حاوره: عارف الشرجبي -
أشاد أمين عام حزب جبهة التحرير صالح عبدالله صائل بتمسك المؤتمر الشعبي العام بإجراء الانتخابات البرلمانية في الموعد المحدد ، وقال: إن هذا سيعمل على تعميق النهج الديمقراطي لدى عامة الشعب ، وأكد في الحوار الذي أجرته معه » الميثاق« ان أحزاب التحالف سوف تمضي في الاستعداد لخوض هذا الاستحقاق مهما تعالت الاصوات النشاز الداعية للمقاطعة من قبل أحزاب اللقاء المشترك، وأن أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي سوف تدخل الانتخابات في قوائم انتخابية مستقلة.
< بداية كيف تقرأ المشهد السياسي في ظل التحضيرات الجارية للانتخابات البرلمانية المقبلة؟
- المشهد السياسي يسير بخطوات ثابتة نحو الاستحقاق الديمقراطي المتمثل في الانتخابات البرلمانية التي من المقرر اجراؤها في 27 ابريل المقبل، ورغم دعوات المقاطعة والتحريض لعدم المشاركة من قبل اللقاء المشترك وبعض المأزومين إلا ان الامور تبشر بخير وليس هناك ما يقلق.
برنامج طموح
< هل هناك استعدادات معينة من قبل التحالف الوطني الديمقراطي لهذه العملية؟
- بكل تأكيد، فقد أعدينا برنامج عمل طموح خاص بهذه العملية ، وخلال الأيام القليلة القادمة ستشهد أحزاب التحالف تحركات مكثفة في النزول الميداني للمحافظات والمديريات للترتيب لإجراء الانتخابات وحث المواطنين على المشاركة الفاعلة، بالاضافة الى تهيئة المواطن لخوض هذا الاستحقاق وعدم الانجرار وراء دعوات المقاطعة التي يروج لها المشترك، وهذا من خلال الاعلام والندوات والفعاليات السياسية التي سيقوم بها كل حزب منفرداً او في إطار التحالف، المهم ان الفترة المقبلة ستكون مليئة بالفعاليات.
حجج واهية
< قرار احزاب المشترك ايقاف الحوار مع المؤتمر.. هل يؤثر على إجراء الانتخابات في الموعد المحدد؟
- على الإطلاق لن يؤثر ، فهناك اكثر من 14 حزباً سياسياً معارضاً في الساحة وقرار المقاطعة للحوار أو للانتخابات عائد لاحزاب المشترك وهذا من حقهم لكن يجب أن يدركوا ان المقاطعة لا تعني التمترس خلف مطالب غير قانونية او إثارة النعرات وزرع الفتن والمشكلات التي غالباً ما تكلف الوطن الشيء الكثير وتشوه وجه اليمن أمام الخارج، ولهذا فإننا نحذر قيادات المشترك من التمادي في إثارة المشاكل للحصول على مكاسب سياسية أو حزبية بحجج واهية ما أنزل الله بها من سلطان.
وهنا لابد أن أذكر أن أحزاب المشترك لا تؤمن بالحوار كوسيلة لتقريب وجهات النظر، وهذه ليست المرة الاولى التي أعلن المشترك مقاطعة الحوار ، فقد قاطعت اكثر من مرة وكان الاخ الرئيس يتبنى إدارة الحوار بنفسه حرصاً على مصلحة الوطن، ومع ذلك كان المشترك يخرج بمكاسب جديدة من وراء هذا الحوار، ولذلك في تصوري فإن الخاسر الوحيد من إيقاف الحوار هو اللقاء المشترك.
الصندوق هو الحكم
< إذا قاطع المشترك الانتخابات هل سيعيقها؟
- لقد كفل الدستور والقانون لأي حزب المشاركة وكفل ايضاً المقاطعة ، وهذا معناه أن الانتخابات ماضية نحو يوم الاقتراع شارك اللقاء المشترك أم لا، وكما قلت لك هناك أكثر من 14 حزباً في الساحة ستشارك.
< ولكن هذه الاحزاب ضمن التحالف الديمقراطي مع المؤتمر؟
- هذا لا ينتقص من شرعية الانتخابات بل يعزز من نزاهتها كونها ستكون تنافسية بين كافة الاحزاب، فقد أقررنا أن ننزل الانتخابات في قوائم تنافسية ضد المؤتمر وليكن الصندوق هو الحكم.
