عبد الله الصعفاني -
أنت في عدن في زيارة قصيرة.. أمامك خياران لا ثالث لهما.. إما أن تستجيب لنداء المهمة التي جئت من أجلها فتكون جزءاً من جلسة قات يقال فيها من الكلام ما لا تحب أن يفوتك.. أو أن تغادر المكان إلى البحر وتفقد فرصة اللقاء مع رواد المقيل.. إعلاميون ورجال أعمال.
بعد ظهر الإثنين الماضي.. شاركت الزملاء جلسة مقيل في قاعة مطلة على شاطئ عدن.. رفعت شعار «ياقلب مقسوم نصفين».. عين على الوجوه وهي تناقش قضايا اقتصادية ومعيشية مهمة وعين على أمواج البحر وهي تنكسر على أحجار الشاطئ ولسان حالها.. متى يروق لكم عطاء البحر.
< هي معادلة صعبة أن تجمع بين متابعة النقاش الجاد في مكان مفخخ بالقات وبين أن تدير حواراً مؤجلاً مع البحر.. تهمس له.. تنصت إلى فكرة حالمة أو إحساس رومانسي افتقدته.
< كان حوار المقيل مفيداً.. مركزاً اشترك فيه من يمضغ القات ومن يستعين على متطلبات التركيز بأقداح الشاي.. ولكن.. اعترف.
كنت حزيناً.. لأنني شاهدت البحر من وراء زجاج ولم ألمسه، اشتريت خيوط دخان المقيل بنسمات هي النقاء.
وحزين لأن وقفة على شظايا أمواجه المتكسرة تكفي لإزالة ما علق بالنفس من توتر أو شحنات كهربائية يفرضها إيقاع الحياة.. وهو ما لم يتحقق.
< هل أقول بأنني تمنيت لو أن المضيفين استبدلوا كرم القات برحلة بحرية من ساعة زمن.. لو فعلوا.. لغضب ثلاثة أرباع الزملاء..
ما كل ما يتمنى الزائر لعدن يدركه.. يأتي المقيل بما لا يشتهيه البحر.. وعشاق البحر !! مع الاعتذار للتحريف المخل.
عن: "الجمهورية"