الإثنين, 19-يناير-2009
الميثاق نت -  احمد غيلان -
نظمت عمادة وهيئة تدريس وطلاب المعهد الوطني للعلوم الادارية - مطلع الاسبوع المنصرم - فعالية تضامنية لنصرة اخواننا الفلسطينيين، وهي لفتة رائعة - وإن كانت أداءً لواجب مفروض على الجميع - لكنها تستحق الشكر والاشادة بتلك الروح المسئولة التي تمثلتها عمادة المعهد‮ ‬وهيئته‮ ‬التدريسية‮ ‬وطلابه‮ ‬ايضاً‮.‬
ما لم يكن جميلاً في تلك الفعالية بروز مجموعة من المراهقين الحزبيين من خريجي حلقات التعبئة الاقصائية الاصلاحية، الذين انبروا لتجسيد توجهات تجمعهم الانتهازي في أبشع صوره من خلال الممارسات التالية :
‮- ‬حين‮ ‬جاء‮ ‬الغالبية‮ ‬يحملون‮ ‬العلم‮ ‬الفلسطيني‮ ‬وصور‮ ‬القدس‮ ‬وصور‮ ‬الضحايا‮ ‬كان‮ ‬أولئك‮ ‬الأطفال‮ ‬يحملون‮ ‬أعلام‮ ‬وشعارات‮ ‬حماس‮ ‬وصور‮ ‬اسماعيل‮ ‬هنية‮ ‬وقيادات‮ »‬حماس‮«.‬
‮- ‬وحين‮ ‬كان‮ ‬الناس‮ ‬يرددون‮ ‬هتافات‮ ‬تحيي‮ ‬الشعب‮ ‬الفلسطيني‮ ‬والقدس‮ ‬ويصيحون‮ ‬بأصوات‮ ‬عالية‮ : ( ‬كلنا‮ ‬فلسطين‭.‬‮. ‬كلنا‮ ‬مقاومة‮) ‬كان‮ ‬أولئك‮ ‬الإنتهازيون‮ ‬ينفردون‮ ‬من‮ ‬بين‮ ‬الجموع‮ ‬بصوت‮ ‬نشاز‮ : (‬كلنا‮ ‬غزة‭.‬‮.. ‬كلنا‮ ‬حماس‮).‬
- وحين دخل مجموعة من الشباب الساحة يحملون صور الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات رحمة الله تغشاه قفز نحوهم بعض أولئك المراهقون الأطفال يريدون تمزيقها.. ليس هذا وحسب، بل أطلقوا عليهم سيلاً من الشتائم ووصفوهم بالعملاء والخونة على مسمع ومرآى من الحشد التضامني‮ ‬الذي‮ ‬كاد‮ ‬أن‮ ‬يشهد‮ ‬فتنة‮ ‬لولا‮ ‬تدخل‮ ‬رجال‮ ‬الأمن‮ ‬مشكورين‮.‬
هذه‮ ‬السلوكيات‮ ‬ليست‮ ‬جديدة‮ ‬وليست‮ ‬كل‮ ‬شيء‮ ‬في‮ ‬الموضوع،‮ ‬لأنها‮ ‬مخرجات‮ ‬تعبئة‮ ‬حزبية‮ ‬تحاول‮ ‬تجيير‮ ‬تعاطف‮ ‬الناس‮ ‬مع‮ ‬إخواننا‮ ‬الفلسطينيين‮ ‬لصالح‮ ‬فئة‮ ‬محددة‮ ‬هي‮ (‬حماس‮).. ‬ومن‮ ‬ثم‮ ‬لصالح‮ ‬تجمع‮ ‬الإصلاح‮.‬
البعض - منا ومن عامة الناس - لا يدرك خطورة حصر القضية على (غزة) حتى وإن كانت هي الهدف اليوم لنيران العدو، وكذلك خطورة حصر التعاطف والبطولة والمقاومة والنضال الفلسطيني على (حماس) وإن كانت اليوم في صدارة المواجهة.. وخطورة تسويق مثل هذه المفاهيم الخاطئة والضيقة‮ ‬على‮ ‬عامة‮ ‬الناس‮ ‬لأهداف‮ ‬حزبية‮ ‬أنانية‮ ‬ضيقة‮.‬
إن الذين يتعاملون اليوم مع القضية الفلسطينية بهذا الشكل إنما ينظرون إليها من منظور مصلحي إقصائي غبي... يتجاهل أصحابه حقيقة أن قضية الشعب الفلسطيني كاملة لا تتجزأ ولا تقسم.. وأن النضال من أجل هذه القضية ولد قبل ميلاد حزب الاصلاح، وقبل ميلاد حركة المقاومة الإسلامية‮ (‬حماس‮)‬‭.‬‮. ‬وأن‮ ‬كل‮ ‬أراضي‮ ‬فلسطين‮ ‬بما‮ ‬فيها‮ ‬القدس‮ ‬كانت‮ ‬ولا‮ ‬تزال‮ ‬وستظل‮ ‬أهدافاً‮ ‬للعدو‮ ‬الصهيوني‮ ‬وليست‮ ‬غزة‮ ‬وحدها‮ ‬ومواطنيها‮ ‬وحدهم‭.‬
