الإثنين, 19-يناير-2009
الميثاق نت -  ابراهيم درويش -
قصة الشاعر العظيم والرجيم ارثر رامبو (1854- 1891) معروفة وحياته القصيرة كانت كافية لان يحفراسمه في صفوف العظام من شعراء العالم. وحياته الشعرية القصيرة التي يعتقد انها توقفت عام 1875 هي في النهاية صورة عن دفقة الابداع التي جاءت مبكرة وحرقت معها البطل، وفي صعلكته ومجونه وكفره وصوفيته وروحانيته، وفي توزعه وخوفه وقلقه من الشهوة التي كان يبحث عنها ويرهبها قناع اخفى وراءه طفولته القاسية واحلامه العظيمة.رامبو الذي توفي في مستشفى في مارسيليا عام 1891 عن عمر 37 عاما تم تطويبه باعتباره 'الولد الرهيب' في الشعر الفرنسي. ويعد احد اعلام النهضة الحديثة بل واحداً من مؤسسي الحداثة الشعرية. ويظهر تأثيره واضحا على الحركات الادبية من الرمزية الى الدادية والسيريالية وجيل الغضب وعلى بوب ديلان وجيم موريسون الذي عده 'المعلم'. وبعيدا عن اثره الشعري والادبي يظل رامبو شخصية اسطورية عن الشاعر الماجن والراحل البدوي، والصعلوك والثائر حتى على عبقريته الشعرية. وأهمية رامبو تنبع من وعيه الاول والباكر بقدره الشعري، فمعظم شعره الجميل كتبه قبل ان يبلغ العشرين، وقدريته الشعرية جعلته قارئا بذاكرة فوتوغرافية، ومبرزا في دراسته، الانجاز الذي كان محط فخر واعجاب من اساتذته. ورامبو هو طراز مختلف من شعراء الحداثة، اذ انه حمل في شعره وحياته وتهتكه ملامح ازمة الزمن الذي عاش فيه واكثر من ذلك ازمة وعقد حياته الاجتماعية، فحياة العائلة التي فر كابتنها، الاب، ولما يبلغ رامبو سن السادسة، كانت عاملا في هذا الخراب النفسي والخراب الروحي والتمرد على الحياة وعلى قيمها الذي ماثل حياة هذا الشاعر العبقري. والده العسكري الذي فر من صرامة الزوجة المتزمتة دينيا وترك البيت دون رجعة ادى الى زرع بذور الثورة في وعي رامبو، كما ان العقد التاريخي الذي عاشه رامبو هو عقد الهزيمة والخيبات الفرنسية على الصعيد السياسي. اطلق أبو السيريالية اندريه بريتون على رامبو اسمه' اله المراهقة' ويبدو ان الطاقة الشعرية في هذه الفترة هي اهم ما في سيرة رامبو، اذ ان حياته اللاحقة ورحلاته في الشرق ومغامراته بين عدن وهرر وزيلع واكتشافاته في افريقيا، جشعه وتوبته الملتبسة ومرضه، هي هوامش على سيرة شاعر قدم احسن ما لديه وهو مراهق. تحدى المجتمع وتحدى نفسه كي تتحداه، ذلك انه تعامل مع اناه كشخص مختلف. الدهشة وتعطي سيرته في هذه الفترة القارئ نوعا من الدهشة، اذ انه وهو يقرأ سيرة الشاعر وانهماكه في عملية صناعة الشعر، والكتابة والضياع في التفاصيل يحسّ ان قصة الشاعر ليست حقيقية. ويبدو ان الهروب من الحاضر وعبثية الوجود الانساني هي اهم ما يميز رحلة الشاعر. يبدو هذا واضحا في رسائله الاخيرة لشقيقته ايزابيل في مرسيليا وهو على فراش المرض ينتظر معافاته كي يعود لافريقيا حيث كتب لها قائلا 'حياتنا ما هي الا معاناة طويلة، لأي شيء نعيش؟'