الميثاق نت -

الإثنين, 09-فبراير-2009
محمـــد‮ ‬انعـــم‮ -
نعاني‮ ‬من‮ ‬الفقر‮.. ‬من‮ ‬الفساد‮.. ‬من‮ ‬الجهل‮.. ‬من‮ ‬الكذابين‮.. ‬من‮ ‬المنافقين‮.. ‬من‮ ‬التقطع‮.. ‬من‮ ‬التهرب‮ ‬الضريبي‮ ‬والجمركي‮.. ‬من‮ ‬شحة‮ ‬المياه‮.. ‬من‮ ‬تصحر‮ ‬الأراضي‮ ‬الزراعية‮.. ‬من‮.. ‬من‮.. ‬إلخ‮..‬
إذاً المطلوب منّا ألا نتحول الى مجرد منشدين للمآتم ونظل نتضرع الى الله أن يمدد اقامة عزرائيل أو يعطيه اقامة دائمة في اليمن.. بل لابد أن نبحث عن حل لهذه المشاكل وغيرها بطريقة تعبر عن الحرص والحب الحقيقي الذي نكنه لإنساننا اليمني ووطننا الغالي.
إن‮ ‬توظيف‮ ‬معاناة‮ ‬بعض‮ ‬المواطنين‮ ‬واستغلالها‮ ‬كبرشورات‮ ‬لدعاية‮ ‬حزبية‮ ‬عمل‮ ‬مقيت‮ ‬يكشف‮ ‬أن‮ ‬حزب‮ ‬الاصلاح‮ ‬تحديداً‮ ‬ينتهك‮ ‬حقوق‮ ‬الانسان‮ ‬في‮ ‬بلادنا‮ ‬بطريقة‮ ‬سافرة‮.‬
فإذا كانت كل تلك المشاكل والظواهر التي أشرنا اليها تدركها الدولة وشخَّصها البرنامج الانتخابي لفخامة الأخ رئيس الجمهورية إذاً لا حاجة للتشهير بالمواطنين الضعفاء والبسطاء من قبل اعلام حزب الاصلاح الذي يستقصد نشر صور أولئك الناس الأبرياء للشماتة بهم والمتاجرة‮ ‬بصورهم‮ ‬دون‮ ‬إذن‮ ‬منهم‮ ‬ليس‮ ‬بهدف‮ ‬انتشالهم‮ ‬من‮ ‬مستنقع‮ ‬الفقر‮ ‬الغارقين‮ ‬فيه‮.. ‬وإنما‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬تحقيق‮ ‬مكاسب‮ ‬حزبية‮ ‬رخيصة‮ ‬وبأساليب‮ ‬دنيئة‮.‬
إن تعاليم ديننا الاسلامي وعادات وتقاليد شعبنا وأخلاقيات الصحافة تحظر ذلك.. والمؤسف جداً أن تظل المنظمات المدنية المعنية بالدفاع عن حقوق الانسان صامتة عن هكذا استغلال بشع لمعاناة بعض الناس دون أن تنبري للدفاع عن أمثال هؤلاء المستضعفين في الأرض لأن اتباع مثل‮ ‬هذه‮ ‬الأساليب‮ ‬يؤكد‮ ‬تجرد‮ ‬الاصلاح‮ ‬من‮ ‬أي‮ ‬أحاسيس‮ ‬أو‮ ‬مشاعر‮ ‬دينية‮ ‬وانسانية‮.‬
إن قضية الفقر لا تحل بهذه الاساليب الرخيصة أبداً.. ويدرك الجميع أن الفقر مشكلة يمنية منذ القدم، والجوع ظل قروناً احد أبناء الأسرة اليمنية، ولا ينكر هذا الناس الصادقون خلافاً أن الأرزاق بيد الخلاق ولم يؤتمن عليها حتى الانبياء عليهم السلام.
