الأحد, 08-فبراير-2009
الميثاق نت - نجود..فتاةيمنية ابهرت العالم الميثاق نت -
أردت أن أقرضها ريشتي لكي تستطيع أن تحكي لنا قصتها وهذا بعد أن مرت بكابوس أثناء زواجها تختفي هناك رسالة أمل .

نعم فنجود كان لديها قوة كبيرة لتتمرد على العادات التقليدية القاسية بعد أن أجبرت على الزواج من رجل في عمرالـ (30) سنة والذي تعرضت منه للاعتداء الجنسي والضرب .

ففي هذه المناسبة أود أن أعلن للقراء المهتمين بقصة نجود على هذه النافذة من صحيفة لوفيجارو عن قصة زواجها بالقوة ومن ثم طلاقها وهي في عمر الزهور (10) سنوات ورجوعها إلى المدرسة فالكتاب بعنوان "أنا نجود ذات العشر سنوات المطلقة" .

إنها أول فتاة يمنية امتلكت الشجاعة لتقول ( لا ) في بلد أكثر من نصف الفتيات يتزوجن قبل عمر الثامنة عشر وهي تحكي لنا مغامراتها البائسة لقد كسرت جدار الصمت وكسرت العادات ترى مما شجع فتيات في اليمن والسعودية ومصر وأفغانستان .

من الواضح جداً أنه من الصعب لفتاة صغيرة أن تحكي تجربتها الأليمة لذا فقد قمت بإصدار هذا الكتاب ليعبر عن رغبتها بذلك ومن أجل كتابة هذا الفصل توجب علي أن أقوم بثلاث زيارات لليمن .

حاولت أثناءها أن أتكيف مع عاداتها ورغباتها لقد تكلمنا كثيراً عنها لكن نادراً ما نكون مسرورين من عمل رسومات من اللعب بالأرجوحة للذهاب لأكل البيتزا أحياناً : لم تكتفي نجود بالأسئلة التي أطرحها عليها فهي نفسها التي التي كانت تريد أن تروي ما جرى لها وإثارة الحلم التي كانت تحلم به والرغبة الخاصة بها فجأة تخطر ذكرى لها ونحن خارجين من حوارات مطولة لتبحر بنا إلى عالمها الخاص لقد قرأت كتاب ( الأمير الصغير ) لأول مرة بعد أكثر من عشرين سنة من إصداره.

في المحكمة حيث امتلكت الشجاعة لتلجأ إلى الطلاق في أبريل 2008م حاولت أن أضع نفسي في شموخها ولو لمدة ساعة جلست القرفصاء في الباحة لألمح في مستواها الضجيج الحشد من ذهاب وإياب مستمر .

رجعنا سوياً إلى الوراء قليلاً من أجل أن نرى مدرستها القديمة وعمها وعائلتها وعمتها ( المرأة الثانية لأبيها التي شجعتها للذهاب إلى المحكمة ) في يوم من أيام الإقامة ذهبنا إلى قريتها التي ولدت فيها وفي الطريق كنا نغني أغاني للفنانة هيفاء نجمة موسيقى البوب اللبنانية المرغوبة لدى الشباب اليمني حين الوصول إلى الوجهة بعد ساعات طويلة في الطريق بللنا أرجلنا في بركة الخردجي بعد ذلك قمنا بزيارة منزل عائلة زوج نجود، فإذا كانت نجود قد ربحت يجب أن نتذكر أن هذا كان بفضل دعم مثالي من القضاة المتيقظين الذي أخذوا على عاتقهم هذه القضية من البداية وأيضاً بفضل مكافحة وصمود محاميتها شذى ناصر ( شيرين عبادي اليمن ) إنها إمراة مثالية التي وافقت على الدفاع عنها دون أي مقابل مادي والتي صمدت حتى النهاية معها .

منذ طلاقها في شهر أبريل 2008م كان هناك فتاتان أخريتان وهم أروى وريم بدأن نفس الإجراءات في اليمن، وفي المملكة العربية السعودية كان هناك طلب للطلاق رفع إلى المحكمة من فتاة تبلغ من العمر (8) سنوات تزوجت برجل في الخمسينات وإلى الآن قضت المحكمة لصالح الأب والزوج فنضال المرأة لنيل أكثر حقوق أكثر ما زال إلى الآن طويلاً لكن التاريخ كان له الفضل في إعادة النظر في النفقات ومناقشة هذا الموضوع الحساس .

إن عائدات هذا الكتاب الذي سيفتح له حساب في البنك سيكون هذا الحساب باسم نجود وعائداته لها فمن الواجب مساعدتها للعودة لمواصلة دراستها لتصبح محامية حسب رغبتها ويمكن أن تبني لها مكان للدفاع عن مثل هذه القضايا .

إلى الآن عادت للسكن مع والديها لإنعدام المأوى ونأمل أن يتمكنوا من الاستفادة من هذه التجربة ويعملون على تشجيعها للعودة إلى المدرسة لكن لسوء الحظ إنها ما زالت ضعيفة للغاية وتحت الضغط الأبوي لقد أجبرت أن تبعد عن المحامية شذى المرأة الرائعة حتى الآن وهذا أمر مؤسف .

فأحياناً بحتاج والدها لتعلم بعض الدروس فلقد علمت أن والدها كان يتفاوض مع الأجانب في صنعاء لمنح مقابلة معها وبالأمس باعها إلى رجل أكبر منها واليوم يبيعها على وسائل الإعلام نأمل أن تمتلك الشجاعة وتجعل من نفسها إمراة حرة ونأمل أن تنال فترة راحة .

لأن هذا كان حلماً قبل كل شيء بالنسبة لها نأمل أن يجعل منها فتاة جميلة مثل الآخرين كما قالت ونتمنى لها حظاً طيباً .

بقلم/ Delphine Minoui
ترجمة عماد طاهر*
المصدر / صحيفة لوفيجارو الفرنسية
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 27-ديسمبر-2024 الساعة: 01:06 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-8926.htm