الثلاثاء, 17-فبراير-2009
الميثاق نت -    الميثاق نت -
لم تظهر فرق الدرجة الأولى لكرة القدم في مرحلة الذهاب لمنافسات الدوري العام في نسخته الـ 17 لهذه اللعبة أية تحسن في مستوياتها الفنية، والتنافسية، وانحصر الصراع على فريقين اثنين، في أفضل الحالات، هما الأهلي صنعاء والهلال الساحلي، بينما ارتضت الأندية الأخرى لعب دور " الكومبارس " في مسابقة كروية لا تعترف إلا بلغة الأقوياء والكبار فقط.

فقد جاءت نتائجها لتعكس هذه الفوارق بين المتنافسين، ولم تثمر هذه النتائج عن أية مفاجأة سوى أنها أظهرت ان المستوى العام الذي قدمته معظم الفرق المشاركة الـ 14 نادياً متذبذباً وغير مستقر بسبب ان معظم الفرق خاضت البطولة دون استعداد جيد.

وشهد الدوري اليمني لأول مرة هذا الموسم الثبات والاستقرار في صدارة ترتيب الفرق التي حافظ عليها أهلي صنعاء منذ أول جولة، وسط مطاردة شرسة ومستمرة من حامل اللقب الهلال الحديدة، عكس المواسم السابقة التي كان فيها مسلسل صدارة ترتيب فرق الدوري تتناوب من فريق لآخر، ومن جولة إلى أخرى، حتى الجولة الأخيرة من ذهاب المسابقة الكروية.

كما ظهر هذا الموسم في مرحلة الذهاب سيناريو انعدام الوزن لدى فرق قوية كان يتوقع لها ان تكون من ابرز المنافسين على الصدارة لكن مستواها تذبذب من جولة إلى أخرى وارتضت البقاء في منطقة الأمان مثل الشعلة والصقر وشعب اب وحسان أبين واليرموك وشعب حضرموت، بينما فرق كانت في المراكز المتأخرة قفزت إلى المقدمة أبرزها شباب البيضاء الصاعد لدوري النخبة هذا الموسم الذي تقدم إلى المركز الخامس برصيد 18 نقطة، وكان فارس رهان البطولة في مرحلتها الأولى الذهاب.

ويتربع أهلي صنعاء على المركز الأول برصيد 33 نقطة من عشرة انتصارات وثلاثة تعادلات وهو الفريق الوحيد الذي لم يلق أي خسارة متفوقاً بفارق أربع نقاط عن اقرب منافسيه حامل اللقب الهلال الساحلي، ويملك الأهلي أفضل خط هجوم " 22 هدفاً " وثاني أفضل خط دفاع بفارق هدف عن وصيفه الهلال الساحلي الذي ظهر هو الأخر بصورة جيدة ولم يتجرع سوى هزيمتين فقط و9 انتصارات وتعادلان ويمتلك أفضل خط دفاع حيث لم يدخل شباكه سوى أربعة أهداف وثاني أفضل خط هجوم بعد الأهلي بـ 19 هدفاً في إشارة واضحة على عزمه ملاحقة الأهلي على الصدارة بغية المحافظة على اللقب الغالي الذي أحرزه الموسم الماضي لأول مرة في تاريخه بثنائية رائعة مع بطولة الكأس.

ويبدو للمتابعين والمراقبين الرياضيين من خلال جولات مرحلة الذهاب التي طوت منافساتها هذا الأسبوع، فأن الأهلي والهلال، سيخوضان سباق الصدارة لا سواهما، وستكون الغلبة لصاحب النفس الطويل والجاهزية الفنية والبدنية الأولى.

في المقابل لا يمكن إغفال طموح وحدة عدن الذي لفت انتباه المراقبين والنقاد الرياضيين وظهر بمستوى جيد مغاير عن الموسم الماضي بعد ان صعد من دوري الدرجة الثانية، وتمسك بالمركز الثالث برصيد 24 نقطة من سبعة انتصارات وثلاث تعادلات وخسر ثلاث مباريات ويسعى للدخول في دائرة صراع المنافسة على إحراز اللقب الغالي للمرة الأولى في تاريخه.