ولهذا ننبه الى خطورة الخطاب التضليلي الاعلامي والسياسي الذي تتبعه أحزاب اللقاء المشترك في تناولها لهذه القضية أو غيرها من الظواهر المشار اليها آنفاً.. كون هذا الخطاب المرضي لا يقدم حلولاً تساعد على التخفيف من مرارة الحياة وضنك العيش الذي يواجهه الآلاف من أبناء مجتمعنا، وانما يسعون من ورائه لتحقيق مطامع سياسية ومصالح خاصة وتنفيذ اهداف مشبوهة ومنها زيادة حجم رقعة الاعاقة بين الاسوياء من سليمي العقل والبدن عبر اغراق الشباب في اعماق ثقافة الاتكالية أو رميهم بكل قسوة وسط لجج من اليأس والاحباط اللذين لا علاج لهما‮ ‬أبداً،‮ ‬خلافاً‮ ‬لاشاعة‮ ‬اساليب‮ ‬الدجل‮ ‬والتضليل‮ ‬في‮ ‬المجتمع‮.. ‬لتدمير‮ ‬جسور‮ ‬المحبة‮ ‬والثقة‮ ‬والألفة‮ ‬بين‮ ‬اعضاء‮ ‬المجتمع‮.‬
لقد حثنا ديننا الاسلامي على العمل.. بل إن كل النظريات الاقتصادية الحديثة ومعها كل قواعد المعرفة القروية البسيطة تؤكد أن التخلص من الفقر والفساد والبطالة وغيرها من الأمراض الاجتماعية لا يمكن أن يكون عن طريق الضمان الاجتماعي وانما عن طريق العمل والانتاج لأن توزيع‮ ‬هذه‮ ‬المعونة‮ ‬بطريقة‮ ‬عشوائية‮ ‬تفاقم‮ ‬من‮ ‬مشكلة‮ ‬الفقر‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬زيادة‮ ‬اعداد‮ ‬الاتكاليين‮ ‬والكسالى‮ ‬من‮ ‬عام‮ ‬لآخر‮.‬
حقاً إننا نعاني فعلاً من خطاب حزبي مفلس وتخريبي ايضاً ونجد ذلك بأنموذج خطاب المشترك في تعامله مع مثل هذه القضايا بسطحية وعدائية وعدوانية ايضاً واذا كنا نرفض استخدام صور الفقراء من الاصلاح، اذا كانوا يستخدمون ذلك نتيجة غبائهم المفرط فإن عداءهم للشعب يتضح لنا من خلال تعاملهم مع معونة القمح الاماراتية المقدمة لبلادنا فقد ظل خطاب الاصلاح خصوصاً والمشترك عموماً يستغلها لممارسة الدجل السياسي والتضليل بصورة مقززة.. وبلغ حقد هؤلاء الامراض الى درجة اشاعة الاكاذيب حول تقاسمها وبيعها للسوق السوداء.. فيما كانت الشحنة مازالت‮ ‬داخل‮ ‬اراضي‮ ‬دولة‮ ‬الامارات‮ ‬العربية‮ ‬المتحدة‮.‬
والكل يدرك أن الهدف من وراء تلك الاكاذيب هو حرص احزاب المشترك على حرمان الفقراء والمنكوبين في بلادنا من الحصول على المعونات من الاشقاء والاصدقاء مستقبلاً.. للأسف هذه الحقائق ليست بريئة اطلاقاً خصوصاً وأن الاصلاح يدعي أن لديه مشائخ وعلماء ليس في الذرة ولا في‮ ‬علوم‮ ‬الفضاء‮ ‬وانما‮ ‬في‮ ‬الدين‮ ‬والاقتصاد‮ ‬الاسلامي‮ ‬ودعاة‮ ‬ايضاً‮.‬
وهذا‮ ‬ما‮ ‬يؤكد‮ ‬أنهم‮ ‬يمارسون‮ ‬عملاً‮ ‬تخريبياً‮ ‬عن‮ ‬قصد‮ ‬وتعمد‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 06:43 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-8961.htm