الخميس, 12-فبراير-2009
الميثاق نت - احمدالحبيشي يكتب عن تعاون اليمن والسعودية في مواجهة الارهاب أحمد الحبيشي -

شهدت الشهور الماضية حملات إعلامية منسقة قادتها صحافة أحزاب (اللقاء المشترك) التي يقودها حزب التجمع اليمني للإصلاح ، بهدف إبراز نشاط تنظيم (القاعدة) والإيحاء بأنّه يتمتع بملاذٍ آمن في اليمن، حيث تسابقت الصحف المعارضة على إجراء المقابلات واستصدار التصريحات من قادة هذا التنظيم الارهابي الدموي الذي يلاحقه المجتمع الدولي ،
وتطارده الدول العربية وبضمنها اليمن .. وكان لافتًا للنظر ذكر أسماء وصور قادة التنظيم والإعلان عن عمليات يهددون وينذرون بارتكابها بعيدًا عن الألقاب الحركية والصور الملثمة.
وتتويجًا لهذه الحملات الإعلامية المنسقة احتفت صحافة حزب التجمع اليمني للإصلاح بالإعلان عن دمج تنظيمي (القاعدة) في اليمن والسعودية وتعيين قيادة مشتركة ، وابتهجت بنشرتهديدات قادة هذا التنظيم بمزيدٍ من الأعمال الإرهابية، ضد البلدين الجارين . وكان مثيرًا للدهشة حرص صحافة حزب (الإصلاح) على حضورمراسيم عقد الزواج غير الشرعي بين هذين التنظيمين الإرهابيين ، ومشاركة بعض محرريها ومصوريها وكبارهم الذين علموهم السحر كشهود على هذا الزواج الذي تمّ في أحراش سرية لا يعرفها سوى الذين شاركواأولئك المجرمين عرس الدم ، تجسيدًا للروابط الوثيقة التي تجمعهم.
ولدى متابعتي وقائع الإعلان عن دمج تنظيم (القاعدة) في اليمن والسعودية، وحرص صحافة (اللقاء المشترك) على تغطية هذا الحدث الخطير، وتسابق محرريها ومصوريها للحوار مع قادة التنظيم الجديد الذي يحمل اسم (تنظيم القاعدة في جزيرة العرب)، والترويج لأفكاره المتطرفة وبرنامجه الانقلابي الأسو ، تذكرت كتابًا أصدرته إدارة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة عام 2004م، معززًا بصور ووثائق أوضحت حجم الخسائر والأضرار المادية والبشرية والسياسية التي تكبدتها اليمن من جراء التفجيرات والاعتداءات الإرهابية التي اعترف وتباهى بارتكابها ما يسمى بتنظيم "القاعدة" في اليمن، بعد أنْ طالت تلك الجرائم الإرهابية عددًا من الموانئ والمنشآت السياحية والنفطية في مختلف محافظات الجمهورية. وكانت الأرقام والمعلومات التي وردت في الكتاب كافية لإبراز خطر الإرهاب كعدو لدود للتنمية والأمن والاستقرار والسيادة الوطنية والحياة عمومًا.
ربما كانت خسائر اليمن أكبر مما جاء في ذلك الكتاب الوثائقي الهام بالنظر الى ما ترتب على تلك الجرائم الارهابية من نفقات كبيرة على حماية السواحل اليمنية، بالإضافة إلى ما خسرته بلادنا في السنوات السابقة لعام 23004 من جراء الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت المدِّمرة الأمريكية "إس إس كول" في يوم الخميس 12 أكتوبر 2000م في ميناء عدن، واختطاف السياح قبل ذلك في محافظة أبين على أيدي ما كان يسمى (جيش عدن أبين الإسلامي)، وتفجير أنابيب النفط في محافظة مأرب واختطاف عدد من الخبراء الأجانب العاملين في بعض الشركات النفطية، وصولاً إلى قيام الجماعات الإرهابية بارتكاب جرائم ارهابية جديدة طالت عددًا من السياح والسفارات الأجنبية وأزهقت أرواحًا بريئة لعددٍ كبير من المواطنين والسياح الأوروبيين والأطباء الأمريكيين والراهبات الآسيويات ورجال الأمن اليمنيين.
