الأحد, 22-فبراير-2009
لطيفة‮ ‬عقلان -
‮ ‬أتابع‮ ‬باهتمام‮ ‬بالغ‮ ‬مناشط‮ ‬وتحركات‮ ‬العديد‮ ‬من‮ ‬الزميلات‮ ‬اللواتي‮ ‬قررن‮ ‬ترشيح‮ ‬أنفسهن‮ ‬لعضوية‮ ‬مجلس‮ ‬النواب‮.‬
واشعر بحزن عميق عندما اجد زميلاتي من الراغبات في الترشح يتحركن لوحدهن دون أن يكون هناك من يقف الى جانبهن ليدعم ترشيحهن أو يسهل لهن مهمتهن، كأن يبصروهن بحقهن الانتخابي وكيفية التعاطي مع هذا الحق سواءً أكانت ناخبات أو مرشحات الخ من المناشط التي يفتقدن لها الزميلات،‮ ‬وهو‮ ‬افتقاد‮ ‬ناتج‮ ‬بالطبع‮ ‬بفعل‮ ‬قصر‮ ‬التجربة‮ ‬الحزبية‮ ‬والسياسية‮ ‬والانتخابية‮ ‬للمرأة‮ ‬في‮ ‬بلاد‮ ‬السعيدة‮ ‬اليمن‮ ‬الجديد‮ ‬الديمقراطي‮ ‬الموحد‮.‬
كما‮ ‬أشعر‮ ‬بأسف‮ ‬شديد‮ ‬أن‮ ‬اجد‮ ‬نفسي‮ ‬أتابع‮ ‬فعاليات‮ ‬كالندوات‮ ‬أو‮ ‬الحلقات‮ ‬النقاشية‮ ‬التي‮ ‬تعنى‮ ‬بقضية‮ ‬مشاركة‮ ‬المرأة‮ ‬وتعزيز‮ ‬حضورها‮ ‬الانتخابي‮ ‬والسياسي‮ ‬والتنفيذي‮ ‬في‮ ‬وطننا‮.‬
ومبعث‮ ‬حزني‮ ‬هذا‮ ‬مرده‮ ‬الى‮ ‬أنني‮ ‬قد‮ ‬وجدت‮ ‬أن‮ ‬هذه‮ ‬الفعاليات‮ ‬قد‮ ‬أعدها‮ ‬الرجال‮ ‬دون‮ ‬غيرهم‮ ‬من‮ ‬النساء‮.‬
وهو‮ ‬أمر‮ ‬يدفعني‮ ‬الى‮ ‬التساؤل‮ ‬هنا‮: ‬لماذا‮ ‬لا‮ ‬يحرص‮ ‬اخونا‮ ‬الرجل‮ ‬على‮ ‬اشراك‮ ‬اخته‮ ‬المرأة‮ ‬في‮ ‬عملية‮ ‬التهيئة‮ ‬والاعداد‮ ‬لمثل‮ ‬هذه‮ ‬المناشط‮.‬
ثم اتساءل أليس مشاركة المرأة في هذه الفعاليات ان يجعل منها أكثر قدرة على الغوص في قضايا المرأة، وبالذات منها ما يتعلق بحقها الانتخابي كناخبة ومرشحة في الانتخابات العامة وحتى الانتخابات النوعية الداخلية لمختلف الاطارات المدنية.
