الإثنين, 26-يناير-2009
الميثاق نت -  سالم باجميل -
الأنباء التي تناقلتها الصحافة في مطلع الاسبوع الحالي حول اتفاق الحركة السياسية اليمنية كانت بالنسبة لي ولأمثالي من المواطنين البسطاء أكثر من سارة لأننا نؤثر التوافق والوئام على التفرق والخصام ولو أن ارسططاليس قد قال فيما مضى لأفلاطون وتلاميذه لتهدئة نعار‮ ‬الجدل‮ ‬المتحزب‮ ‬للأشخاص‮ ‬بصرف‮ ‬النظر‮ ‬عن‮ ‬الحقائق‮ ‬والوقائع‮ ‬أعلموا‮ ‬أن‮ ‬
‮ ( ‬افلاطون‮ ‬حبيب‮ ‬إليّ‮ ‬ولكن‮ ‬الحقيقة‮ ‬أحب‮ ‬إليّ‮ ‬منه‮ ).‬
اما الحقيقة التي اراها من موضعي في الوطن اليمني الشديد في بساطته أن اطراف الحركة السياسية في مسيس الحاجة إلى تهدئة الخطاب السياسي والإعلامي الجامح في دعائيته و عدم موضوعيته من جهة وإلى ايجاد فترة تفاهم وتفهم فيما بينها حتى تعي حسابات الحقل والبيدر قبل‮ ‬حلول‮ ‬موسم‮ ‬الحصاد‮ ‬كي‮ ‬تحدد‮ ‬حسابات‮ ‬الربح‮ ‬والخسارة‮ ‬بالنسبة‮ ‬إلى‮ ‬الوطن‮ ‬والشعب‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬البقعة‮ ‬من‮ ‬العالم‮ .‬
الحقيقة ان ليس هناك مشكلة في تأجيل الانتخابات النيابية لدى المؤتمر الشعبي العام إذا رأت الحركة السياسية اليمنيه الحاكمة والمحكومة صحة وصواب ذلك القرار وتراضت وتوافقت عليه منعاً للأبتزاز السياسي والادعاء الفارغ عن ان الأوضاع عصية على الوفاء بالاستحقاق‮ ‬الديمقراطي‮ ‬المتمثل‮ ‬بالانتخابات‮ ‬البرلمانية‮ ‬لعام‮ ‬2009م‮ ‬لما‮ ‬يسودها‮ ‬من‮ ‬مشكلات‮ ‬متخيلة‮ ‬في‮ ‬اذهان‮ ‬البعض‮ ‬من‮ ‬اطرافها‮ .‬
> أصدقك القول عزيزي قارئ صحيفة »الميثاق« انني فرحت للأنباء المسربة أو غير المؤكدة حتى الأن عن اتفاق الاحزاب في اليمن كما يفرح اطفال بلادنا وكل بلاد العرب والمسلمين بحلول العيد حتى ولو كانوا لا يملكون فوق اجسادهم إلاّ طمارات بالية ومهلهة من الملابس.. وغرقت في غمار السعادة المتوهمة الكامنة في تفاصيل تلك الأنباء الآنفة الذكر وشعرت بالفخر والإعتزاز بالانتماء إلى الوطن الذي يجد فيه رجال متحزبون وحكماء وعقلاء يعبرون خلافاتهم واختلافاتهم إلى حيث يرغبون ولا تأخذهم إلى حيث لا يرغبون .
> بعد اطلاعي على تفاصيل انباء ما يسمى بالتوافق المبدئي المزعوم بين أطراف الحركة السياسية بشأن تأجيل الأنتخابات البرلمانية لعام 2009م وجدت نفسي وانا أسبح في تيار عارم من الأحساس الوطني والانساني المراوح بين التكذيب والتصديق.. أتمنى من كل قلبي وعقلي أن تكون‮ ‬صادقة‮.. ‬حيث‮ ‬لا‮ ‬شيء‮ ‬أكبر‮ ‬وأعظم‮ ‬من‮ ‬توافق‮ ‬أبناء‮ ‬اليمن‮ ‬على‮ ‬مسارات‮ ‬السياسة‮ ‬في‮ ‬الحاضر‮ ‬والمستقبل‮.‬
قال‮ ‬أمير‮ ‬الشعراء‮ ‬أحمد‮ ‬شوقي‮ :‬
1‮- ‬النصح‮ ‬متهم‮ ‬وان
‮ ‬نثرته‮ ‬كالدُّر‮ ‬الشفاه‮ ‬
2‮- ‬أذن‮ ‬الفتى‮ ‬في‮ ‬قلبه‮ ‬
حيناً،وحيناً‮ ‬في‮ ‬نهاه‮.‬
أما انباء التوافق المبدئي بين أحزاب بلادنا إذا صح فانها تعبر الآذان والعقول في آن واحد بلا استئذان.. حيث إن الأقوال والأفعال أنما تأخذ أهميتها لدى الناس افراداً وجماعات من مدى ما تعكسه من فوائد معنوية ومادية عليهم .
> شاءت الأقدار ان نكون معاصرين وفاعلين ومنفعلين.. في معاصرتنا للخطاب السياسي الإعلامي الوحدوي والديمقراطي اذا جاز لنا التعبير الذي تسوقه أطراف الحركة السياسية على الجماهير اليمنية.. ولفت انتباهنا ذلك الكم الهائل من الدعاية السياسية الذي يحتويه.. والتغيب‮ ‬المنظور‮ ‬للتوعية‮ ‬الوطنية‮ ‬والديمقراطية‮ ‬فيه‮.. ‬ولا‮ ‬يسألن‮ ‬أحد‮ ‬احداً‮ ‬عن‮ ‬مدى‮ ‬الضرر‮ ‬والاذى‮ ‬الذي‮ ‬ألحقه‮ ‬بالوطن‮ ‬والشعب‮ .‬
> لكل ما تقدم فأننا نتطلع إلى ان يسمح التوافق المبدئي المرجو بين الأحزاب في الوقت الذي ندعو فيه ان يكون توافقاً نقدياً لمضامين خطاب الصراع من أجل الصراع الذي بات يهدد الوحدة الوطنية والديمقراطية والتعددية الحزبية والسياسية والشعب والوطن بالخراب.
‮> ‬وكلنا‮ ‬ثقة‮ ‬في‮ ‬أن‮ ‬يجد‮ ‬رجال‮ ‬الأحزاب‮ ‬سبلاً‮ ‬لائقة‮ ‬لخدمة‮ ‬الوطن‮ ‬والشعب‮.. ‬وان‮ ‬يتناسوا‮ ‬خلافاتهم‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬المصالح‮ ‬الوطنية‮ ‬العليا‮ ‬التي‮ ‬وجدت‮ ‬احزابهم‮ ‬في‮ ‬الواقع‮ ‬والتاريخ‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬الحفاظ‮ ‬عليها‮ ‬وصيانتها‮.‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:36 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-8748.htm