الميثاق نت -

الإثنين, 26-يناير-2009
كلمة "الميثاق" -
إجراء الانتخابات النيابية في موعدها 27 ابريل 2009م استحقاق دستوري وطني غير قابل للمساومات في بورصة التداول السياسي بين القوى الحزبية وسعي البعض تأجيل هذا الاستحقاق لا يمكن فهمه الا في سياق مسارات هذه القوى المعادية للديمقراطية والتعددية في أهم تجسيدات تعبيراتها المتمثل بالتداول السلمي للسلطة من خلال الاحتكام لصناديق الاقتراع في انتخابات تنافسية شفافة حرة ونزيهة تحقق إرادة الشعب في حكم نفسه بنفسه.. من هذه الإرادة ينبثق البناء المؤسسي الديمقراطي للدولة اليمنية الموحدة الحديثة..
من هنا فإن الحيلولة دون إجراء الانتخابات البرلمانية ليس مجرد تغير في التوقيتات والمواعيد ولا هو مجرد تلبية لرغبة مجموعة من القيادات الحزبية في لقاء المتناقضات، لكن عملية التأجيل تأتي في اتجاه مخطط مشبوه يهدف الى أخذ الوطن الى أتون الفوضى بزعزعة الأمن والاستقرار‮ ‬وضرب‮ ‬الوحدة‮ ‬الوطنية‮ ‬بتعميق‮ ‬النزعات‮ ‬الضيقة‮ ‬المناطقية‮ ‬والقبلية‮ ‬والمذهبية‮ ‬والقروية‮.. ‬
وحتى لا يفسر ما ذهبنا اليه أنه كلام يصب في مجرى التجاذبات والسجالات السياسية للأحزاب ندعو الى متابعة أنشطة وممارسة تلك القوى التي أضحت اليوم واضحة ومكشوفة لأبناء شعبنا ، فهي تثير الفتن وتشعل الحرائق وتفتعل الأزمات لتعود وتوظفها لبلوغ غاياتها وتحقيق مآربها الحزبية والشخصية الضيقة وهذا واضح في اشتراطاتها التي طرحتها مؤخراً لمبررات تأجيل الانتخابات والتي نتبين فيها حقيقة أحزاب المشترك.. والمتصورة أن استقواءها بالخارج سيوصلها الى مبتغاها في لي عنق الديمقراطية واحداث اختراق في أسس النظام السياسي بمخالفة الدستور والقانون، ومن ثم تحويل افتراءاتها الى حقائق مؤكدة من خلال قبول الطرف الآخر بها في ظروف تجعل تأويل هذا القبول وكأنه دليل قوة تأثير هذه الاحزاب وقدرتها السياسية على إجبار المؤتمر الشعبي العام الخضوع لإرادتها خارج سياق أي حوار أو تفاهم ينطلق من الحرص على الوطن‮ ‬ومصلحة‮ ‬أبنائه‮ ‬ووحدتهم‮ ‬الوطنية‮ ‬وتجربته‮ ‬الديمقراطية‮.. ‬لذا‮ ‬كان‮ ‬الاخ‮ ‬الرئيس‮ ‬حاسماً‮ ‬في‮ ‬تأكيد‮ ‬أن‮ ‬الانتخابات‮ ‬البرلمانية‮ ‬ستجرى‮ ‬في‮ ‬موعدها‮.‬
جاء ذلك في استقباله بالوزير البريطاني مايكل فوستر يوم أمس الأول مؤكداً أن الديمقراطية خيار وطني ومن غير المقبول الاستقواء بالخارج والإيحاء بأي شكل من الاشكال أنها صارت تخضع للإملاءات الخارجية.. مشدداً أن تأجيل الانتخابات البرلمانية سوف يفتح الباب واسعاً للمزيد من افتعال الأزمات والدفع بالوطن باتجاه الخيارات الشمشونية لأحزاب اللقاء المشترك وهي هدم المعبد على رؤوس الجميع ويكون الثمن الارتكاس بالتجربة الديمقراطية.. لكن المغامرة بالوطن وبحاضر ومستقبل ابنائه، يوجب وطنياً وديمقراطياً إجراء الانتخابات النيابية في‮ ‬موعدها‮ ‬لأن‮ ‬ذلك‮ ‬سوف‮ ‬يقطع‮ ‬الطريق‮ ‬أمام‮ ‬كل‮ ‬المحاولات‮ ‬التي‮ ‬يسعى‮ ‬المشترك‮ ‬من‮ ‬خلالها‮ ‬الى‮ ‬استبدال‮ ‬الأمن‮ ‬والاستقرار‮ ‬والتنمية‮ ‬والديمقراطية‮ ‬بالدمار‮ ‬والخراب‮ ‬والفوضى‮ ‬والشمولية‮.‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 01:08 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-8759.htm