الخميس, 25-ديسمبر-2008
الميثاق نت -     عباس غالب -

إذا كانت النصيحة من رجل قادم من بعيد، ولا يربطه باليمن إلا حبه الصادق، خاصة أن علاقته بالأحزاب اليمنية منقطعة سواء كانت هذه الأحزاب في صف الموالاة أم في خندق المعارضة؛ فإن هذه النصيحة هي خالصة وصادقة لوجه الوطن اليمني الذي يستظل تحت راياته كل اليمنيين دون استثناء.. وإذا كانت النصيحة من رجل استطاع أن يقدم تجربة إنمائية متفردة لبلد عانى من ظروف وتعقيدات صعبة حتى أصبح أحد النمور الآسيوية وواحداً من الاقتصاديات العالمية التي يُعتد بها وبنموها غير المسبوق، فإن النصيحة أيضاً صادقة وغير مجروحة. وإذا كانت هذه النصيحة من شخص قادم من بلد ديمقراطي، ولا يعتزم دخول المعترك الانتخابي البرلماني القادم في اليمن؛ فإن علينا الترحيب بنصيحته لأنه لا يريد منها أن سيتعدي حزباً أو أحزاباً؛ أو أنه يريد استرضاء الحزب الحاكم ضد المعارضة أو العكس!. ولأن الرجل عاش تجربة مماثلة مع مطلع نهوض ماليزيا؛ حيث كانت تلك الظروف تتشابه إلى حد ما مع الظروف والتعقيدات التي يعيشها اليمن؛ فإن علينا جميعاً أن نستمع إلى النصح؛ لأنه نابع عن تراكم خبرات، وليس لمجرد إلقاء الكلام على عواهنه!. الرجل باختصار قال كلاماً موجزاً ودقيقاً وصادقاً وأميناً؛ شاء من شأ أو أبى من أبى، حيث قالها عن خبرة ودراية ومعايشة وفي عبارة واحدة: ( إن المسيرات والمظاهرات وأعمال الشغب والاختلالات الأمنية عوامل طرد أساسية للاستثمارات). هذه نصيحة مهاتير محمد الذي قاد بلداً متخلفاً خلال عقود قليلة إلى مصاف الدول الصناعية الكبرى في العالم. üüü وهو عندما يسدي هذا النصح لليمنيين فإنه يريد أن يقول لهم: "اتجهوا لإحياء قيم العمل والإنتاج وتغليب مصلحة الوطن، وإنتاج ثقافة التعاضد والمحبة على ما عداها من إثارة أعمال الشغب والتظاهرات وتنظيم المسيرات التي تبدد الوقت وتحبط الهمم وتدعو إلى الرثاء والحزن، فضلاً عن كونها من معضلات المجتمعات وطاردة لكل شيء جميل". ومنها ـ بالطبع ـ الاستثمارات التي لا يمكن لها البقاء والنمو في أجواء مسكونة بالقلق والخوف والمظاهرات والمسيرات التي تذكّرنا بغابر أيام الشعارات «العنترية» التي ما قتلت ذبابة!. اصحواااااااا.


صحيفة الجمهورية

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:27 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-8346.htm