الإثنين, 19-يناير-2009
الميثاق نت -  افتتاحية صحيفة "الميثاق" -
مواقف اليمن تجاه أمته العربية والاسلامية بصفة عامة والشعب الفلسطيني بصفة خاصة، وقضيته العادلة لا يمكن المزايدة عليها من أيٍّ كان ذلك أن اليمن وقيادته السياسية بزعامة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح كان دوماً المعبر الأكثر وضوحاً وشجاعة عما يتعرض له ابناء الشعب الفلسطيني من ويلات الاحتلال الصهيوني ووحشية العدوان العنصري الهمجي مترجماً هذه المواقف الى أعمال مجسدة في جهود أسهمت في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني أمام آلة الحرب البربرية لهذا الكيان.. والتي جعلت كل فلسطيني أطفالاً ونساءً وشيوخاً موضوعاً للابادة على ذلك النحو، الوحشي البشع الذي تعرضت له غزة والتي ما كان لها أن تأخذ هذا المدى من حصد الارواح البريئة للأطفال والنساء والشيوخ وبهذا العدد.. لولا الانقسام الفلسطيني والعجز والخذلان العربي الذي اعطى التواطؤ الدولي مبرراته في اسناد اسرائيلي لارتكاب محرقة غزة، فلو‮ ‬كان‮ ‬هناك‮ ‬الحد‮ ‬الأدنى‮ ‬من‮ ‬التضامن‮ ‬ووحدة‮ ‬المواقف‮ ‬للدول‮ ‬العربية‮ ‬لما‮ ‬حصل‮ ‬ما‮ ‬حصل‮ ‬لغزة‮.‬
في هذا السياق ينبغي تفسير عدم مشاركة اليمن في قمة الدوحة حرصه على وحدة الموقف العربي تجاه ما يحدث في غزة مشترطة منذ بداية الدعوة لها اجتماع النصاب لعقدها ليكون منسجماً مع رؤيته المنبثقة من ادراك عميق أن ما كان أن تحدق التحديات والاخطار للأمة العربية على هذا النحو لولا الخلط بين الخلافات الثنائية التي أدت الى تمحورات خطيرة في المواقف الى ذلك الحد المخزي الذي شهدناه في العدوان الصهيوني على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.. ويكفي لإزالة أي التباس على البعض أن الأخ الرئيس كان أول الداعين الى قمة عربية لمجرد شن اسرائيل لعدوانها وبدأت ارتكاب جريمتها.. وهذا لم يعنِ بالضرورة أن اليمن ضد أية رؤية عقد قمة بمن حضرها لكنه وانطلاقاً من موقف مبدئي ينظر الى أن المواجهة الحاسمة مع كل التحديات والاخطار تقضي موقفاً موحداً تترابط أبعاده وتتوازى مساراته السياسية، والاقتصادية، والأمنية لتصب في اتجاه تقوية القدرة على التأثير لصالح مواجهة العدوان الصهيوني المتواصل على الشعب الفلسطيني، ومجابهة كافة التحديات على المدى الاستراتيجي، فتكتيكات الحسابات الاحادية للدول العربية التي أخذت أسوأ مظاهرها فيما شهدناه من تجاذبات وتباعد في المواقف تجاه غزة في حين كانت آلة الحرب الجهنمية تحصد أرواح الأبرياء المكتظين في هذه الساحة الضيقة من أرض فلسطين، محولة أجسادهم الى حقل لتجارب الأسلحة المحرمة دولياً في نماذجها المطورة غير المسبوقة في استخدامها في حروب الولايات المتحدة واسرائيل.
من هذه المنطلقات انبثقت دعوة اليمن الى قمة عربية وموقفه من قمة الدوحة الذي لا يعني أنه كان ضدها لكنه حبذ قمة عربية إن لم يحضرها كل العرب فالغالبية منهم وهو مثلما كان دوماً مع كل ما هو ايجابي ويخدم قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي تتطلب وحدة‮ ‬الصف‮ ‬الفلسطيني‮ ‬المسنودة‮ ‬بوحدة‮ ‬الموقف‮ ‬العربي‮.‬
إن ما قلناه ليس المقصود به تلك القوى السياسية التي اعتادت لحسابات خاصة بها تشويه مواقف اليمن والتعاطي معها بسلبية تعكس ضيق أفق أصحابها وليست المرة الأولى التي فيها يوظفون قضايا تفترض فصل التباين والاختلاف الداخلي في الساحة الوطنية عن المواقف تجاه قضية قومية‮ ‬كعدوان‮ ‬الجيش‮ ‬الاسرائيلي‮ ‬على‮ ‬غزة‮.‬
مثل هذا التوظيف الرخيص سوف تنكشف مراميه اليوم مع بدء أعمال القمة الاقتصادية العربية لدولة الكويت الشقيقة والذي وضعت في صدارة أولوية القضايا المطروحة أمامها، العدوان الاجرامي الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 01:26 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-8660.htm