الثلاثاء, 27-يناير-2009
مستشار أول/ فايز عبدالجواد -
هذا هو ما يتسم به دوماً الموقف اليمني الذي أهم ما يميزه هو ذلك الاتساق والتناغم بين المواقف الرسمية والشعبية والتي دوماً كانت تصب في إطار المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني وقضيته.. فلقد كانت مواقف القيادة السياسية اليمنية وعلى رأسها فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح ومنذ اليوم الأول للعدوان الغاشم على أهلنا في قطاع غزة بل والهم الرئيس لهذه القيادة هو وقف العدوان وحماية الشعب الفلسطيني ودعم صموده.. ولقد كانت هذه المواقف القومية الاصيلة ومازالت تنطلق من صدق الانتماء للأمة العربية حيث والشعب الفلسطيني هو‮ ‬مكون‮ ‬رئيس‮ ‬من‮ ‬مكوناتها‮.‬
إن التوظيف الحقيقي للدور الفاعل والبناء الذي اتخذته القيادة اليمنية وعلى رأسها فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح كان لدعم صمود شعبنا الفلسطيني في وجه هذا العدوان الاسرائيلي الغاشم والذي لم يرحم طفلاً أو شيخاً أو امرأة ومن يقل غير ذلك فهو يجافي الحقيقة الساطعة لأصالة اليمن قيادة وحكومة وشعباً خاصة وأن اليمن بزعامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح، استطاع ومن خلال سلسلة المواقف والإجراءات الفاعلة على الأرض أن ينقل اليمن من كونه داعماً لصمود شعبنا الى شريك في هذا الصمود وجعل كل اليمن تقف على تخوم غزة بل وفي عمقها تآزر وتدعم أبناء شعبنا الذين بذلوا دماءهم الزكية في مواجهة هذا العدوان، وليس أدل على ذلك على سبيل المثال لا الحصر تلك الخطوة ذات الأثر الكبير في نفوس أبناء شعبنا والتي تمثلت بالتواصل الحي عبر الهاتف بين أبناء اليمن الاصيل وأبناء غزة طيلة أيام الحرب، يواسونهم ويبلسمون جراحهم ويقولون لهم لستم وحدكم نحن معكم وكل اليمن معكم، وهي كانت ترجمة حقيقية لنيل الهدف المتمثل في دعم الشعب الفلسطيني وصموده بعيداً عن التجاذبات السياسية وتوظيف الدم الفلسطيني لمآرب أخرى.
بل إن اليمن وفي إطار دعمه لصمود شعبنا وانطلاقاً من إيمانه العميق بأهمية وحدة الصف الفلسطيني، الذي هو جزء من وحدة الصف العربي بقي حريصاً على العمل من أجل وحدة الصف الفلسطيني ورأب الصدع الفلسطيني يقيناً منه بأن هذه الصدع كان ومازال هو الورقة السوداء التي تستغلها اسرائيل في تدمير شعبنا وممارسة كل الجرائم بحقه.. ومن هنا كانت تلك المبادرة اليمنية الشجاعة والتي تم تبني أولاها في القمة العربية من أجل أن تكون الركيزة الأساسية لرأب الصدع وإعادة اللحمة خاصة وأنها جاءت منطلقة من الفهم العميق لحقيقة الوضع الفلسطيني ونتاج‮ ‬خبرة‮ ‬طويلة‮ ‬في‮ ‬معالجات‮ ‬مشاكل‮ ‬وقضايا‮ ‬تتعلق‮ ‬باليمن‮ ‬وجيرانه‮ ..‬أشير‮ ‬بالبنان‮ ‬لحنكة‮ ‬اليمن‮ ‬ورئيسه‮ ‬في‮ ‬معالجتها‮ ‬بالحكمة‮ ‬والعقل‮..‬
لذلك فإننا نؤكد على أصالة ونبل هذه المواقف الشجاعة لليمن قيادة وحكومة وشعباً ونثمن عالياً هذه الجهود المحمودة والتي تنطلق من الحرص على وحدة الصف الفلسطيني والمصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني وهذا هو ديدن اليمن في ظل القيادة السياسية الحكيمة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح الذي سعى دوماً لتحقيق حلم الأمة في التوحد فكان هو صانع الوحدة اليمنية المباركة التي كانت بمثابة النجم الذي أضاء ليل هذه الأمة وبعث الأمل في نفوس أبنائها وفي المقدمة منهم شعبنا الفلسطيني الذي استلهم دوماً صموده في مثل هذه المواقف اليمنية الشجاعة والتي اتسمت بالرؤى الموحدة والابتعاد عن التجاذبات السياسية والاقليمية التي حاولت وتحاول أن توظف الورقة الفلسطينية والدم الفلسطيني لأجندتها الخاصة، فكان قرار فخامة الاخ الرئيس هو قرار الاجماع العربي في الذهاب لقمة الكويت حرصاً منه على وحدة الصف العربي‮ ‬التي‮ ‬قدمت‮ ‬لأجلها‮ ‬اليمن‮ ‬العديد‮ ‬من‮ ‬الرؤى‮ ‬والمبادرات‮ ‬لتحقيقها‮..‬
ولقد كانت كلمة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح في تلك القمة مفعمة بالصدق والصراحة والوضوح حيث كان أبرز ما جاء فيها قوله أمام الزعماء العرب.. »لايجوز أن نقول لأبناء الشعب الفلسطيني ضحوا ونحن من ورائكم« وما لهذه الكلمات من دلالات قوية وواضحة حول ما ينبغي فعله لدعم‮ ‬الشعب‮ ‬الفلسطيني‮ ‬بعيداً‮ ‬عن‮ ‬الانتهازية‮ ‬واستغلال‮ ‬الدم‮ ‬الفلسطيني‮ ‬للمزايدة‮.‬
فشكراً لليمن وشعبها وشكراً لرئيسها فخامة الاخ علي عبدالله صالح ، فلقد كنتم اصحاب المواقف الشجاعة والصادقة معنا وكنتم ومازلتم السياج الحامي للقضية الفلسطينية والمصلحة العليا لشعبنا ..ونقول لكم معاً وسوياً حتى الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف‮ ‬بإذن‮ ‬الله‮..‬

‮❊ ‬القائم‮ ‬بأعمال‮ ‬سفارة‮ ‬دولة‮ ‬فلسطين‮ ‬بالإنابة
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 01:25 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-8765.htm