عندما تفقد قيادات احزاب المشترك أعصابها من مجرد كتابات تدعوها الى الحوار من اجل الوطن فماذا تكون أبقت القيادات وأركان النظام الحاكم الذين يتحملون أقسى أنواع الشتائم والتجريح من أقلام المعارضة والتي لا يتورع البعض منها عن الطعن في الأعراض ومع ذلك نجد سياسات الترغيب من قبل السلطة لهؤلاء أكثر من سياسات الترهيب.
قبل أيام وفي مقيل عزاء صافحت قيادي بارز في المشترك ينتمي الى الجناح القومي العروبي وشغل حتى وقت قريب منصب الناطق الرسمي للمجلس الأعلى للقاء المشترك ورئيس الدائرة السياسية في حزبه، وكان غرضي أنا هو معايدته لكون ما كنت اعتبره أنا علاقة طيبة واحترام متبادل ومعرفة من قبل سنوات بغض النظر عن التوجهات السياسية.
المفاجأة المذهلة أنه بادلني كلمات المعايدة برد سخيف وبائس ودال على أعصاب منفلتة وقوبل باستهجان زملاء كانوا على مقربة منا.. تصوروا أن هذا السياسي والقيادي المعارض والذي يعد كاتباً ومحللاً وباحثاً يخاطبني بالقول: »عادهم يا عبدالعزيز يكتبوا باسمك؟« في اشارة الى أن مقالاتي التي أكتبها أسبوعياً في يوميات الثورة وتصب في سياق الدعوة الى توافق سياسي وحوار بناء من أجل الوطن هي مقالات جاهزة تنزل من »فوق« وتنشر تحت اسم عبدالعزيز الهياجم.
هل هذا كلام لائق ومحترم من شخص يعرفني ويعرف أنني احترمه فكيف لو لم تكن بيننا معرفة.. كان من غير المستبعد أن يشتمني ويشتم أهلي.
وطبعاً أنا كان ردي له: »الى هذه الدرجة تضيق صدوركم بالآخر؟« وأحببت هنا مجدداً أن أقول للقارئ اذا كان هؤلاء يضيقون بالرأي الآخر وهم في المعارضة فكيف اذا كانوا في السلطة؟
وهذا القيادي بالذات اذا أصبح اللقاء المشترك في الحكم هو الشخص المرشح لشغل منصب وزير الخارجية وقيادة سفينة الدبلوماسية اليمنية كيف بالله عليكم سيتعامل مع ملفات العلاقات الاقليمية والدولية الشائكة.. وأكيد أنه بنرفزته وانفلات اعصابه سيدفع الى تأزيم علاقات اليمن مع الاشقاء والاصدقاء.. حيث إن الدبلوماسية وعلاقات الدول لا تتحمل حماقات أو كلام غير موزون وإلاّ قطع الآخرون علاقاتهم بك وحرموك من المساعدات والمعونات وطردوا مواطنيك المغتربين من بلدانهم وأدرجوك في القوائم السوداء ومحاور الشر ولوائح البلدان الراعية للإرهاب.. الخ.
alhayagim@gmail.com