السبت, 21-فبراير-2009
الميثاق نت -  ابن النيل -
أقام اللوبي الصهيوني الدنيا، ولم يقعدها، لمجرد ان أحد الأساقفة الاوروبيين أراد ان يمارس حقه الانساني المشروع.. في إبدائه رأيه الشخصي-وليس رأي الكنيسة- في ملابسات المحرقة الصهيونية إياها، وسرعان ماجرى اتهام الرجل بمعاداته السامية، ومن ثم المطالبة بتجريمه ومحاكمته‮..‬
وحرصاً من جانب قداسته على مشاعر اليهود أينما كانوا، وفي مقدمتهم مغتصبو حقوق أهلنا في الوطن المحتل، سارع بابا الفاتيكان بقوله صراحةً ودون مواربة-تعقيباً على ماقاله الأسقف ذاته- ان انكار المحرقة اليهودية لايمكن قبوله او التساهل معه، بينما هناك محرقة »طازجة« ارتكبها‮ ‬الصهاينة‮ ‬بحق‮ ‬بني‮ ‬قومنا‮ ‬في‮ ‬قطاع‮ ‬غزة‮ ‬الفلسطيني‮ ‬المحاصر‮.. ‬لم‮ ‬تجف‮ ‬دماء‮ ‬الآلاف‮ ‬من‮ ‬ضحاياها‮ ‬بعد،‮ ‬يحاولون‮ ‬طمس‮ ‬معالمها‮ ‬واحتواء‮ ‬تداعياتها‮.. ‬سعياً‮ ‬لتبرئة‮ ‬مرتكبيها،‮ ‬وكأن‮ ‬شيئاً‮ ‬لم‮ ‬يكن‮.‬
فالمحرقة اليهودية بالنسبة ليهود العالم.. مقدس لاينبغي المساس به او الاقتراب منه، والمعلومات المسموح بتداولها حول مضمونها وفحواها.. هي حكر على الحركة الصهيونية العالمية، حيث المصدر الحصري لترويجها، ومن غير المقبول التشكيك بمصداقيته.
ولابد إذاً.. من الابقاء على مثل هذه الواقعة التاريخية حيةً في أذهان الجميع على حد سواء، دون مناقشة، وقد مضى على اثارتها ومن ثم.. تسخيرها لشرعنة اغتصاب حقوق الغير بقوة العدوان والتوسع.. عقوداً طويلة من الزمن، أما المحرقة التي راح ضحيتها الآلاف من المغتصبة حقوقهم‮ ‬في‮ ‬البعض‮ ‬المنكوب‮ ‬من‮ ‬الجسد‮ ‬الجغرافي‮ ‬لفلسطين‮ ‬التي‮ ‬نحب‮.. ‬فمن‮ ‬المفترض‮ ‬تجاوز‮ ‬أثرها‮ ‬وتأثيرها،‮ ‬والحيلولة‮ ‬دون‮ ‬التوقف‮ ‬عندها‮ ‬من‮ ‬قريب‮ ‬او‮ ‬بعيد،‮ ‬ذلك‮ ‬ان‮ ‬هناك‮ ‬فرقاً‮ ‬بين‮ ‬إنساننا‮ ‬وانسانهم‮.‬
ولأن الأوروبيين هم الذين ارتكبوا المحرقة اليهودية »المقدسة« كان لابد من ان نتحمل نحن العرب ضريبة ما ارتكبوه نيابةً عنهم، أما محرقة غزة التي لاتزال وقائعها ماثلة أمام أعيننا، فمرتكبوها فوق المساءلة.. مهما اقترفت أياديهم من جرائم حرب لا إنسانية ولا أخلاقية على‮ ‬مر‮ ‬العصور‮.‬
ولكن‮.. ‬أين‮ ‬نحن‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬هذا‮ ‬وذاك‮..‬؟‮!.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:01 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-9149.htm