الإثنين, 29-ديسمبر-2008
الميثاق نت -  عبدالعزيز‮ ‬الهياجم -
أحد نواب كتلة التجمع اليمني للاصلاح في البرلمان ترجَّل أخيراً عن فرس الاصلاح الذي حمله الى تحت قبة البرلمان في ثلاث دورات متتالية للانتخابات التشريعية بدايةً من عام 1993م.. وأعلن انسحابه من حزبه وانضمامه الى القطار الذي بمقدوره أن يوصله مجدداً الى البرلمان‮ ‬عبر‮ ‬انتخابات‮ ‬أبريل‮ ‬2009م‮.‬
أنا لست هنا بصدد الحديث عن هذا النائب الذي أحترمه وأعتبره ذكياً ويتعامل وفق قواعد اللعبة السياسية واللي يكسب به يلعب به.. ولكن أتحدث عن موقف الاصلاح وتعليقه خصوصاً وأنه خلال الدورات الانتخابية الثلاث الماضية كان يحشد الناخبين لمؤازرة مرشح من منطلقات دينية عقائدية‮.‬
وأتذكر أنه في انتخابات 1993م أنزل الاصلاح الشيخ عبدالمجيد الزنداني لمؤازرته في مهرجان انتخابي وكان ذلك بمثابة تزكية وصك مرور شرعي على أن انتخاب هذا المرشح هو في المقام الأول نصرة لدين الله.. ومع أن منافسه كان شيخاً وشخصية اجتماعية مشهوداً لها بالكفاءة والنزاهة‮ ‬والعفة‮ ‬إلاّ‮ ‬أنه‮ ‬كان‮ ‬مرشح‮ ‬حزب‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام،‮ ‬الأمر‮ ‬الذي‮ ‬لم‮ ‬يتورع‮ ‬معه‮ ‬رجال‮ ‬الدين‮ ‬عن‮ ‬الطعن‮ ‬في‮ ‬عرض‮ ‬وأخلاقيات‮ ‬وصلة‮ ‬هذا‮ ‬المرشح‮ ‬المنافس‮ ‬بربه‮ ‬وبدينه‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬أغراض‮ ‬انتخابية‮ ‬دنيئة‮.‬
‮>>>‬
موقف‮ ‬آخر‮ ‬لفت‮ ‬نظري‮ ‬هذا‮ ‬الأسبوع‮ ‬حينما‮ ‬قرأت‮ ‬في‮ ‬عدد‮ «‬الصحوة‮» ‬الأخير‮ ‬كلمة‮ ‬للأمين‮ ‬العام‮ ‬للحزب‮ ‬الاشتراكي‮ ‬الدكتور‮ ‬ياسين‮ ‬سعيد‮ ‬نعمان‮ ‬بعنوان‮: «‬الشيخ‮ ‬عبدالله‮ ‬رجل‮ ‬صنع‮ ‬زمانه‮ ‬فأكرمه‮ ‬تاريخه‮».‬
ومع أننا نتفق مع ما ذكره الدكتور ياسين عن مزايا الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر -رحمه الله- كشخصية وطنية ونضالية وسياسية محورية وكانت تمثل توازناً في مراحل مهمة من تاريخ الوطن.. إلاّ أن ما أثارني هو تعليقات البعض ممن قرأوا المقال، حيث علَّق أحدهم ساخراً: «لم يبقَ‮ ‬إلاّ‮ ‬أن‮ ‬يصف‮ ‬الدكتور‮ ‬ياسين‮ ‬الشيخ‮ ‬عبدالله‮ ‬بأنه‮ ‬كان‮ ‬أحد‮ ‬أبرز‮ ‬رموز‮ ‬الطلائع‮ ‬الثورية‮ ‬ورموز‮ ‬التحديث‮».‬
وعلَّق آخر بأن المقال لم يخلُ من مجاملة لنجل الشيخ «...» لما له من أفضال على المشترك وقياداته.. والحق أنني لست مع التشكيك في النوايا، وأعتبر أن من الأشياء الايجابية ان يكون هناك تسامح وطيّ صفحة خلافات وتباينات مع الخصوم.. ولكن لست مع ان يلعب المال السياسي دوره‮ ‬بحيث‮ ‬يتنازل‮ ‬رجال‮ ‬التحديث‮ ‬عن‮ ‬كل‮ ‬مواقفهم‮ ‬ولا‮ ‬يعودون‮ ‬يتحدثون‮ ‬عن‮ ‬اشكالية‮ ‬الاستقواء‮ ‬بالقبيلة‮ ‬والسلاح‮ ‬لمواجهة‮ ‬مشروع‮ ‬الدولة‮ ‬واعاقة‮ ‬التحول‮ ‬الى‮ ‬يمن‮ ‬مدني‮ ‬حديث‮ ‬قائم‮ ‬على‮ ‬دولة‮ ‬مؤسسات‮.‬
alhayagim‭.‬gmail‭.‬com

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:22 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-8381.htm