في تلك الفترة، وتحديدًا في إحدى الليالي الرمضانية، فجعت المملكة العربية السعودية الشقيقة عند منتصف ليلة السبت بتاريخ 14 رمضان 1424ه الموافق 8 نوفمبر 2003م بعمل إرهابي دموي أرتكبه أيضًا تنظيم (القاعدة) في السعودية، واستهدف مجمع (المحيا) السكني بمدينة الرياض، وأسفر عن مقتل عشرات الأشخاص جميعهم من المسلمين العرب ومعظمهم من النساء والأطفال الذين يحملون جنسيات سعودية ولبنانية ومصرية وسودانية، بالإضافة إلى جرح مئات السكان المدنيين من مختلف الأعمار والجنسيات ومعظمهم من المسلمين!!
كانت أصوات الانفجارات قد دوَّت عند منتصف تلك الليلية الرمضانية الدامية في مختلف أنحاء العاصمة السعودية الآمنة، حيث أفادت الأنباء أنّ رائحة الدخان والمتفجرات انتشرت على مساحة عدة كيلو مترات، فيما نقل التلفزيون السعودي عن شهود عيان وعلى الهواء مباشرة أنّ سيارة مفخخة انفجرت داخل مجمع ( المحيا ) الذي يقطنه مواطنون سعوديون ومقيمون عرب وأجانب جميعهم مدنيون ومعظمهم مسلمون. كما بث التلفزيون السعودي مشاهد حية ومؤثرة لفرق الأمن والإنقاذ التي حاولت انتشال جثث الضحايا من بين الأنقاض، وعرض صورًا مأساوية لدمار رهيب أصاب موقع الانفجارات في المجمع، حيث بدت مبانٍ عديدة وقد سويت تمامًا بالأرض، وأخرى اشتعلت فيه النيران وتصاعد منها اللهب وسط محاولات شاقة لإخماد الحرائق وإخراج العديد من جثث الأطفال والنساء مشوَّهة ومحترقة، ومن بينها العروس اللبنانية نيتا نصر جبران التي لم تكمل شهر العسل مع زوجها، والطفل المصري محمود وليد صالح الذي لم يكمل العام الأول منذ التحاقه في إحدى رياض الأطفال، إلى جانب عددٍ كبيرٍ من النساء والأطفال الذين قتلهم إرهابيو تنظيم (القاعدة) استنادًا الى فكرة ( التترس ) الفاشية الصهيونية التي يبيح شيوخ وفقهاء الإرهاب بموجبها قتل المدنيين رجالاً ونساءً وأطفالاً حتى وإنْ كانوا مسلمين، إذا تترس بهم (العدو الكافر)!!
اللافت للنظر أنّ ذلك العمل الإرهابي الهمجي وقع بعد أيام قليلة من مواجهات متفرقة في مكةً وجدة والطائف وحائل والدرعية والقصيم بين قوات الأمن السعودية وجماعات متطرفة من أتباع تنظيم (القاعدة) على خلفية تفجيرات وجرائم إرهابية سابقة شهدتها المملكة العربية السعودية قبل ستة شهور من تفجيرات مجمع (المحيا) السكني، وتحديدًا في 12 مايو 2003م حين تعرض مجمع الحمراء السكني لهجوم إرهابي مماثل أسفر عن مقتل عددٍ كبيرٍ من المدنيين بينهم أمريكيون. وقد تمكنت السلطات السعودية في تلك المواجهات والملاحقات من إلقاء القبض على عددٍ كبيرٍ من المتورطين بتلك الجرائم الإرهابية واكتشاف العشرات من مخابئ الأسلحة والمتفجرات وصناديق التبرعات الزجاجية التي تستخدم من قبل بعض الجمعيات (الدعوية والخيرية) لتمويل الإرهاب ونشر ثقافة التطرف والغلو.
