سالم باجميل -
صَحت شعوب الأمة العربية والإسلامية يوم السبت الماضي على هول العدوان الصهيوني الغادر على الشعب العربي الفلسطيني في قطاع غزة .. وتفجر غضبها هادراً في مسيرات وتظاهرات شاجبة للعدوان والذرائع الصهيونية التي يسوقها قادة الدولة العبرية وأعوانهم داخل وخارج المنطقة العربية .
كم يحز في النفس ان يجد من بين صفوف العرب والمسلمين من يحمل هذا الطرف او ذاك من أطراف العمل الوطني الفلسطيني مسئولية العدوان بكل صلافة ووقاحة .. وكأنما يريد بمزاعمه تلك ان يخلي مسئولية دولة الإجرام الصهيونية عن الدماء التي تسيل في شوارع غزة والنفوس التي تزهق بالمئات هناك .
تحتاج الأمة إلى إعلان وجود قوي حتى يحسب الأعداء حسابات دقيقة لما يقومون به من اعتداءات وعدوانات تجاههم .. ولا بأس ان يكون ذلك الإعلان من لحظة عدوان السبت وحتى يقدر الله للأمة اليوم الذي تستأنس فيه الجرأة لديها لإشهار ذلك الإعلان على شعوب وأمم ودول العالم .
زادت أوجاعنا وتعاظمت آلامنا في هذا العالم وتكالبت على وجودنا وتاريخنا المجيد قوى الاستعمار والصهيونية حتى كادت ان تخرجنا من جلودنا .. وكادت ان تحولنا إلى أحزاب وشيع في الدين والحياة للذي يسوى والذي لا يسوى من الأمور والأشياء فماذا نحن فاعلون بأنفسنا وأهلنا ؟ الإجابة متروكة لمن يستطيع !! الصهاينة المجرمون يهددون ويتوعدون الشعب العربي الفلسطيني بشن المزيد من أعمال العدوان المتمثلة في تنظيم المجازر من اجل شل روح الإباء والمقاومة لديه وحتى يسلم بما يريد الاحتلال بقوة الحديد والنار والمتخاذلون القرباء والبعداء يحملون الفلسطينيين قتل أنفسهم بأنفسهم وأهلهم وذلك ما لم يأت به من سلطان .
حكومات أقطار العرب وشعوبها مدعوون إلى توحيد كلمتهم وصفهم تجاه أعدائهم من جهة كما انهم مدعوون من جهة ثانية إلى مساعدة الشعب العربي الفلسطيني في تعزيز مقاومته تجاه المخططات الآثمة لدولة الصهاينة في الوقت الحاضر .. وهذا ما يجب ان يكون على الفور قبل فوات الأوان .
ان ما يجري في الأراضي المحتلة في العراق وفلسطين يمثل تدميراً وتخريباً لإرادة الأمة العربية ولا يجوز بحال من الأحوال ان نعده موجها ضد شعب العراق وحدة او ضد الشعب الفلسطيني لوحده أيضا .. ان الاحتلال وما يضطلع به من أعمال إجرامية هناك يستهدف تاريخ وإرادة الأمة العربية بصورة كاملة وشاملة .
في تقدير الكثيرين من الساسة العرب ان الجماهير التي نزلت غاضبة إلى الشارع العربي ينبغي الا تغادره حتى تستجيب حكوماتها لمناصرة المقاومة بصورة عملية وحتى يستجيب العالم للمطالب المشروعة التي ترددها في ايجاد عدل ومساواه في تطبيق المعايير الدولية على جميع شعوب وأمم ودول العالم .
العرب والمسلمون فاض بهم الصبر على حيف الاستعمار والصهاينة في المنطقة وما لم يسمع العالم صوتهم الصارخ بالحق والعدل سوف يكون في نظرهم التمرد على الجميع حق لأن دولة الصهاينة أصبحت في المنطقة الدولة المدللة من كبرى دول العالم حيث تعتبر مجازر غزة من أعمال الدفاع عن النفس .
اما مجلس الأمن الدولي فقد قلت حيلته حيث لا يملك عدا الدعوة إلى ضبط النفس ووقف الاعتداءات حيث ينظر إلى مقاومة شعب تحت الاحتلال والحصار بنفس المستوى الذي يراه في أعمال العدوان والقتل والتدمير مع الأسف الشديد.