سالم باجميل -
الثابت المنظور في افق السياسة في العالم العربي ان الأخوان والرفاق منخرطون في تحقيق شعار : الاسلام هو البديل. . لهذا ظهروا بلحاهم الطويلة والقصيرة المنظمة وغير المنظمة يصرخون في الجموع الهادرة الرافضة للعدوان الاسرائيلي على الفلسطينيين في غزة وهم يعانون من الانقسام بين العاطفة والفكر بحيث تراءوا لنا وكأن قلوبهم مع غزة والفلسطينيين وعيونهم على حكومات بلدانهم. . وفي نفوسهم سؤال عريض ، متى يا ترى سنحل محل هؤلاء المنعمين في المال والجاه ؟!
< أما الدليل على صحة ذلك فيمكن أن يجده المرء في الممارسات الانتهازية الاستحواذية للأخوان الهادفة إلى استغلال تعاطف الجماهير العربيه وتفاعلها الرافض للعدوان الاسرائيلي الأثم على الفلسطينيين في غزة. . ومحاولات تجيير كل هذا الزخم الجماهيري العربي لصالحها. . ومن ثم توظيفه ضد الحكومات العربية على طول وعرض العالم العربي. . مع أنه كان الجدير ان توظفه ضد الوجود الاسرائيلي في قلب العالم العربي. . وكيف ان الاسرائيليين لا يحبذون وجود دولة فلسطينية إلى جانب دولة يهودية في فلسطين.
< من كان يعزعليه العرب والمسلمين. . او يدعي انه منهم ، يلزمه ان يكف عن الممارسات التي تظهرهم وكأنهم متفرقون لا يجمع بينهم جامع برغم وجود كتاب الله وسنة نبيه ناهيك عن وحدة الارض والمصالح والتاريخ والنضال والمعاناة.
< يقولون ان الحكام العرب عندما تنادوا لعقد قمة لمناصرة الفلسطينيين الذين يواجهون العدوان الاسرائيلي الغاشم اختلفوا وتباينوا. . ثم عقدت ثلاث قمم في كل من قطر والكويت وشرم الشيخ - مصر. . وقد يكون هذا من فضل الله على العرب إذا كانوا متفقين. . ولكن هيهات هيهات ان يتأتى لهم هذا في قريب او بعيد من ايام الله واعداؤهم يعملون بين صفوفهم ليلاً ونهاراً على الا يلتقوا.
< إذا كان الهدف هو وقف العدوان الاسرائيلي على الفلسطينيين واعمار غزة المدمرة جراء العدوان فلا ضير من ان تعقد اكثر من قمة لأن في هذا خير كبير للفلسطينيين. . ولكن : ما كل ما يتمنى المرء يدركه. . تأتي الرياح بما لا تشتهى السفن.
< الاباليس من الداخل والخارج يتوعدون ويهددون العالم العربي بالاستعمار والتجزئة والفرقة والفوضى الخلاقة. . وفي غمار خوضهم بحار المساوئ والشرور هذه. . يجدون ما يمكن ان يقال للناس من الأكاذيب وانصاف الحقائق بهدف تجييشهم او تحييدهم في العدوانات الراهنة او المحتملة ضد الأمة.
< وحدة الصف العربي وفي مقدمتها وحدة الصف الفلسطيني هي طوق النجاة من العدوانات الاستعمارية والصهيونية والقوى التي لم تدرك هذا ستكون دون غيرها الخاسر الأكبر في الصراع الدائر. . كلنا مدعوون للدفاع عن ارضنا وعرضنا في هذه اللحظة من التاريخ العالمي.