ويرى المراقبين ان الطموح الوحدويون مشروعا خاصة ان الفارق النقاطي بين المتصدر وصاحبي المركزين الثاني والثالث ليس كبيراً، وفي حال ما استمر وحدة عدن في عروضه وحافظ على مستواه في النصف الثاني والأخير من مشوار المنافسة فانه سيكون قد قدم دليلا على أن عودته هذه المرة للأضواء هي للمنافسة على اللقب وليس من أجل الصراع على البقاء في مصاف أندية النخبة.. ناهيك عن ان الفارق النقاطي بين المتصدر ووصيفه ليس كبيراً بينهما مع صاحب المركز الثالث، كما قدم الوحدة هذا الموسم مشاريع هدافين من طراز نادر فلاعباه صبري عبيد يقف على قائمة صدارة الهدافين برصيد 7 أهداف بتساوي مع هداف أهلي صنعاء المحترف الإثيوبي لمي انتونا ومواطنه هداف هلال الحديدة براهانو قاسم، ولاعب منتخب الشباب ووحدة عدن محمد العنبري يأتي خلف هؤلاء برصيد 5 أهداف.

ويبدو فريقي الهلال ووحدة عدن في حالة جيدة من حيث الإعداد والتحضير ومن حيث وجود البدلاء الجاهزين وبطبيعة الحال فإن الفريقين يسعيان للفوز بالبطولة ومزاحمة أهلي صنعاء المتصدر على لقبها الغالي.

وأظهرت جولات مرحلة الذهاب تطورا ملحوظا في أداء شباب البيضاء الصاعد لدوري الأضواء الذي اعتمد هذا الموسم على مجموعة من اللاعبين الشباب، واستعان بمحترفين جيدين من القارة السمراء أبرزهم المهاجم النيجيري اوليفر، وتبدو حظوظ الفريق وافرة في الجولات المقبلة، إذا ما استمر على الإيقاع نفسه في الأداء الجماعي، وكذلك الحال بالنسبة للشعلة والصقر وحسان وشعب اب واليرموك وشعب حضرموت.

وفي الضفة الأخر يبدو وضع التلال مغايرا اذ لا يزال عاجزاً عن مجاراة الفرق رغم أن البطولة قطعت نصف مشوارها ولا يمتلك سوى عشر نقاط من فوزين و 4 تعادلات و8 هزائم، وهو ما ينذر بالخطر على التلاليين خاصة ان الأزمة الإدارية لم تنته ومازالت رحاها مستمرة ولم تنجل بعد، مما انعكس سلباً على أداء الفريق وجعله يظهر بصورة متواضعة جداً، وينظر محبي التلال بتفاؤل مع تسلم قيادة الفريق الكروي مع انطلاق رحلة الإياب المدرب الوطني المعروف عبدالله فضيل وطاقمه التدريبي بأن يتجاوز التلال محنته وتصحح أوضاعه المتدهورة وانتشاله من موقعه المتأخر في قائمة الترتيب الفرق والابتعاد من منطقة خطر الهبوط لدوري المظاليم مرة ثانية الذي هبط إليه لأول مرة في تاريخه قبل موسمين باعتبار التلال واحد من ابرز وأعرق الأندية اليمنية وأقدمها على الإطلاق حيث يعود تاريخ تأسيسها إلى أكثر من مائة وعامين.

الإياب والسخونة المنتظرة

تشير النتائج الأخيرة للفرق، والاستعدادات التي بدأتها بعض الأندية في التعاقد مع محترفين أفارقة، وتنظيم الصفوف من جديد إلى ان البطولة ستزداد سخونة وصراعاً على اللقب في الدور الثاني والأخير " الإياب " الذي ينطلق في 26 من فبراير الجاري كعادة كل موسم بين الأندية الكبار والعريقة التي تسعى لإحراز اللقب.