بالتزامن مع التفجيرات الإرهابية التي طالت مجمع (المحيا) السكني في العاصمة السعودية الرياض، احتشد متطرفون إسلاميون في العاصمة صنعاء تحت مسمى (المؤتمر الأول للخلافة)، وتحديدًا في العاشر من رمضان 1424ه الموافق 4 / 11 / 2003م، وكان معظم الذين احتشدوا في قاعة ذلك المؤتمر من الموقوفين على ذمة الاشتباه بتورطهم في ارتكاب جرائم إرهابية، ثمّ أعلنوا توبتهم على يدي القاضي حمود الهتار بعد ان طالبهم بوجوب (طاعة ولي الأمر). ومن المثير للدهشة أنْ ينعقدَ ذلك المؤتمر بحضور القاضي الهتار تحت شعار خطير توسط القاعة وتوسم عنوان الكتاب الذي تمّ توزيعه على الحاضرين وهو : (انطلاقًا من صنعاء : العودة إلى يثرب من أجل إعادة تحرير العالم).. وبوسع القارئ اللبيب ملاحظة الحرص على استدعاء اسم يثرب الذي كان يطلق على المدينة المنورة قبل الاسلام ، في اشارة ضمنية الى تكفير الدولة والمجتمع في المملكة السعودية ..وبحسب ذلك الكتاب الذي ضمَّ وثائق المؤتمر، فإنّ الدول الإسلامية أضحت كافرة.. ومن واجب الغيورين على الإسلام انتشال الأمة من براثن الغلو وتحريرها من حكامها وإعادة المسلمين إلى حياض دولة الخلافة، والنهوض بواجب حراسة الدين وإعلاء شأن علمائه الذين أورثهم الرسول عليه الصلاة والسلام رسالته، بعد أنْ كلفهم الله بحمايتها وحراستها من دون الناس!!
ومن نافل القول: إنّ صحافة المؤتمر الشعبي العام استنكرت آنذاك انعقاد ذلك المؤتمر بدون ترخيص قانوني، ووسط احتفاء ملحوظ من صحافة (اللقاء المشترك) التي تسابقت على حضوره وتغطيته، وتحت شعارات واضحة لم تخفِ عداءها للنظام الجمهوري وحنينها لإعادة نظام الخلافة أو الإمامة، وعدم اعترافها بالدستور الذي سبق للمشاركين التائبين من أعضاء تنظيم (القاعدة ) الاعتراف بوجوب طاعته على يدي القاضي الذي حضر وبارك ذلك المؤتمر!!
يقينًا أنّ تفجيرات الرياض الرمضانية أثارت موجة من الغضب الشعبي داخل السعودية واليمن والعالم، وقد شهدت المملكة العربية السعودية الشقيقة على إثرها تفاعلات سياسية وفكرية واسعة ومتعددة الأبعاد والاتجاهات.. وكان أبرز تلك التفاعلات تراجع شيوخ التكفير وفي مقدمتهم الشيخ علي الخضير والشيخ ناصر الفهد عن أفكارهم وفتاواهم المتطرفة، حيث بث التلفزيون السعودي على الهواء في تلك الفترة تراجعات هذين الشيخين عبر مقابلة تلفزيونية أدارها الشيخ الدكتور عائض القرني الذي لم يعد يعجب شيوخ وكُتَّاب ومحازيي ((اللقاء المشترك)) في اليمن بقيادة حزب التجمع اليمني للإصلاح، حيث أصبح في نظرهم منذ ذلك اليوم (( داعيًا للتغريب والعلمانية ومروجًا لأفكار الشيخ محمد عبده والشيخ رفاعة الطهطاوي )) .. بحسب ما كتبه أحدهم في صحيفة محسوبة على (اللقاء المشترك) صيف عام 2008م.
لا أذيع سرًا حين أقول: إنّ الشيخ علي الخُضير والشيخ ناصر الفهد تربطهما عَلاقات وثيقة ببعض كبار شيوخ حزب التجمع اليمني للإصلاح الذين تتهمهم المملكة العربية السعودية ودول أخرى بدعم وتمويل ورعاية إرهاب تنظيم (القاعدة) في اليمن وخارجه وقد اعترف الشيخان بخطئهما وتراجعا عن الأفكار التي ضللا بها كثيرا من المغرر بهم، وسبق لهما إلى جانب شيوخ حزب (الإصلاح) نشرها في أوساط ضحاياهم السعوديين واليمنيين والعرب.. لكن شيوخ حزب (الإصلاح) لم يتراجعوا حتى الآن عن هذه الأفكار، ولم يعلنوا خطأها على نحوٍ ما فعله بشجاعة الشيخ علي الخُضير والشيخ ناصر الفهد، وفي مقدمتها الأفكار التي تقول بوجوب دفع الصائل ومقاتلة رجال الأمن، ودعوة حكام البلاد لفتح أبواب الجهاد ضد اليهود والصليبيين والروافض في العراق وباكستان وأفغانستان ونهر البارد، وجواز قتل المسلمين المدنيين من النساء والأطفال بدعوى التترس وإضعاف شوكة العدو الكافر. ومما له دلالة عميقة أنّ الشيخ علي الخُضير والشيخ ناصر الفهد استغفرا الله أمام الناس على تبنيهما فكرة (التترس) التي أفتى بها أحد شيوخ حزب (الإصلاح) في حرب صيف 1994م (لأننا لو سمحنا بذلك فماذا سنقول عن الأعداء الصهاينة حينما يستخدمون أسلحتهم المدمرة ضد المسلمين المدنيين والنساء والأطفال).