شارك سراً
< أشرت الى أن المشترك يحرض المواطنين على مقاطعة الانتخابات؟
- هذه العملية استخدمها المشترك للتضليل على الرأي العام فقط.. أحزاب المشترك دعت للمقاطعة وحرضت المواطن على عدم المشاركة في تصحيح جداول الناخبين، او تسجيل اسمائهم ولكنها شاركت بشكل فاعل وخاصة في الايام الاخيرة من عملية القيد والتسجيل، وهذا في تصوري كان له مغزى خبيث، فقد دفعت احزاب المشترك بأعضائها للتسجيل بكل قوة وخاصة حزب الاصلاح في الوقت الذي دعت الناس للمقاطعة، وهذا جعل أعضاء الاصلاح يتفوقون في العدد على بقية احزاب المشترك في كل المراكز حسب خططهم التي كانوا يريدون تنفيذها ، ولكن العملية لم تنطلِ على أحد ، فقد شارك الجميع وتلك الدعوات لم تلقَ استجابة على الاطلاق، ولذلك أجزم أن المشترك سوف يخوض الانتخابات ولو كمستقلين، ولذلك فالمقاطعة ظاهرة صوتية فقط.
ابتزاز سياسي
< ماذا عن المشاكل التي حدثت في بعض المحافظات والمراكز .. وهل أثرت على إقبال المواطنين؟
- إثارة المشاكل كانت من قِبل الحزب الاشتراكي وبعض دعاة ما سمي الحراك وهو نوع من الابتزاز السياسي وهروب الى الماضي التشطيري.. الحزب الاشتراكي لم يؤمن بالديمقراطية منذ نشأته فهو حزب شمولي اعتمد على التصفيات الجسدية مع خصومه السياسيين.. دعوات المقاطعة وإثارة الأزمات والدعوة للعنف هي سمات بارزة في مسيرته الحزبية، ولهذا فقد عرفه الناس وجربوه ولن تنطلي عليهم حيله الجديدة لكسب تعاطفهم معه، وإن كان هناك قلة ممن صدق شعاراته المضللة فسرعان ما عاد الى صف الوطن بعد أن تبين له أهدافه في تمزيق الوطن والعودة الى الانفصال من باب الديمقراطية أو المطالبة بحقوق الناس.
أكثر عزلة
< إثارة النعرات المناطقية.. هل لها تأثير على الوحدة؟
- مَنْ يفقد مصالحه لابد أنه سوف يعمل على إثارة النعرات والدعوات الانفصالية، ولكن أجزم أن الأمور على خير ما يرام ، وإذا كان الاشتراكي قد استطاع التغرير بالناس في بداية الامر وهم قلة فإن أمره قد انكشف الآن واتضح أن له علاقة مع عناصر خارجية تدفع له للإضرار بالوطن والانتقام من السلطة بعد أن خرج من الحكم وأصبح في المعارضة، ولذلك لا يوجد لدعوات المناطقية أي تأثير على قناعة الناس بأهمية الوحدة بل على العكس فكلما سمع الناس تلك الدعوات تمسكوا بالوحدة أكثر وأصبح الاشتراكي أكثر عزلة.
< قلت إن الاشتراكي خرج من السلطة ولكن غيرك يرى عكس ذلك؟
- الحزب الاشتراكي وأعضاؤه لم يخرجوا من السلطة بل من الوزارات فقط، أما بقية المناصب فقد تمكن الاشتراكي أثناء فترة التقاسم من زرع اعضائه في كل مرافق الدولة، وهذا الشيء خدمه كثيراً، وكذلك الاصلاح فعل الشيء نفسه، لذا مَنْ يقول ان المشترك مازال في السلطة فهو على حق الى حدٍ بعيد.
زعامات جوفاء
< ماذا عما يسمى بالحراك؟
- الحراك جزء من الحزب الاشتراكي، بل كله اشتراكي ممن كانوا في مناصب وخسروها بعد اشتراكهم في حرب الانفصال عام 94م، ولذلك يسعون لتخريب الوطن وتمزيقه، إما طمعاً في السلطة ولو على جزء من الوطن، او البحث عن زعامات جوفاء ، ولابد أن اشير هنا الى أن الذين يسمون بالحراك أو الحزب الاشتراكي يريدون أن ينتقموا من ابناء المحافظات الجنوبية والشرقية لأنها وقفت ضد مشروع الانفصال وقاتلت مع الشرعية، ولذلك يريدون أن ينتقموا منهم بحجة الدفاع عن مصالحهم، كما كان يفعل الشيء نفسه قبل حرب الانفصال الحزب الاشتراكي حيث كان يدعي الدفاع عن حقوق الناس واستطاع التغرير بهم فتعاطفوا معه في البداية لكن أمره انفضح عندما اعلن الانفصال وهو الآن يكرر نفس الشيء ويدعي المطالبة بحقوق الناس والدفاع عنها ولكن هيهات أن ينجح في مسعاه.