. في ايامه الاخيرة بعد ان قطع الاطباء احدى رجليه، وتمكن سرطان العظام منه، يكشف الشاعر عن هشاشة الحياة وضعفه امام المرض وندمه على سماحه للاطباء ببتر رجله، لان الرجل الصناعية والعكازات كانت عذابا. في لحظاته الاخيرة في المستشفى كان يهلوس ويهمهم باسم خادمه الصومالي الاثيوبي جامي (جمعة). مات اذا جان ارثر نيكولاس رامبو في العاشر من تشرين الثاني (نوفمبر) 1891 بعد حياة قصيرة من العبث والمجون والعبقرية الشعرية، وتحدي التقاليد والتجوال في اوروبا، والعلاقة الشاذة مع صديق عمره بول فيرلين (1844 1896) وهو الاستاذ الذي علمه السحر فاصبح الساحر مسحورا. وتبدو رحلة الشاعر الذي تقمص دور الشيطان صورة عن رجل تمرد على الحياة وقيمها، رفض الدين ومؤسساته ورفض القيم البرجوازية، وفي خلال معركته مع المجتمع وقيمه وجد رامبو نفسه خارج المجتمع ملفوظا منه منبوذا من كل طبقاته. يمكن ان تفسر حياة رامبو في عهرها على اكثر من مستوى على انها رد فعل طبيعي على الحياة القاسية والتزمت الذي سرق منه طفولته، على الاغتصاب الذي تعرض له من الجنود الفرنسييين في باريس. ويبدو ان كل هذا وغيره أدى به الى الخروج عن زمنه وقاده للثأر من الغرب وحضارته. وحسب رؤية من كتب عنه وجد رامبو في العهر والصفاقة والقذارة والشذوذ طريقة للانتقام من نفسه ومن عالمه. ولكن الانتقام هذا كان في غياب الايمان بمثابة رحلة تطهير فبالشذوذ يعمد الشاعر نفسه ويقهر لذاته. وجد في اللواط الذي تركت حادثة الاغتصاب عليه اثرها النفسي الطويل، طريقا لقتل اللذة، ولم ينجح في اي علاقة مع امرأة اذ ان ما تعرض اليه في مراهقته كان يحضر اليه ويتركه جسدا باردا بلا شهوة. ومن هنا جاءت رحلته مع العذاب وقدرته الخارقة على تحمله. رحلاته على الاقدام، فقيراً معوزاً لا قرش في جيبه، صورة عن محاولة قهر الالم وكأنها محاولة للتطهر من الآثام والتقرب من الاله الذي رفضه. ويصل التوتر في رحلة العذاب مظهره الاسمى في رحلته عبر الالب بين الثلوج وعلى الاقدام شبه حاف، في تلك الرحلة التي قارب فيها على الموت لولا دير رهبان احتضنه واعطاه حساء ودفئا اعاد اليه روحه التي تجمدت واكتشف فيها جمالية المكان وبياض الثلج وصفاءه. لكن قهر الجسد كطريقة للتمرد على الحياة وعلى الدين ادى به كسيحا مريضا موهون القوى تعمل فيه الامراض عملها، سرطان وروماتيزم، ومرض زهري اكتشفه اول ما اكتشفه طبيب الجيش المصري في هرر وحاول رامبو اخفاءه عن عائلته قدر الامكان. هل كان بامكانه النجاة؟ هل كان بامكان رامبو انقاذ نفسه من المرض او على الاقل علاجه، ربما، لكن الشاعر الذي تجاوز منظومة الافكار التي عاش عليها، وتحدى في فترة وهجه الشعري نظرية 'الفن للفن' تحول في رحلته الافريقية الى تاجر ورجل اعمال، تراوح بين النجاح والفشل، تميز بجشع شديد. ومن هنا فرامبو ادبيا انتهى كشاعر عظيم قدم كل ما عنده ولما يبلغ التاسعة عشرة، في خلال اربع سنوات من الخامسة عشرة الى التاسعة عشرة افرغ شحنته ثم قضى الوقت الاخير متسكعا بين الحانات والمقاهي، يحاول الهروب من صرامة الام والبيت في البداية بالهروب الى باريس والعودة الي بلدته التي ولد فيها شارلفيل، القريبة من الحدود البلجيكية. لم يحظ رامبو بأم حنون تقوده وتملأ نفسه بالطمأنينة فوالدته