الإثنين, 05-يناير-2009
كتب: احمد المخلافي -

 يشارك منتخب اليمن الوطني حالياً في بطولة كأس الخليج العربي التاسعة عشرة لكرة القدم التي تقام في سلطنة عمان الشقيقة، وتحتبس أنفاس الجماهير اليمنية التي تضع أكفها على الصدور في مشهد يسوده القلق والترقب والخشية مما قد تسفر عنه نتائج هذه المشاركة التي يأمل منها الجميع في أدنى حد، بـ»الستر« الذي يأملون من المولى أن يمنَّ به على المنتخب وعلى الوطن، بعدما اصبحوا غير واثقين بمستوى الإعداد والجاهزية التي ظل اتحاد الكرة يتحدث عنها منذ وقت مبكر ولم يفلح في تحقيق أي قدر من النجاح في الميدان أو حتى تحقيق أبسط مستوى من الرضى عند الجماهير الغاضبة والرافضة لأسلوب الاتحاد في ادارة شئون كرة القدم اليمنية وفي تجهيز المنتخب الوطني.. وهذا ما تبيَّن من الموقف التلقائي العام الذي أظهرته الجماهير عقب اللقاء التجريبي الأخير للمنتخب أمام منتخب »زمبابوي« في صنعاء، والذي ظهر فيه مدى الاحتقان والرفض الجماهيري الساخط لأداء اتحاد الكرة ولتصرفاته الفوضوية في التخطيط والتنظيم والادارة وعبثه بالمال العام والامكانات المادية المتوافرة له في أمور لا تخدم المنتخب ولا تساهم في تطوير مستواه.. ولعل خير دليل على ذلك العبث يتضح للجميع في قضية التعاقد ثم الاختلاف مع محسن صالح وما تلاه من تعاقد جديد بمبالغ كبيرة من الدولارات مع المدرب البديل »البرتغالي /موريس« ثم عودة اتحاد الكرة للاستغناء عن موريس بكل ما سلم له من مبالغ، واستقدام محسن صالح من جديد لتدريب المنتخب في حالة مفاجئة »لم تكن تخطر على أي بال« بعد تلك الاتهامات التي كالها الاتحاد لـ»محسن« ورفض الأخير العودة تحت ذريعة المرض وعدم القدرة على التدريب.


وتزداد حدة الرفض والغضب الجماهيري تجاه اتحاد الكرة في كل موقف يكتشف فيه الجمهور أن هذا الاتحاد لايزال يمارس تماديه المعهود بالفوضى والعبث وتشويه وجه الوطن وسمعة ابنائه في الخارج من خلال ارتكاب الاخطاء وممارسة السلوكيات غير المنظمة وغير الحضارية التي تقدم للآخرين أبشع الصور التي لا تليق بالادارة الرياضية في بلادنا مما بلغنا من درجات التخلف الاداري والرياضي الذي لم يعد مقبولاً في عالم اليوم بعد أن أصبح بإمكاننا الاستفادة والتعلم بالتجربة والخطأ والتقليد والمحاكاة لكل الدول والاتحادات الرياضية التي نحتك بها ونشترك معها في العديد من البطولات والمسابقات الاقليمية والعربية والقارية.