< إذاً افتعال المشاكل جزء من مخطط لتحقيق مصالحه؟
- نعم بدليل أن إعلام أحزاب المشترك وتحديداً الاصلاح والاشتراكي يعمل على استعداء الناس ضد السلطة بجملة من الافتراءات مثل المشاكل مع الحوثي الذي دعمه المشترك إعلامياً ثم اخيراً دعمهم لما يسمى بالحراك او التنديد بالقرصنة في خليج عدن وهم جزء منها .. أشياء كثيرة يحاول المشترك افتعالها من أجل تحقيق آماله في الوصول الى الحكم.
< وما علاقة الاشتراكي بأعمال القرصنة التي أشرت اليها؟
- هناك قرائن قوية تؤكد تورط عدد من قيادات الاشتراكي في أعمال القرصنة في البحر العربي وخليج عدن، وهناك معلومات دقيقة لوجود تبادل منافع بين من اسموا بالحراك او بين القراصنة وقيادات اشتراكية داخل وخارج الوطن، وعلى الدولة ان تتنبه لمثل هذه الامور، ولذلك فقد استطاع الغرب وأعداء الوطن ان يجعلوا من المشترك عكازاً لتحقيق أطماعهم في اليمن ومياهنا الاقليمية
ارتباطات خارجية
< ما سمي بالحراك من أين يحصل على الدعم في تصورك؟
- مَنْ قبل ان يضر بوطنه بإمكانه الذهاب والتعاون مع الشيطان لتحقيق مطالبه.. وهؤلاء لديهم ارتباطات مع القراصنة كما قلت لك وأيضاً لديهم ارتباط مع جماعة الحوثي ومع العناصر الاشتراكية المتواجدة في الداخل والخارج، بالاضافة الى ما يحصلون عليه من الجمعيات المتواجدة داخلياً وعربياً ودولياً التي تضمر الشر لليمن.. وفي تصوري فإن الذي يدفع المليارات في حفل زفاف لن يعجز عن دفع مثلها في سبيل الانتقام من السلطة ، هذا الكلام قد طرحناه على الجهات الرسمية وبالدليل حتى لا يقال إننا نختلق الأمور.
جرائم حرب
< يدعي الاشتراكي الوصاية على المحافظات الجنوبية والشرقية.. كيف ترى هذا؟
- الحزب الاشتراكي لم يعد يستطيع عمل شيء لا في الجنوب ولا في الشمال ولا في الشرق ولا في الغرب.. لقد خسر كل شيء عندما أعلن الانفصال، وقبل ذلك منذ حرب 13 يناير، وادعاء الوصاية مجرد كلام جرائد وأخبار مقايل ، ولكن أبناء تلك المحافظات عبرت عن رأيها ووحدتها يوم أعلن الاشتراكي الانفصال فوقفت له بالمرصاد، وهي على استعداد لتلقينه نفس الدرس ان كان قد تناسى ذلك.. ونحن في حزب التحرير لدينا إمكانية الذود عن الوطن ووحدته وثوابته، أما القلة ممن يدعون الوصاية فهم بذلك يريدون الاحتماء والهروب الى الماضي الشمولي الذي جربه الشعب وذاق ويلاته طيلة 23 عاماً من حكم الحزب الواحد في عدن الذي عُرف بجرائم الإبادة والسحل والتنكيل بكل من يخالفه الرأي.. الحزب الاشتراكي أذاق الناس الجوع والبؤس والحرمان، وكان الناس يتقاطرون على الكيلو البصل والطماط طوابير طويلة.. هذه المواقف البائسة مازالت محفورة في عقول الناس وذاكرتهم ، ومهما حاول الاشتراكي التغرير بهم فإنه لن يستطيع ، وأريد أن أؤكد أن المحافظات الجنوبية والشرقية يوجد بها رجال شرفاء وأبطال على استعداد للدفاع عن الوحدة والثوابت وسوف يدحرون دعاة التمزق والانفصال وتاريخهم المليئ بالمآسي..