ولاعتبارات أخلاقية لن اتكلم عن (حماس) التي لا يجب أن نحملها وزر ما يقترفه انتهازيو الاصلاح.. وبصرف النظر عن موقفها من هذه السلوكيات الانتهازية، فإن (حماس) الأن في في صدارة مواجهة مع عدو، ونصرتها واجبة بالقول والفعل، نصرة للقضية الفلسطينية وللقدس ولفلسطين والشعب‮ ‬الفلسطيني‮ ‬بكامل‮ ‬مكوناته‮.‬
أما حزب الاصلاح فقد اتضحت مؤخراً - للأسف الشديد - محاولات بعض اعضائه وقياداته والمدافعين عنه أن يجيروا ما يحدث في فلسطين لصالح هذا التجمع الذي يضم كثيراً من عناصر التطرف وحاضنات التعصب التي تجمعت بداخله لتجسد بالفعل تسميته.
حزب‮ ‬الاصلاح‮ ‬اليوم‮ ‬يريد‮ ‬أن‮ ‬يقول‮ ‬للناس‮ ‬أنه‮ ‬الوحيد‮ ‬الذي‮ ‬يساند‮ ‬الفلسطينيين،‮ ‬ويتجاهل‮ ‬شعبا‮ ‬بكامله‮ ‬يعيش‮ ‬داخل‮ ‬أرض‮ ‬اليمن‮ ‬بأجساده،‮ ‬بينما‮ ‬كل‮ ‬حواسه‮ ‬مع‮ ‬الأشقاء‮ ‬هناك‮ ‬في‮ ‬فلسطين‭.‬
بل إن انتهازية »إخوان« الاصلاح بلغت حد أن ينبري أحدهم في إحدى الصحف الاسبوعية يقول ما معناه أن المواجهة التي تشهدها أرض الرباط وراءها تنظيم الإخوان المسلمين الذي تمثله في فلسطين (حماس) ويمثله في اليمن (تجمع الاصلاح)..
ومثل هذا التسويق بقدر ما يجسد انتهازية هؤلاء ويقدمهم مكشوفي الوجوه على مستوى الداخل والخارج، بقدر ما يضر القضية الفلسطينية ويضر بأبناء فلسطين على مستوى الرأي العام العالمي، ولا أريد أن أخوض في تفاصيل وأسباب مثل هذا الطرح فلعل كثيرين منهم يدركون تفاصيل ذلك جيداً‮.. ‬لكن‮ ‬الروح‮ ‬الأنانية‮ ‬والعقليات‮ ‬الانتهازية‮ ‬والثقافة‮ ‬الاقصائية‮ ‬تقف‮ ‬خلف‮ ‬سلوكياتهم‮ ‬الحمقاء‮.‬
ومثل‮ ‬هذا‮ ‬النهج‮ ‬الغبي‮ ‬الانتهازي‮ ‬الذي‮ ‬ينتهجه‮ ‬متطرفو‮ »‬إخوان‮« ‬اليمن‮ ‬يدفع‮ ‬بكثيرين‮ ‬من‮ ‬الناس‮ ‬إلى‮ ‬التساؤل‮ ‬عن‮ ‬الجزيئية‮ ‬التي‮ ‬ينفرد‮ ‬بها‮ ‬هؤلاء‮ ‬عن‮ ‬بقية‮ ‬أبناء‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮.‬
نعم إن حزب الإصلاح ينفرد -من بين كل القوى السياسية ومكونات المجتمع اليمني- بأعمال جمع التبرعات باسم الفلسطينيين وباسم غزة وباسم حماس، كما هو حاله منفرداً بجمع التبرعات باسم المنكوبين والمشردين والجياع في كل أرجاء العالم، وعلى مر التاريخ ثم يلطشها للجيب..!!
ولا‮ ‬حول‮ ‬ولا‮ ‬قوة‮ ‬إلا‮ ‬بالله‮..‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:33 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-8663.htm