فالأهلي صنعاء صاحب أكثر الإنجازات والبطولات الجامح للمنافسة يطمح للمحافظة على صدارته إلى النهاية بقيادة مدربه الوطني المعروف محمد اليريمي الذي قاده هذا الموسم إلى تحقيق هذه الانتصارات المتتالية مكنته في التحليق وحيداً في سماء الصدارة التي استحوذ عليها هذا الموسم منذ البداية لأول مرة منذ انطلاق المسابقة الكروية قبل 18 عاماً ، الأمر الذي يؤكد عزم الأهلي على العودة إلى منصات التتويج وإحراز اللقب للمرة السابعة كأكثر الفرق اليمنية إحرازا لبطولات الدوري.

وقد بدئ الأهلي هذا الموسم بداية قوية على غير العادة في كل موسم حيث كان يستهل مشوار الدوري مهزوزاً ويستعيد عافيته مع الدور الثاني ويدخل في منافسة على اللقب الغالي، لكن طموح الأهلي يصطدم برغبة قوية من حامل اللقب هلال الحديدة الذي ما يزال مستواه ثابت ومستقر ولم يفصله عن الصدارة سوى أربع نقاط سيسعى بقوة في رحلة الإياب على تجاوزها واعتلاء الصدارة والمنافسة على إحراز اللقب الغالي للموسم الثاني على التوالي، إضافة إلى سعي الجاران الوحدة والشعلة عدن للمنافسة على اللقب، والأخير نافس بقوة على إحرازه الموسم الماضي، ويسعى للمنافسة عليه هذا الموسم بعد ان تقدم إلى المركز الرابع برصيد 21 نقطة، ومثله صقر تعز الذي يأمل استعادة اللقب الغالي الذي أحرزه قبل ثلاثة مواسم، رغم انه تعثر في المراحل الأولى وتذبذبت نتائجه، لكنه استعاد بعض الشيء من قوته مؤخراً وقفز للمركز السادس برصيد 18 نقطة، والذي لم يتجاوز التسع نقاط، ويشاركه نفس الطموح شعب اب الذي قدم عروضا غير مرضية لمحبيه حتى الآن وله من النقاط 17 من 4 انتصارات و5 تعادلات و4 خسائر وهو مطالب بان يضاعف من أدائه للوصول إلى حالة أفضل عبر المزيد من الأداء الذي قاده سابقا لإحراز البطولة مرتين.

على الجانب الآخر يشتد الصراع في القاع بين ست فرق من أجل الهروب من شبح الهبوط إلى مصاف الدرجة الثانية، خاصة ان فارق النقاط ليس كبيراً بين فرق اليرموك وشعب حضرموت والتلال والرشيد واتحاد اب وشعب صنعاء.

وعلى إدارة أندية الفرق المؤخرة مراجعة حسابات فرقها وتصحيح أوضاعها إذا كانت تريد البقاء في مصاف دوري الأضواء والشهرة، وإلا فالمصير هو الهبوط إلى دوري المظاليم للفرق الأربعة المتأخرة، خاصة ان جميع الفرق أخذت قسطا من الراحة لمدة أسبوعين قبل ان تدور عجلة منافسات دوري النخبة من جديد في إطار مشوار الإياب في الـ 26 من فبراير الجاري، والذي عادة ما تتبدل لعبة الكراسي الموسيقية ومراكز الفرق بسرعة وفق نتائج وأداء الفرق.