< قلت إن حزب التحرير لديه إمكانية الذود عن الوطن ضد دعاة التمزق في الحزب الاشتراكي .. فماذا فعلتم عندما أخرجهم الحزب قبيل الاستقلال أثناء الحرب الاهلية؟
- حزب جبهة التحرير موجود منذ عشرات السنين ومعترف بنا في الجامعة العربية والأمم المتحدة ولم نكن في يوم من الايام الا رقماً صعباً ، ولكن دعني اقول لك إننا تعرضنا الى مؤامرة حقيرة من قبل الاحتلال البريطاني والجبهة القومية أثناء الكفاح المسلح قبل الاستقلال ، وهذا نكاية بعبدالناصر الذي كنا على علاقة جيدة معه، ولهذا عندما قامت الحرب بيننا وبين الجبهة القومية تدخل الجيش لغرض فض النزاع وطلب منا تسليم الاسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة على أن يظل الجيش في الوسط بين الطرفين ولكن عندما سلمنا الاسلحة انقلب الجيش ضدنا وسلم الاسلحة للجبهة القومية، وبقينا نحن بدون سلاح وهذا الامر مكن الجبهة القومية من استخدام أبشع الجرائم بحقنا وبحق مناضلي جبهة التحرير، بل لقد نفذ فينا مذابح وحرب إبادة وعمل مقابر جماعية سواء للأحياء منا أو للموتى، كان الحزب الاشتراكي يقبر الناس أحياءً، ولهذا اضطر الكثير منا للنزوح الى الشطر الشمالي قبل الوحدة، لذا نطالب بمحاكمة الحزب الاشتراكي كمجرم حرب.
اقتلوا الثلث ليبقى الثلثان
< ألا ترى أنك تبالغ بحجم المجازر؟
- لم أكن أبالغ ولو قلت لك إن الحزب كان يحفر خنادق ويرمي المناضلين فيها أحياء ويصب الأسفلت الحار عليهم حتى يموتوا وهم واقفون، وهذا الكلام لدينا عليه الدليل والوثائق .. لدينا الاسماء والأوامر التي وجهت لمنفذي المجازر ، ولدينا اسماء كل المناضلين الذين تم تصفيتهم عملاً بنصيحة نائف حواتمة وجورج حبش عندما زارا اليمن في تلك الفترة وقالا لقيادات الحزب الاشتراكي اقتلوا الثلث ليبقى الثلثان، ولهذا كانوا مصرين على قتل كل من ينتمي الى جبهة التحرير، ولدينا الأدلة على هؤلاء السفاحين وهم الآن موجودون في اللقاء المشترك وفي الحراك ، وكنا قد تقدمنا بشكوى للاخ الرئيس علي عبدالله صالح لمحاكمة هؤلاء الا أنه رفض وقال: يجب أن ننسى الماضي المؤلم ، وطلب منا طيّ صفحة الماضي وملفاته من أجل لمّ شمل الاسرة اليمنية وتقوية الجبهة الداخلية للوطن، وهنا لابد من التأكيد على أننا فعلاً نريد أن ننسى الماضي ونبدأ صفحة جديدة مع كل أبناء الوطن.. ولكن عندما يظهر لك شخص يثير النعرات أو يدعي الوصاية او غيرها لاشك أن تلك المآسي والمواقف تستيقظ بداخل كل منا ولهذا عندما ظهر محمد علي أحمد مؤخراً يدعي الوصاية على الجنوب تذكرت كل تلك المآسي والمجازر التي ارتكبت وكان احد منفذيها البارزين.
< هل تظن أنه وأمثاله يمتلك شعبية أو تأييداً؟
- مثل هؤلاء لا يمتلكون غير التاريخ الأسود الملوث الذي لن ينساه الشعب.. فيكفي ان الحزب الاشتراكي صادر كل شيء وأمم كل شيء وعطل الحياة الاقتصادية ومعيشة الناس بحجة الأممية والاشتراكية التي اثبتت فشلها في عقر دارها، ولو عدت بذاكرتك الى يوم الاستقلال لوجدت ثلاثة أرباع الشعب في عدن كانوا محبوسين في المدارس والسجون، وعندما لم تكفِ السجون عملوا لهم أحواشاً وتبدل يوم الاستقلال من يوم فرح بالاستقلال الى يوم حزين ملطخ بالدماء والمجازر، وهذا الكلام ليس من فراغ او مجرد افتراء ولكن توجد وثائق تثبت ذلك، وهناك كتاب اسمه »الاستقلال الضائع« ستجد فيه الوثائق والجرائم التي ارتكبها الحزب الاشتراكي بحق الشرفاء والمناضلين من كل محافظات الجمهورية.