كانت مثالا في الشدة والتزمت وتحجر المشاعر. فهي مع محاولتها ضبط الاولاد وزرع القيم الدينية الكاثوليكية فيهم ادت في البداية الى هرب والده، الجندي الذي كان يحضر للبيت مرة ومرة في كل مرة كان بطن الام يكبر وينتج عنه مولود، حيث ترك الاب وراءه قبل هروبه من امرأة مخيفة خمسة اولاد ولدين وثلاث بنات، توفيت احداهن. شارك الاب في الخدمة العسكرية في الجزائر وكان مثقفا ترك كتابات عن الجزائر والجزائريين وترجمة عن القرآن من دون تعليقات وهذه الكتابات ساعدت رامبو على التعرف على العربية وتعلمها وفهم الاسلام، التي تقول روايات انه اسلم على الرغم من انه وبتأثير من اخته ايزابيل عاد للكاثوليكية واعترف امام القسيس. على العموم كان الاب الذي هرب عام 1860 محبا للحياة ولا يحب الاطفال وزوجته، وقد قاتل في حرب القرم وخدم في الجزائر ثم ذاب من حياة العائلة. ولهذا كان ارثر يحب ان يقرن نفسه باليتم وكتب قصائد عن الاطفال اليتامى الذين صارت لعبتهم اكليل الزهور على كفن امهم. والدة رامبو بعد رحيل الاب اعلنت عن نفسها كأرملة وكانت توقع باسم مدام رامبو الارملة. على خلاف شقيقه فردريك كان رامبو (بالمناسبة اسمه مشتق من كلمة اصلها انكليزي تعني عاهر) مبرزا في الدراسة لكنه كان يكره القيود الدراسية. ففي الوقت الذي كان رامبو في المقدمة كان فردريك في اخر الصف. ونجح هذا لاحقا بالهروب والانضمام الى الجيش الفرنسي وعاش وخلف ابناء وبنين ومات في الستين من عمره. لكن رامبو الذي فشل في الانضمام للجيش بسبب قصره ومظهره الطفولي ظل تحت تأثير أم متسلطة تفرض عليه وعلى شقيقتيه قراءة الكتب 'المفيدة' والصلاة صباحا في الكنيسة يوم الاحد. وفي الوقت الذي كان رامبو يجبر فيه على قراءة الانجيل في طبعته الخضراء القريب من لون الكرنب وكان يكره 'الرب' كان يحن الى التحرر ويحن لمشاهدة الرجال العائدين من عملهم في المساء. وفي قصائده الاولى إلماح للأم التي تحن هي الاخرى للفراش الدافئ في حضن الرجل الغائب. بعد غياب الاب اعلنت مدام رامبو ان القيود المالية تفرض عليهم الاقتصاد والعيش في بيوت الفقراء لكن المدام كانت تعتبر نفسها برجوازية وتفرض على اولادها العيش كذلك ولهذا منعتهم من الاختلاط بأولاد الفقراء، لكن رامبو كان يحب الاختلاط وفي قصائده الاولى والباكرة رسم لمشاهد الحياة في القرية التي تظهر نزعة ضد البرجوازية. وكانت اول قصيدة ينشرها رامبو هي الاحتفاء بحالة اليتم 'هدايا العام الجديد للايتام' ونشرها في الادبية المحترمة 'المراجعة للجميع' عام 1870. الاستاذ ما اخرج الفتى الشاعر من قساوة البيت، وجحيمه، هو استاذ فتح عينيه على الجديد والمحرم، فهو يذكر ان والدته عملت له 'هيصة' عندما اكتشفت انه يقرأ رواية لفيكتور هيغو احد اعمدة الرومانسية الفرنسية، فما انقذه هو حضور استاذ اسمه جرجيس ازمبارد الى القرية، وهو شاعر مبرز دفع ثمن غروره التهميش عندما تجرأ على انتقاد فولتير المدافع الكبير عن عظمة فرنسا. ازمبارد سيترك اثره الواضح على رؤية الشاعر الشاب وسيكتب قصائد مهمة منها 'اوفيليا' وهو الاستاذ الذي قاده الى نوع جديد