الإثنين, 29-ديسمبر-2008
الميثاق نت -  محمد‮ ‬أنعم -
أحلام‮ ‬اليمنيين‮ ‬بالانضمام‮ ‬الى‮ ‬مجلس‮ ‬التعاون‮ ‬لدول‮ ‬الخليج‮ ‬تتحول‮ ‬الى‮ ‬كوابيس‮ ‬مع‮ ‬انعقاد‮ ‬كل‮ ‬قمة‮ ‬خليجية‮..‬
إن هرولة اليمن الى دول الخليج لن تكون منجاة من الفقر والمشاكل الاقتصادية التي تواجهها البلاد، بل ان انضمام اليمن سيضيف لليمن أعباءً فوق الاعباء التي تعاني منها وهي كثيرة جداً يدرك الأشقاء فظاعتها وأخطارها على المنطقة برمتها..
حقيقةً‮ ‬لم‮ ‬يعد‮ ‬الشارع‮ ‬اليمني‮ ‬بعيداً‮ ‬عن‮ ‬تفاصيل‮ ‬هذا‮ ‬المشوار‮ ‬المليئ‮ ‬بالملفات‮ ‬والمطبات‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬الرحلة‮ ‬الشاقة‮ ‬ليجد‮ -‬بعد‮ ‬سنوات‮ ‬من‮ ‬آمال‮ ‬السفر‮- ‬أن‮ ‬الطريق‮ ‬الى‮ ‬مجلس‮ ‬التعاون‮ ‬مغلقة‮.‬
اعتقد أن لا معوقات حضارية أو ثقافية أو دينية أو طبيعية تحول دون السماح لعبور اليمن الى عضوية مجلس التعاون الخليجي، فاليمن أمام خذلان جديد من الاشقاء، ولعل التاريخ يعلِّمنا أن سيف بن ذي يزن لم يجد في أرض الجزيرة من يغيثه ويتصدى لجيش أبرهة الذي غزا وطنه وأسر‮ ‬صنعاء‮ ‬رغم‮ ‬أن‮ ‬أصحاب‮ ‬الفيل‮ ‬ظلوا‮ ‬يزحفون‮ ‬نحو‮ ‬مكة‮ ‬لتدمير‮ ‬بيت‮ ‬الله‮ ‬العتيق‮.‬
صراحةً لكم أن تتصوروا حالة سيف بن ذي زن وهو يستنجد بالفرس رغم أن جيش أبرهة كان يهدد كل عرب الجزيرة وليس فقط اليمنيون فحسب.. ومثل هذا الخذلان تجرع مرارته امرؤ القيس الذي مات مسموماً بمكيدة ملك الروم بعد أن فقد كل آماله بقفار أشقائه طمعاً في استعادة ملك أبيه‮ ‬المسلوب‮..‬
استحضارنا اليوم لهذه العبر تجعلنا نكاشف أنفسنا ونقول ان الطريق الى عضوية مجلس التعاون الخليجي لا تحتاج الى تأهيل لليمن أبداً، فهذا المسمار أو «الشرط البيزنطي» يجعل اليمنيين يشعرون بحقيقة الخذلان المتعمد الذي يمارسه الاشقاء علينا، خصوصاً وهم يجدون ان العمالة‮ ‬الآسيوية‮ - ‬نموذجاً‮ - ‬العاملة‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬دول‮ ‬المجلس‮ ‬لا‮ ‬يحملون‮ ‬شهادات‮ ‬علمية‮ ‬من‮ «‬السوربون‮» ‬أو‮ ‬من‮ «‬اكسفورد‮» ‬أو‮ ‬حتى‮ ‬سريلانكا‮..‬
أما‮ ‬متطلبات‮ ‬التأهيل‮ ‬الاخرى‮ ‬فمن‮ ‬غير‮ ‬المنطقي‮ ‬اختلاق‮ ‬فوارق‮ ‬بين‮ ‬شعوب‮ ‬المنطقة‮ ‬لأنه‮ ‬لا‮ ‬توجد‮ ‬صناعات‮ ‬متطورة‮ ‬وطبقة‮ ‬عاملة‮ ‬ماهرة‮ ‬بنفس‮ ‬مستوى‮ ‬الدول‮ ‬الصناعية‮.‬
إذاً من حق الاشقاء أن يفرحونا بضمنا الى منظمات الصيادين والتقييس والتفقيس وما يشاءون.. لكنهم لا يستطيعون أن يظلوا يكابرون ويحاولون الهروب من الاعتراف بالأثمان الباهضة والخسائر المهولة التي سيدفعونها سنوات ثمناً لقرار ترحيل وعدم قبول العمالة اليمنية لديهم.
ويكفي هنا أن نذكر أن هناك ضغوطاً دولية لتجنيس العمالة الآسيوية في دول الخليج وضمان الحرية الدينية لهم، وتمكينهم من ممارسة حقوقهم السياسية أي المشاركة في الانتخابات، وتقاسم الثروة ايضاً، وهنا لم يعد الحديث عن اعتماد لغاتهم كلغة رسمية مشكلة، لأن العربية أصبحت‮ ‬هي‮ ‬الرابعة‮.... ‬نتمنى‮ ‬أن‮ ‬نكون‮ ‬واقعيين‮ ‬وان‮ ‬تدرك‮ ‬قمة‮ ‬مسقط‮ ‬حقيقة‮ ‬التحديات‮ ‬التي‮ ‬تواجهها‮ ‬دول‮ ‬المجلس،‮ ‬والتي‮ ‬أمامها‮ ‬يهون‮ ‬فقر‮ ‬اليمنيين‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:24 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-8378.htm