وهذا الكلام مسجل على شريط فيديو نقلاً عن تلك المقابلة التلفزيونية بلسان الشيخ علي الخُضير والشيخ ناصر الفهد اللذين كانا يحظيان بالتقديس من لدن الشباب الضال في اليمن والسعودية والعالم العربي والاسلامي، فيما كان المحسنون من رجال الأعمال وأهل الخير يتسابقون للتبرع من أجل طباعة كتبهما على أوراق فاخرة وتوزيعها على الناس مجانًا!!!!؟
في هذا السياق نظم الملك عبدالله بن عبدالعزيز حين كان نائبًا للملك فهد ووليًا للعهد آنذاك مؤتمرًا للحوار الوطني بهدف مواجهة خطر الإرهاب تمخضت عنه فكرة إنشاء مركز وطني دائم للحوار الفكري والإصلاح الشامل كأساس لإستراتيجية جادة وفاعلة لمكافحة مخاطر التطرف والإرهاب وسيل الأموال. وقد تفاعل المجتمع السعودي مع هذه التوجهات الإصلاحية حيث رفع (306) من المفكرين والأكاديميين ورجال وسيدات الأعمال ورجال الدين المستنيرين والأدباء والكُتَّاب والإعلاميين والرياضيين والموسيقيين وعلماء متفوقين في علوم الطب والهندسة والاتصالات والزراعة والمياه والاقتصاد والأسواق والجيولوجيا والنفط والمعادن بينهم (51 امرأة ناشطة)، رفعوا مذكرة إلى القيادة السعودية بعنوان (دفاعًا عن الوطن) دعوا فيها القيادة السعودية إلى المضي بثبات في مكافحة التطرف والإرهاب عبر إصلاحات إستراتيجية شاملة تحرر الدولة والمجتمع من الوصاية الأُحادية على العقل والحرية والضمير باسم الدين، وحرمان مكوِّنات المجتمع السعودي السياسية والفكرية والثقافية من حقها في التعبيرعن آرائها، ما أدى الى سيطرة اتجاه فكري سلفي متشدد وعاجز بحكم تكوينه الإقصائي الإلغائي عن الحوار مع الغير والانفتاح على المستقبل ، والتخلص من عقدة التمييز ضد المرأة بما هي نصف المجتمع، وتقسيم المجتمع والعالم إلى فسطاط للإيمان وفسطاط للكفر!!!
في الاتجاه المعاكس شرد عدد من شيوخ التطرف في السعودية واليمن خارج السياق المناهض للإرهاب، حيث تبنى الشيخ سفر الحوالي دعوة للحوار مع مرتكبي الجرائم الإرهابية بدلاً من ملاحقتهم ، فيما هاجم الحوالي مخالفيه من الكُتَّاب والخطباء والدُعاة الذين أنكروا على زعيم تنظيم (القاعدة) أسامة بن لادن وأتباعه،بذريعة أنهم ينزلقون في طريق الضلال والخداع.
والحال أنّ الظروف العصيبة التي أحاطت بالحملة التي قادها سفر الحوالي لأسلمة الإرهاب والحوار مع تنظيم (القاعدة) في السعودية لم تشغله عن القيام بواجبه في دعم ومؤازرة أصدقائه وأتباعه من المتطرفين في اليمن، حيث أصدر فتوى علنية احتفت بها صحافة (حزب الإصلاح) أثناء الانتخابات البرلمانية التي جرت في أبريل 2003م، دعا فيها مَنْ أسماهم (أهل الإيمان في اليمن الى التصويت لصالح مرشحي (اللقاء المشترك) وحزب (الإصلاح) على وجه الخصوص، لأنّ في ذلك مصلحة للإسلام والمسلمين بحسب ما جاء في الفتوى التي نشرتها صحافة حزب (الإصلاح) ومواقعه الإليكترونية آنذاك.
والمعروف أنّ الشيخ سِفر الحوالي من أبرز قادة أحد التيارات المتطرفة التي تدعو إلى تقسيم الناس بين مؤمنين وكافرين والحكم عليهم بالجنة والنار في ضوء اتفاقهم أو اختلافهم معه.. فالانتماء إلى الدين في نظر الحوالي وأشباهه من شيوخ (اللقاء المشترك) في اليمن لا يكون إلا بالموافقة على مناهجهم وأفكارهم وإتباعها، وكل من يخالف تلك الأفكار والمناهج يكون في نظر هؤلاء مخالفًا للدين ، ومفارقا ً للجماعة وخارجا عن الاجماع !!