إن تلك الحالة المحرجة والمخزية التي تمثلت في نسيان جوازات المنتخب في صنعاء بعد وصوله الى مطار القاهرة، ربما لم تكن الأولى، وبالتأكيد أيضاً فإنها ليست الأخيرة وما جرى أو لايزال يجري في »خليجي 19« بمسقط، لا ينبئ عن أي خير في ارتقاء اتحاد الكرة أو في استفادته من كل الاخطاء السابقة.. ويزداد الموقف من الاتحاد سوءاً كل يوم عند أي متابع رياضي يمني غيور يحب وطنه ويتألم لأجله عندما يفتح شبكة الأنترنت ويقرأ العديد من التعليقات الهزلية التي تسخر من تصرفات اتحاد كرة القدم اليمني وتنجر بسخريتها الى الرياضة اليمنية والى الانسان اليمني بشكل عام تحت تأثير الصورة المشوهة التي قدمها اتحاد الكرة عن الوطن وابنائه.. ولا يقتصر حديث وسخرية المتابعين الرياضيين من الاشقاء في دول الخليج »خصوصاً« في شبكة الانترنت على سوء الادارة والتنظيم في عمل اتحاد الكرة، بل يمتد الى السخرية من أمور اخرى تتعلق بنشاط الاتحاد مثل الحديث عن »الجيش الاداري اليمني في خليجي 19 بعمان« و»الوفد البرلماني المرافق للمنتخب والذي يقال إنه يصل الى الثلاثين نائباً«، ولا تغفل تلك التعليقات الساخرة عن تناول ما تصفه بـ»القطيع الاعلامي الجرار.. الذي لا يعرف فيه أغلبهم ما هو الهدف من حضوره، سوى تحقيق فوائد السفر.. التي لا تمت الى مهامهم الاعلامية أو الرياضية بأية صلة«.


وما بين كل تلك المواقف والاحداث والتصرفات المؤلمة التي يمارسها الاتحاد ولايزال ينتهجها حتى اللحظة.. فإن آمال الناس وتطلعات الجماهير الرياضية لاتزال تحتفظ بقدر كبير من الأمل والتفاؤل النابع من الثقة بشباب المنتخب الوطني وما يمكن أن يقدموه في مسقط لتهدئة الخواطر التي ربما تحفظ للاتحاد ما تبقَّى له من ورقة توت أخيرة لا يتمنى الجميع أن تسقط في »مسقط« لأنها إنْ وقعت لا قدَّر الله فإن الجماهير الرياضية ومن ورائها الحكومة، لا يمكن أن تقبل أي اعذار.. وربما تكون موقعة مسقط بالنسبة لاتحاد كرة القدم »مثواه الأخير!!«.. فلننتظر!!


»خليجي -19«.. الأمل والطموح!!


الخضر الحسني< نُعلّق الآمال اليوم على شباب منتخبنا الوطني لكرة القدم في  اجتياز المحطة رقم »19« خليجياً، بقليل من الخسائر وكثير من اللعب النظيف أداءً واخلاقاً وجملاً »تكتيكية« راقية، تبهر وتمتع الناظرين وتطرب المتلهفين للمسات الفنية واللمحات الجمالية، على طول وعرض المستطيل الأخضر.. في بلد الضيافة والكرم الجارة الشرقية عمان.


يلعب منتخبنا الوطني في مجموعته »الحديدية« الى جانب الاشقاء في الامارات والسعودية وقطر.. وهي المنتخبات التي قطعت اشواطاً متقدمة في فنون كرة القدم، وكان لها صولات وجولات، ليس فقط، على المستوى الاقليمي، بل والدولي والقاري.. هذا يعني أن اللعب، أمام »مثل« هذه المنتخبات صاحبة التجربة الطويلة في الملاعب والمحافل الدولية.. هو بحد ذاته،تحد يُحسب للأحمر اليمني.. الذي -كما يبدو- سيظهر اكثر اعتداداً بالنفس وقدرة على تجاوز اخطاء وهفوات وزلات المناسبات »الخليجية« السابقة التي كان يخرج منها بنقطة واحدة.. جعلت كثيرين، يطلقون عليه »منتخب أبو نقطة«!!.. وهو ما يذكّرنا بالفاكهة اللذيذة »موز أبو نقطة«!!


فهل نتجاوز »نقطة«.. العقدة التي لازمتنا في المناسبات »الثلاث« الماضية -خليجياً.. ونتحرر لنرتقي سُلم الابهار والتتويج.. رويداً رويداً.. على طريق خطف »البطولة« في نسختها »العشرينية« التي ستكون بلادنا.. محطتها القادمة.. إن شاء الله تعالى.


دعونا نتفاءل.. وليكن »خليجي 19« محطة الانطلاق والأمل والطموح المشروع، لظهور أكثر إبهاراً بين »الجمهور« وفي »الأرض« اليمنية!


شكلته الوزارة بهدف الاستفادة منه


 

تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:36 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-8468.htm