تساؤلات‮ ‬أجد‮ ‬نفسي‮ ‬مشدودة‮ ‬إليها‮ ‬كثيراً‮ ‬باحثة‮ ‬عن‮ ‬اجابات‮ ‬شافية‮ ‬وموضوعية‮ ‬لها،‮ ‬على‮ ‬ذلك‮ ‬من‮ ‬شأنه‮ ‬ان‮ ‬يقدم‮ ‬للمرأة‮ ‬اليمنية‮ ‬الصورة‮ ‬الكاملة‮ ‬للمشهد‮ ‬السياسي‮ ‬والاجتماعي‮ ‬الذي‮ ‬تعيشه‮ ‬اليوم‮ ‬في‮ ‬وطنها‮.‬
ومع احترامي وتقديري للذكور الذين ساهموا بحكم امكاناتهم في إعداد مثل هذه الفعاليات فإنني هنا وبالقدر الذي ألوم فيه الرجل وكثيراً من المظاهر الدالة على قصوره ازاء المرأة أجد نفسي حريصة على لوم المرأة لكونها لم تستغل المناخ الصحي الذي هيأ لها سبل مناقشة قضية مشاركتها‮ ‬في‮ ‬الانتخابات‮.‬
وتركت‮ ‬ذلك‮ ‬لأخيها‮ ‬الرجل‮ ‬وهو‮ ‬أمر‮ ‬عبر‮ ‬بوضوح‮ ‬عن‮ ‬تخاذل‮ ‬المرأة‮ ‬وعدم‮ ‬قدرتها‮ ‬حتى‮ ‬على‮ ‬الانتصار‮ ‬لآمالها‮ ‬وتطلعاتها‮ ‬مكتفية‮ ‬على‮ ‬ترك‮ ‬ذلك‮ ‬للرجل‮ ‬ليعبر‮ ‬عن‮ ‬كل‮ ‬ما‮ ‬يجيش‮ ‬في‮ ‬صدرها‮ ‬وقبلها‮ ‬من‮ ‬آمال‮ ‬وتطلعات‮.‬
ولكوننا نعلم ان ترك المرأة لمهمة كهذه تقع على درجة عالية من الأهمية- لأخيها الرجل، فإن ذلك لن يحقق ما تريده وما تطمح إليه وأقولها هنا صراحة انها بإيكالها لهذه المهمة لأخيها الرجل قد أضرت كثيراً بقضيتها وأكدت أنها غير جديرة بخوض غمار التنافس الانتخابي وانتزاع حقها الدستوري والقانوني من فم اخيها "الأسد" إن صح التعبير هنا، وهذا حال لاشك يدعونا الى دعوة اخواتي النساء الى ضرورة تنظيم أنفسهن ونشاطهن الحالي ذات العلاقة بالحقوق الانتخابية التي يكفلها لها الدستور.
وان‮ ‬تكون‮ ‬عاملاً‮ ‬محورياً‮ ‬من‮ ‬حيث‮ ‬التخطيط‮ ‬والتنظيم‮ ‬لمختلف‮ ‬أوجه‮ ‬النشاط‮ ‬الذي‮ ‬يكرس‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬قضاياها‮ ‬حتى‮ ‬تتمكن‮ ‬من‮ ‬تحقيق‮ ‬أهدافها‮ ‬وحتى‮ ‬تؤكد‮ ‬وبقوة‮ ‬أنها‮ ‬قادرة‮ ‬على‮ ‬التضحية‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬قضيتها‮.‬
واذا‮ ‬ما‮ ‬أكدت‮ ‬اختي‮ ‬المرأة‮ ‬ذلك‮ ‬فإن‮ ‬النشاط‮ ‬الرجولي‮ ‬الداعم‮ ‬لنشاطها‮ ‬وتطلعاتها‮ ‬هذا‮ ‬سيكون‮ ‬حتماً‮ ‬أكثر‮ ‬قوة‮ ‬وفاعلية‮ ‬مما‮ ‬نراه‮ ‬اليوم‮ ‬من‮ ‬انشطة‮ ‬يحققها‮ ‬اخوها‮ ‬الرجل‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬قضاياها‮.‬
وخلاصة أقول ذلك من منطلق ادراكي العميق ان المرأة مازالت وبدرجة امتياز الأكثر تخلياً أو فتوراً في الانتصار لقضاياها، وتلك لعمري قضية أحب وضعها هنا للنقاش حريصة على دعوة كل الاخوات الى التعليق حول موضوعي هذا وبما يثري قضايا المرأة.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 07:04 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-9171.htm