وكان سِفر الحوالي قد تحدث نيابةً عن الإرهابيين في مقابلة تلفزيونية بثتها (قناة الجزيرة)طالب فيها الحكومة السعودية بعفو عام عن جميع المعتقلين والمطلوبين، ومحاكمة المحققين الذين اتهمهم بامتهان كرامة المجاهدين ، والحوار مع الذين تلاحقهم الحكومة السعودية من أتباع (القاعدة) بشأن ما يطرحونه من آراء حول كفر الدولة التي تحكم بالقوانين الوضعية ، وإلغاء المعاهدات والولاءات ، وتغيير المنظومات الإعلامية والثقافية والتعليمية التي يراها المجاهدون بأنّها مخالفة للشريعة الإسلامية بحسب ما جاء في حديث سفر الحوالي عبر قناة (الجزيرة) آنذاك.
لم تكن دعوة سِفر الحوالي للحوار مع تنظيم (القاعدة) منفصلة عن مفاعيل المواجهة الساخنة بين المملكة العربية السعودية وقادة وأتباع هذا التنظيم الإرهابي في الميدان ،حيث كانت المملكة ترفض الحوار مع الإرهاب ، وتوجت ملاحقتها للإرهابيين بقتل القائد الإقليمي لتنظيم ( القاعدة) عبدالعزيز المقرن الذي لقي مصرعه بعد ساعات قليلة من قيام الارهابيين بقتل الرهينة الأمريكي بول مارشال جونسون ، وفصل رقبته عن جسده والتي وضعها أحدهم في ثلاجة منزله إلى جانب المياه والعصائر واللحوم والآيسكريم. وقد عثرت أجهزة الأمن السعودية على رأس الضحية جونسون عند مداهمة بعض منازل الإرهابيين المطلوبين أمنيا ً. ، حيث سبق للمواقع الإليكترونية التابعة للشبكة الإخوانية و(تنظيم القاعدة) عرض ثلاث صور تظهر إحداها رأس الضحية جونسون الذي كان موظفًا في فرع شركة (لوكهيد مارتن) الأمريكية للطيران في الرياض، وهو يقطر دمًا ملقاة على ظهر جثته في زي برتقالي اللون وعليها سكين وخلفها عبارة (لا إله إلا الله.. الموت لليهود والصليبيين).
ويبقى القول: إنّ ما سعى إليه الحوالي قبل عشر سنوات، يسعى إليه الآن أشباهه وأتباعه في اليمن من خلال الحرص على تسويق أطروحة الحوار مع تنظيم (القاعدة) والانفتاح على أفكاره وبرنامجه السياسي واستيعابه في المخططات الرامية إلى الانقلاب على ( الديمقراطية الكافرة ) والاستيلاء على السلطة بعيدًا عن صندوق الاقتراع.
وإذا كان من حق القارئ الكريم أنْ يطالبني بتقديم البرهان على الروابط الوثيقة بين جناحي تنظيم (القاعدة) في السعودية واليمن، و القوى التي تدعم هذا التنظيم وتتبنى برنامجه في اليمن والسعودية أيضًا.. فمن حقي على القارئ الكريم تقديم هذا البرهان من خلال استقراء القواسم المشتركة بين الحملة التي شنتها صحافة حزب (الإصلاح) على فيلم (الرهان الخاسر) الذي أنتجته المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون من جهة، وبين الحملة التي تبنتها صحافة هذا الحزب بهدف الترويج لأفكار تنظيم (القاعدة) في اليمن والسعودية، بصورة ملتوية، الأمر الذي يتطلب أولاً عرضًا تحليليًا لفيلم (الرهان الخاسر) الذي شنت صحافة (اللقاء المشترك) ضده حملة غاضبة ومسعورة ،بقدر ما يتطلَّب الأمر أيضا قراءة تحليلية لأفكار قائد تنظيم (القاعدة في شبه الجزيرة العربية) الذي احتفت به صحافة حزب (الإصلاح) بسعادة تخلو من أي مظهر للغضب والسعار.. وهو ما سنتطرق إليه في الحلقة القادمة من هذا المقال والحلقات التي تليها.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:25 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-9002.htm