مرحلة الذهاب وتساقط المدربين

على الجانب الأخر شهدت مرحلة الذهاب تساقط عدد من المدربين الأجانب والمحليين كان أول ضحايا المسابقة الكروية الأولى في اليمن مدرب شعب حضرموت التنزاني جمهوري موسى الذي تم إقالته من منصبه بعد النتائج السيئة التي حققها الفريق الشعباوي في الجولات الأربع الأولى للدوري، وتوالى سقوط المدربين ليلحق به مدرب الهلال الحديدة الوطني عمر باشامي والرشيد تعز الوطني عبد العزيز مجذور، والصقر تعز أمين السنيني ومدرب التلال العدني المصري مدحت أنور، وأقالت إدارة النادي شعب صنعاء المدرب الوطني عبد الرحمن سعيد بعد رحلة قصيرة لم تتجاوز سوى عشر جولات، وأوكلت المهمة للمدرب المصري مصطفى حسن، كما أقالت إدارة اتحاد اب المصري محمد حلمي الشهير بتوتو الذي اتجه لتدريب شباب البيضاء بعد إقالة مدربه عبد الوهاب الهداف وقاده إلى تحقيق انتصارات مفاجئة قفزت بالفريق الصاعد من جديد لدوري الأضواء هذا الموسم إلى المركز الخامس برصيد 18 نقطة ، كما قدم مدرب الصقر البديل الوطني عبدالله عتيق الذي جاء بدلاً عن السنيني استقالته من منصبه بعد اتجاه إدارة نادي الصقر للتعاقد مع المدرب المصري إبراهيم يوسف.

يذكر انه يلاحظ هذا الموسم بأن المدرب الوطني هو الأكثر طلباً في الدوري المحلي من قبل الأندية اليمنية المشاركة البالغ عددها 14 نادياً، بصورة غير مسبوقة عكس المواسم السابقة التي كان الاهتمام ينصب فيها بالتعاقد مع المدربين الأجانب خاصة من مصر والعراق وإثيوبيا والسودان، ويقود في دوري النخبة هذا الموسم عشرة مدربين وطنيين، فيما يقود أربعة مدربين أجانب الأربع الفرق المتبقية وهم العراقي بشار عبد الجليل شعب اب، والمصريين محمد حلمي الشهير بتوتو شباب البيضاء، ومصطفى حسن شعب صنعاء.

صراع الهدافين وغياب الهداف المحلي

في صراع الهدافين يرى مراقبون ومتابعون رياضيون بأن المحترف الإثيوبي في أهلي صنعاء لمي انتونا الذي يشارك لأول في الدوري اليمني الممتاز هذا الموسم يقدم نفسه بقوة كهداف متمكن، وسط تنافس ساخن مع مواطنه هداف هلال الحديدة براهانو قاسم وهداف وحدة عدن صبري عبيد وثلاثتهم يتصدرون قائمة الهدافين برصيد سبعة أهداف، بفارق هدفين عن هداف الصقر فكري الحبيشي، وهداف وحدة عدن محمد العنبري وهداف الشعلة كميل طارق ويليهم مهاجم أهلي صنعاء وحيد الخياط 4 أهداف ومعه بنفس الرصيد هداف شباب البيضاء المحترف النيجيري اوليفير فكتور ومدافع الهلال عبود الصافي، فيما يتساوى خمسة لاعبين برصيد ثلاثة أهداف هم مهاجم شعب صنعاء علي البعداني ومهاجم التلال سامي كرامة ومهاجم وحدة عدن محمد الطاحوس ومهاجم حسان سالم الموزعي.

ويرى كثير من المراقبين والمتابعين الرياضيين بأن المحترف الإثيوبي انتونا أظهر ضعف نسبة الأهداف مما يؤكد انحسار النهم الهجومي لدى كل الفرق وغياب النجم الهداف المحلي أيضا, وإن ظهر بعض التنافس الساخن مع تساوي منافسيه معه خاصة أقربهم هداف الهلال الإثيوبي براهانو قاسم وهداف وحدة عدن صبري عبيد، والمحصلة النهائية تثبت في هذا الموسم ضعف الهداف المحلي بغض النظر عن كثير من التقلبات التي عاشتها الأندية والظروف التي لعبت تحت ضغطها.

ويخشى مراقبون ان تكون المحصلة النهائية في هذا الموسم كالموسم الماضي ضعف الهداف المحلي وبروز الهداف المحترف الأجنبي كما حصل في الموسم الماضي مع المحترف الكونغولي امبويو لاعب الشعلة.
سبأ
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:04 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-9102.htm