الميثاق نت -

الأربعاء, 11-فبراير-2009
عبدالعزيز‮ ‬الهياجم‮ ‬ -
بعض‮ ‬الصحف‮ ‬الحزبية‮ ‬والأهلية‮ ‬تحاول‮ ‬اعادة‮ ‬البلد‮ ‬الى‮ ‬احتقانات‮ ‬المشهد‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬قائماً‮ ‬خلال‮ ‬الأزمة‮ ‬السياسية‮ ‬التي‮ ‬سبقت‮ ‬حرب‮ ‬صيف‮ ‬1994م‮.‬
فعلى سبيل المثال طالعتنا أسبوعية »الشارع« المستقلة في عددها الأخير الصادر السبت بموضوع في صدر صفحتها الأولى جاء فيه: »قالت إن الرئيس عقد معها صفقة للوقوف ضد المشترك مقابل اطلاق معتقليها وفتح المطارات: القاعدة تدعو انصارها في اليمن للاستعداد بالذخائر وحفر الخنادق‮«.‬
وجاء في التقرير: تحاول السلطة شن حرب جادة على الجهاديين في الشمال وتعتقد أن بإمكانها توظيفهم لإرهاب خصومها في المحافظات الجنوبية، راكنةً الى أنها مازالت تعيش أوضاع عام 94م وما قبله، حيث كان الحزب الاشتراكي عدواً جاهزاً تم بسهولة حشدالجماعات الاسلامية للوقوف‮ ‬في‮ ‬وجهه‮.. ‬اليوم‮ ‬تغيَّر‮ ‬الوضع‮ ‬لكن‮ ‬يبدو‮ ‬أن‮ ‬السلطة‮ ‬في‮ ‬صنعاء‮ ‬لم‮ ‬تفهم‮ ‬ذلك‮«.‬
ونشرت‮ ‬الصحيفة‮ ‬ذاتها‮ ‬ما‮ ‬قالت‮ ‬إنه‮ ‬تقرير‮ ‬صحفي‮ ‬أمريكي‮ ‬نُشر‮ ‬الاربعاء‮ ‬الماضي‮ ‬وجاء‮ ‬فيه‮ ‬ان‮ ‬الحكومة‮ ‬اليمنية‮ ‬سهلت‮ ‬حركة‮ ‬وتنقل‮ ‬المجاهدين‮ ‬حول‮ ‬العالم‮.‬
هذا‮ ‬فضلاً‮ ‬عن‮ ‬لقاءات‮ ‬وتقارير‮ ‬نشرتها‮ ‬عدد‮ ‬من‮ ‬الصحف‮ ‬الحزبية‮ ‬والأهلية‮ ‬اعادت‮ ‬من‮ ‬خلالها‮ ‬قيادات‮ ‬القاعدة‮ ‬ورموزها‮ ‬الى‮ ‬الواجهة‮ ‬وكأنها‮ ‬على‮ ‬وشك‮ ‬الخروج‮ ‬من‮ ‬القمقم‮.‬
ومثل هذه الحملة لا تختلف عن تلك التي روجت لها قيادات وصحافة الاشتراكي ومن معه خلال أزمة 1993م، والتي صورت للعالم أن نظام الرئيس علي عبدالله صالح وحزبه المؤتمر الشعبي العام هو حليف للأصولية الدينية وللقاعدة والجماعات الارهابية الأمر الذي جلب لليمن عداء الكثير‮ ‬من‮ ‬القوى‮ ‬الاقليمية‮ ‬والدولية‮.‬
واليوم وبعد فشل التحركات تحت مظلة الحراك الجنوبي وأزمة وأحداث صعدة وسيناريو اعاقة العملية الديمقراطية، بدأ التحريض يأخذ منحى جديداً بإعادة ملف القاعدة الى الواجهة أملاً في تحريض قوى اقليمية ودولية على النظام السياسي والسلطة وعلى الوطن ومصالحه العليا من أجل‮ ‬مكاسب‮ ‬ذاتية‮ ‬وحزبية‮ ‬تقتات‮ ‬على‮ ‬إبقاء‮ ‬الوطن‮ ‬في‮ ‬دوامة‮ ‬من‮ ‬القلق‮ ‬وعدم‮ ‬الاستقرار‮ ‬وخلق‮ ‬حالة‮ ‬من‮ ‬الشعور‮ ‬النفسي‮ ‬السيئ‮ ‬لدى‮ ‬المواطن‮.‬
وكأن‮ ‬هؤلاء‮ ‬الذين‮ ‬دائماً‮ ‬ما‮ ‬ينظرون‮ ‬الى‮ ‬الأمور‮ ‬بنظارات‮ ‬سوداء‮ ‬باتوا‮ ‬على‮ ‬أمل‮ ‬العمل‮ ‬على‮ ‬إلباس‮ ‬كل‮ ‬فرد‮ ‬عين‮ ‬نظارة‮ ‬سوداء‮ ‬للحيلولة‮ ‬بينه‮ ‬وبين‮ ‬كل‮ ‬أمل‮ ‬وكل‮ ‬حلم‮ ‬بالغد‮ ‬الأفضل‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:44 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-8987.htm