حسن عبدالوارث -
ضحكتُ، قبل أيام، حتى كدت أُصابُ بالإغماء.. ولكنه ضحكٌ كالبكاء، كما قال الشاعر إياه! ومبعث هذه الحالة إنني قرأت ُ خبراً أعاد إليَّ القناعة بالصحة المجنونة للمقولة الأثيرة : «ملك الملوك إذا وَهَب، لا تسألنَّ عن السبب»! يقول الخبر إن بئراً تفجرت في أحد العقارات المملوكة للملياردير العربي البريطاني محمد الفايد، في مقاطعة ساري الإنجليزية.. والفايد -كما يعرف القارئ وأنا وآخرون- هو صاحب امبراطورية استثمارية في غاية الضخامة، تقدر قيمتها بنحو 555 مليون جنيه استرليني «أكثر من مليار دولار» بما فيها محلات «هارودز» الأشهر من ساعة «بيج بن» وحديقة «الهايد بارك» وساحة «الطرف الأغر» في عاصمة الضباب! وبيت القصيد ، في الخبر الذي يُذيب الجليد، أن هذه البئر لم تكن بئر ماء.. إنما -وامسكوا الخشب- بئر نفط! ومثل هذه المفارقات الخارقة متوافرة في حياتنا المارقة.. فمثلما تتفجر بئر بترول في أحد عقارات محمد الفايد، الملياردير جداً واللي مش ناقص فلوس أبداً.. فإن «قليل البخت يلاقي العظم في الكرشة» على حد التعبير الساخر لأخوتنا المصريين! واللهم لا اعتراض على حكمة الرزاق الوهاب.. لكن من يضمن عدم تكرار ظاهرة ثورات الجياع في التاريخ، في حال ازدياد غنى الأغنياء في مقابل تفاقم فقر الفقراء؟! وأكاد أسمع صدى الضربات تدقُّها قبضة سبارتاكوس على الأبواب.. والويل إذا اشتدت في هذا الزمان الذي يبدو لي أدعر من أتان الأصفهاني، وأفجر من كلبة الشنفراني !!
اللهم لا اعتراض !