الميثاق نت -
اعترف صندوق لجمع الاستثمارات معروف بتكتمه الشديد بانه خسر اكثر من 350 دولار من اموال زبائنه واموال مديريه في سياق تداعيات عملية الاحتيال الاكبر بالتاريخ التي قام بها برنارد مادوف المدير السابق لبورصة ناسداك الامريكية.
فبعد صمت استمر ستة اسابيع قال جاك راوبر، رئيس صندوق التحوط اوريغا انترناشيونال ادفايزرز واكبر المساهمين فيه، ان صندوقه المسجل في جزر فيرجن البريطانية خسر اكثر من 400 مليون فرنك سويسري (350 مليون دولار) كانت مستثمرة في صندوق امريكي لجمع الاستثمارات هو فيرفيلد سنتري والذي قام بدوره بتحويلها مع كل اموال المستثمرين التي جمعها (فيرفيلد) الى الشركة التي كانت يديرها برنارد مادوف، والتي تبين فيما بعد انها لم تكن سوى صندوق احتيال هرمي (بونزي) يدفع للمستثمرين القدامى ارباحا وهمية هي في حقيقتها اموال المستثمرين الجدد المنضمين للصندوق.
وكان مادوف قد اعترف للسلطات ـ عن طريق ابنيه ومعاونيه بالشركة ـ الشهر الماضي ان صندوقه لم يكن سوى كذبة كبيرة وانه تسبب في خسارة خمسين مليار دولار من اموال المستثمرين مما يجعل عملية الاحتيال التي قادها الاكبر بالتاريخ.
وكانت بنوك ومؤسسات مالية عالمية اعلنت منذ انكشاف فضيحة الاحتيال عن خسائرها التي تفاوتت بين 7.5 مليار دولار لصندوق فيرفيلد سنتري الامريكي الذي يديره صديق شخصي لمادوف يقول انه كالآخرين ضحية من ضحايا الاحتيال، وبين بضع مئات آلاف من الدولارات هي حصيلة ادخار اعوام طويلة من الجهد والعمل لاناس عاديين اغرتهم العائدات الكبيرة التي كان مادوف يقول انه يحققها للمستثمرين في صندوقه.
وبين البنوك العالمية التي خسرت مبالغ كبيرة من اموالها واموال المستثمرين - الذين نصحتهم بالاستثمار في صناديق كانت بدورها تستثمر مع برنارد مادوف - بنك سانتاندير الاسباني (3.2 مليار دولار) واتش.اس.بي.سي (مليار واحد) وبنك ميديتشي السويسري الخاص (2.1 مليار) ومصرف يونيون بانكيز السويسري الخاص (700 مليون).
الى جانب هؤلاء هناك مئات البنوك والمؤسسات المالية وصناديق الاستثمار والافراد والمنظمات الخيرية والاجتماعية خسرت مقادير مختلفة من المال في هذه العملية الاحتيالية التي اطلقت الكثير من التساؤلات والشكوك حول مصداقية البنوك وصناديق الاستثمار التي نصحت عملاءها بالاستثمار مع مادوف، ومدى دقتها في حماية اموال زبائنها ومراقبة كيف تدار. يذكر ان صندوق اوريغا آخر الضحايا الذين اعترفوا بخسارتهم يحيط اعماله بجدار من السرية. ولا يعرف عنه الكثير.
وتقول اوريغا انترناشيونال ادفايزرز على موقعها الالكتروني ان من بين زبائنها مستثمرون مؤسساتيون وافراد لديهم ثروات كبيرة.
ولم تنشر الشركة اية معلومات حول هوية المؤسسات او الاشخاص الذين خسروا اموال بسبب احتيال مادوف. لكن يعتقد ان بينهم عرب ذلك لان احد البنوك العربية كان يقوم بتسويق صندوق اوريغا في عدد من البلدان التي له وجود فيها بينها الخليج العربي. غير انه لم يعلن عن ذلك لغاية الآن اسوة ببقية البنوك التي خسرت او تسببت في خسارة اموال بسبب الفضيحة.
وكانت اعداد كبيرة من المستثمرين الذين خسروا اموالهم بالاحتيال قد بدأوا برفع دعاوى قضائية على البنوك او الصناديق الاستثمارية التي قادتهم بالنهاية الى مشروع استثماري تبين لاحقا انه احتيالي من البداية للنهاية. وبين هؤلا عدد من كبار اثرياء اليهود الامريكيين خصوصا الذين تم اجتذابهم الى مصيدة مادوف الذي كان نشيطا جدا في اوساط الجالية اليهودية التي هو احد اعيانها الكبار