الجمعة, 02-يناير-2009
الميثاق نت -  نور باعباد -
نحتاج كثيراً للاهتمام بموروثنا الثقافي ومنه الغنائي شعراً وعزفاً وأداءً والحال نفسه لرقصاتنا وحرفنا والعديد من الجوانب الثقافية خاصة أن الكثير منها غير موثق.
إننا في مرحلة من العولمة تسطحت فيها المفاهيم وتقاربت فيها الثقافات وصار المستخدم لايهمه الأمانة الفكرية كأن يعلم ويمارس ويحافظ على مايسمى بالحقوق للملكية الفكرية أو يطمس استخدامها كانتماء لهذا الموروث الثقافي أو ذاك دون اكتراث للهوية الوطنية.. ولكون الحفاظ على هذه الحقوق وخاصة الثقافية المسموعة ليس بالسهولة الوصول لمن يستخدمها لشحة بل وانعدام توفر آليات الترصد والتبليغ والمحاسبة كونها بعيدة المنال فإن عمليات الاستخدام والسطو والتحريف ونسب المادة بشكلها الجديد هي السائدة فإنه تنشأ أجيال من المتداولين مع هذه المواد السمعية وهم لايدركون الحقيقة التي يتلاشى أصلها شيئاً فشيئاً.
تلك إشكاليات فهم الهوية الثقافية وشعارها أو شعاراتها، فالناس يعرفون بعضهم من تلك البصمات والأعمال الايجابية واستخداماتها وأنها أشكال للهوية ذات القوة المادية مثل السلاح الأبيض فهي رمز للعزة والقوة والإبداع الحرفي لتلك الأنامل التي تقضي وقتاً لتخيط وتنقش وتصقل مكونات الجنبية وتقدم من خلالها إلى العالم موروثنا وهويتنا الثقافية باستخداماتها الصحيحة وكذلك اشكال الرفاهية والتسلية وخلق الجو البيئي الآمن كمجموعات أسرية أو صداقات أو نخب، لذا نحن بحاجة لمراجعات فردية وجماعية ومجتمعية في كيف نقدم أنفسنا وكيف نزيل تلك النظرة السيئة للإنسان اليمني خاصة أن الخير يخص والشر يعم.
إننا في مرحلة تنموية هامة في ظل التقارب المعرفي وحرية وسرعة الانتقال والاتصال ونقل المعلومة وبالتالي قوة التأثير القيمي ونحن في ظل انفتاح السوق وتجاوز الحدود وسيادة العرض والطلب لابد أن نكون مؤهلين قادرين على تقديم أنفسنا كون ذلك يتحول إلى قيمة مادية بشرية ومعنوية هي التي تسوقنا في سماء العولمة إلى العالمية إذا ما أخذنا بالاعتبار أن مواقف ومبادرات ذاتية لتحسين وتشكيل ورسم هوية ثقافية هي أمل منشود من الفرد ذاته لتصل إلى المجموعات.
لذا تظل الهوية الثقافية الوطنية اليمنية في أية ممارسة تنموية ضرورة ملحة خاصة عندما يساء استخدام أية وسيلة ثقافية مثل الجنبية والآثار والمعالم التاريخية.. وتكمن الخطورة في أن تطمس الكثير من القيم ويفقد اليمني قيمه أو يجري هو وراء قيم وهويات غريبة خاصة ونحن في سماوات الثورة التقنية وماتقدمه لنا من وسائل اتصالات ليس آخرها الفضائيات والانترنت بل لاندري مانستخدم وماسيستجد!!
ربط البعض بين الاستخدام السيئ للهوية كأن يستخدم شخص ما جنبية أو صميلاً ليس للدفاع عن النفس - فهذا مشروع - ولكن للهجوم على الآخرين وهي المصيبة، فبقدر مايلحق الضرر بالناس فهو يسيء للهوية لذا يحاول البعض وعن ضيق أفق بالمطالبة بعدم استخدام هذه الوسائل أو تضمينها هويتنا الثقافية والحضارية منطلقاً من عنف الاستخدام دون انتباه لخلفية صناعة هذه الوسيلة كأن يشير أحدهم لذلك وبأنه مستعد للتخلي عن أية مظاهر عنف وأعتقد أنه يتأذى من هذه المظاهر ولكنه كان ذو ممارسات لاتنم عن محب للهوية الثقافية وكان عليه أن يتخلى عن ممارسته مثل التخزين السيئ للقات وتلك الصورة السيئة التي تتسم بها جزء من صورة الهوية الثقافية للفرد بل للمثقف اليمني بسبب الاستخدام السيئ للقات.
عن "الجمهورية"
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 26-سبتمبر-2024 الساعة: 11:31 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-8425.htm