من القراءة التي كانت في عين الكثيرين ممنوعة، والحقيقة ان ازمبارد وغيره من رفقة رامبو حتى لقائه بفرلين ساهموا في اطلاق المكبوت داخله، واخرجوا ثورته وتمرده، الذي نطق شعرا وكفرا وادى به الى الغيبوبة عن العالم والنبذ من الطبقة الادبية. كان رامبو بالطبيعة خجولا لكن لسانه كان ينطلق عندما يعاقر الخمر. واكتشف لاحقا المخدرات، وتأثر من خلال قراءته بالحشاشين، وكان يشرب الغليون. واضاف لكل هذا قراءة في الادب الممنوع لدرجة ان قيم المكتبة في قريته ضج منه وقال أنه كان يقرأ كتبا ممنوعة. ازمبارد كان غير قادر على ضبط الصف واصبح الطلاب ينادونه بزنجبار وهو الاسم الذي اشعل خيال الولد الشاعر وحلم يوما بزيارة الجزيرة الاستوائية لكنه تراجع عنه الحلم عندما كان في افريقيا. تحرير الشعر كان رامبو ابن المدرسة الرومانسية التي اعجب اكثر ما اعجب من ممثليها ببودلير. وكان ابن حركة الفن للفن، والتي نشر في مجلتها التي كان يحررها تيودر دي بانفيل عددا من قصائده، ومثلما كان عام 1870 فاصلا في تاريخه الشعري وتاريخ فرنسا وهو العام الذي اندحرت فيه قوات نابليون الثالث امام القوات البروسية، كان عام 1871 فاصلا فهو العام الذي انتهكت فيه عذريته على ايدي جنود استغلوا براءته وجماله، مما كان له اثره على حياته العاطفية القادمة. ويعتقد ان قصيدته 'القلب/ المعذب، المسروق، المهرج' هي حكاية عن تلك الحادثة مع ان نقادا يعتقدون انها كتبت لتصوير عذابه على فقدان رمز الاب ورحيله من البيت. لكن لقاءه بالشاعر فيرلين عام 1871 كان مفصليا اذ غير اللقاء معادلات الشاعر الاجتماعية ورؤيته وانطلق عبر الاستاذ الذي علمه الإفك ليكتشف ويستكشف كل نوازع الخطيئة داخله. كان فيرلين هو من قاد خطوات الفتى ولكن الرحلة ستجعله لاحقا مأسورا وهشا وضعيفا امام نزعات التلميذ الذي خرج عن الطوع. وتعتبر العلاقة في توتراتها وتقلباتها اشارة لانفكاك كل العقد لدى الشاعر الشاب. كان فيرلين لواطيا تاب وتعهد بالعيش مع زوجته المسكينة ماتيلد، لكنه عاد عن تعهده وبدأ حياته المزدوجة مع رامبو. وتأخذ العلاقة اكثر من صورة ووجه كانت باريس مسرحها وبلجيكا ولندن واماكن اخرى حيث كان الاثنان علامة على الخروج عن كل ما هو معروف. وفي الوقت الذي فك فيه الأستاذ لسان الاثم لدى التلميذ سيأخذ رامبو العلاقة الى اعلى مستوياتها تطرفا، يهين ويعتدي ويحاول ان يبعد الشاعر عن زوجته وفي داخل كل هذا نقرأ فصولا من الخطيئة والندم والرحلة مع الابداع والتوق للوصول للابدية. كان رامبو يؤمن في هذه المرحلة انه بالخطيئة والاثم يتم تحرر الانسان وتعانقه مع الابدية. ومن خلال هذا البحث كان رامبو يبحث عن طرق لتحرير الشعر من قيود الدين التي تراكمت عليه مع دخول المسيحية وتأثيراتها عليه. فالوثنية كانت تمثل احسن فترات الشعر نقاوة وطزاجة. في رحلة الضياع والكفر قدم رامبو اجمل اعماله 'السفينة الثملة' و'الاشراقات' التي تحمل في طياتها نزوعا ايمانيا وصوفية وروحا معذبة تسائل القدر الانساني ونهاياته وتطمح بالاتصال بالمطلق. الرحلة مع فيرلين يعتقد انها انتهت عام 1873 ومعها انتهت الرحلة الشعرية وبعدها انطلق الى العالم والواقع حيث كان ينوي السفر مع جيش المستعمرات الهولندي الى جاوة الاندونيسية ولكنه هرب منه في الطريق اليها، عند البحر الاحمر والصومال والحبشة وعدن. وعمل في اكثر من مهنة: كاتباً في شركة للبن، شيالا في البندقية، عاملا مفتول العضلات على متن سفينة سكر انكليزية، مغامرا في افريقيا، تاجر سلاح، مهربا في السويس او قاطع طريق. حياة متلونة كانت تراوح بين الهروب من القرية المنحوسة والعودة اليها فكلما المت به ملمة عاد الى القرية والى بيت الام الجامدة، ربما بحثا عن الحب المفقود، حتى في ايامه الاخيرة في المشفى سافر الى القرية بعد تكبد الصعاب كي يقضي اياما مع امه وشقيقته لكنه لم يقض الا اياما وعاد مرة اخرى للمشفى كي يموت فيه. ويلاحظ احد التجار الذين تعاون معهم رامبو جشع والدته التي خافت من ان يقوم التاجر بسرقة الصك المالي فقررت عدم الانتظار واودعته وحدها في المصرف قبل ان يصل الى الموعد. وبعد وفاته، اقترح الكاهن على الام جنازة تليق بالشاعر الا انها همست في ذهن الكاهن قائلة 'لا تعمل هيصة'. حياة مزدوجة لمتمرد نكتب كل هذا بمناسبة صدور كتاب ادموند وايت ' رامبو: الحياة المزدوجة لمتمرد' ومقدمة الكتاب هي المهمة لانها تحكي عن اكتشاف الكاتب في مراهقته للشاعر، حيث كان يقرأ اعماله اثناء نوم طلاب المدرسة الداخلية فيما كان يجلس الساعات الطويلة في حمام المدرسة يحلم ويقرأ رامبو. فقد اكتشفه عام 1956 عندما كان في السادسة عشرة من عمره فقد كان في مدرسة داخلية في مدينة ديترويت. وما جذبه الى الشاعر انه كان مثله 'مراهقا شاذا غير سعيد، يقتله الملل، ويعاني من احباط جنسي ويعيش كرها للذات لدرجة الشلل'. ومثل رامبو الذي حاول الهروب الى باريس اكثر من مرة كان يحلم بالهروب الى نيويورك. ولكن على خلاف رامبو كان وايت يفتقد العبقرية والشجاعة. السيرة التي يقدمها لنا وايت هي قصيرة خالية من الهوامش والفهارس ويبدو انها مقال طويل او رواية مطولة لان كاتبها روائي معروف وناقد. ومعظم الكتاب مكرس لعلاقة رامبو بفرلين التي استمرت نحو خمسة اعوام وتغطي انتاجه الشعري. والعلاقة المفتوحة بينهما التي انتهت بمحاولة فيرلين اطلاق النار على جلاده ثم يلاحق فيما بعد خطوات رامبو كدرويش في العالم انتهت كما اشرنا في مدينة هرر المسورة ومصر والاسكندرية ثم العودة النهائية. ما يراه الكاتب هنا وقاحة العلاقة بين الشاعر والشاعر وعلى الرغم من العلاقة الشاذة بين رامبو وفيرلين الا ان الكاتب يعتقد انه من الصعوبة بمكان التعامل مع رامبو كشاعر شاذ. اخيرا نذكر ان رمسيس عوض في كتابه 'الثالوث المحرم: وايلدـ رامبو وفيرلين'/ دار الهلال 1994 كتب هذا الوصف في رامبو حيث قال 'اذا قلت عنه أنه شيطان رجيم فأنت من الصادقين وان قلت انه صوفي يسعى الى النورانية والشفافية الروحية فأنت من الصادقين' وهو يصف حياة الشاعر ورحلته الشعرية القصيرة وتجوله في العالم.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:00 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-8666.htm