الأحد, 22-فبراير-2009
الميثاق نت -   محمد انعم -
‮ ‬تريد‮ ‬قيادات‮ ‬أحزاب‮ ‬المشترك‮ ‬بسعيها‮ ‬لتأجيل‮ ‬الانتخابات‮ ‬النيابية،‮ ‬ان‮ ‬تجعل‮ ‬من‮ ‬يوم‮ ‬الـ27‮ ‬من‮ ‬ابريل‮ ‬يوماً‮ ‬حزيناً‮ ‬وكئيباً،‮ ‬يطوي‮ ‬مدننا‮ ‬وقُرَانا‮ ‬بالخوف‮ ‬والقلق،‮ ‬ويجعلنا‮ ‬أمام‮ ‬كل‮ ‬مشاريع‮ ‬الرعب‮ ‬وجهاً‮ ‬لوجه‮.‬
إن محاولات قادة المشترك تقديم أنفسهم بصورة الرهبان في صوامع لا تأوي الا عُبَّاد الديمقراطية لتبرير تأجيل الانتخابات عن موعدها الدستوري هو اسلوب تضليلي ليس جديداً على هذه الاحزاب.. لكنهم مهما حاولوا اليوم فلن يستطيعوا خداع الرأي العام الوطني والخارجي ثانية،‮ ‬انهم‮ ‬فعلاً‮ ‬لا‮ ‬يريدون‮ ‬تغيير‮ ‬النظام‮ ‬الانتخابي‮ ‬فقط،‮ ‬وإنما‮ ‬يسعون‮ ‬الى‮ ‬تغيير‮ ‬النظام‮ ‬السياسي‮ ‬برمته‮..‬
صحيح لقد نجح الفاشيون في استغلال الديمقراطية للانقلاب عليها بألمانيا في ثلاثينيات القرن الماضي رغم أنه لا مجال للمقارنة هنا أمام غباء قيادات المشترك حتى وإن أرادوا إعادة إنتاج تلك التجربة والمحنة وتطبيقها على واقع اليمن، لذا نجدهم يروجون للعصبيات الجاهلية‮ ‬والطائفية‮ ‬والمناطقية‮ ‬والانفصالية‮ ‬والتطرف‮ ‬كسلاح‮ ‬فتاك‮ ‬ليس‮ ‬فقط‮ ‬للقضاء‮ ‬على‮ ‬الديمقراطية،‮ ‬بل‮ ‬والوحدة‮ ‬والهوية‮ ‬الوطنية‮ ‬الواحدة‮ ‬وكل‮ ‬منجزات‮ ‬ومكاسب‮ ‬الثورة‮ ‬اليمنية‮.‬
< اليوم لم تعد هناك صعوبة أمامنا لإعطاء تصوُّر أمين وصادق عن شكل اللوحة التي يعتزم قادة المشترك ان يرسموها لوطننا يوم الـ27 من ابريل.. إن نجحوا حقاً في الانقلاب على الديمقراطية.. فإن اليمن ستكون- لا قدّر الله - لوحة تثير الخوف والهلع.. مليئة بالحزن.. والدمار‮ ‬والانكسارات‮.. ‬و‮.. ‬و‮.. ‬الخ‮.‬
هكذا‮ ‬هي‮ ‬بشاعة‮ ‬الشموليين‮ ‬عندما‮ ‬يرسمون‮ ‬مستقبل‮ ‬الاوطان‮.‬
إن‮ ‬المشترك‮ ‬يسعى‮ ‬لتأجيل‮ ‬أو‮ ‬تمديد‮ ‬الانتخابات‮ ‬ليس‮ ‬بالانقلاب‮ ‬على‮ ‬الديمقراطية‮ ‬فقط،‮ ‬وانما‮ ‬يخطط‮ ‬لإلحاق‮ ‬خسارة‮ ‬كبيرة‮ ‬بالمكانة‮ ‬والسمعة‮ ‬الرفيعة‮ ‬التي‮ ‬تحظى‮ ‬بها‮ ‬اليمن‮ ‬في‮ ‬المحافل‮ ‬الدولية‮.‬
وبإمكان المرء أن يتصور فظاعة ردة الفعل عالمياً نحو اليمن إذا نجح مخطط المشترك في تأجيل الانتخابات.. أكيد وقع الصدمة سيكون مؤلماً جداً لكل الدول والهيئات والمنظمات التي ظلت تفاخر وتعتز بتجربتنا الديمقراطية وتقدمها كنموذج مثير للإعجاب والفخر في كل المحافل الدولية‮.‬
أجزم أن الحزن وفقدان الثقة لن يخيم على شوارعنا، وإنما وقع الانتكاسة لأجمل وأنجح تجربة ديمقراطية.. سيكون انكساراً فظيعاً لحلم رائع يحطمه جنون الشموليين بهذه البشاعة ليصعب بعده ان يتعامل العالم مع شعبنا بثقة ومصداقية مستقبلاً.
أعتقد أن صدمة كهذه كفيلة بعزل اليمن عن اهتمام العالم، وهذا ما يخطط له قادة المشترك بغية استكمال تنفيذ بقية مشاريعهم التآمرية الاخرى بكل سهولة، خصوصاً ولدى احزاب المشترك أجندة لم تعد خافية على أحد.. والذين يعتقدون أن مَن يدعمون المتمردين ويقومون بتحضير أرواح‮ ‬الكهنة‮ ‬والانفصاليين‮ ‬يملكون‮ ‬مشروعاً‮ ‬أو‮ ‬برنامجاً‮ ‬يعالج‮ ‬مشاكل‮ ‬اليمن‮ ‬وأوجاع‮ ‬اليمنيين،‮ ‬فهم‮ ‬يؤدون‮ ‬دور‮ »‬تروست‮« ‬ضمن‮ ‬أطراف‮ ‬المتآمرين‮ ‬على‮ ‬قيصر‮ ‬روما‮.‬
لذا فإن تأجيل الانتخابات البرلمانية أو تمديد فترة البرلمان خمسة أشهر أو سنة أو أقل أو أكثر يعتبر أشد كارثة في تاريخ اليمن المعاصر، عندها لن تستطيع محاضر الحوارات بين الأحزاب ولا كل الاتفاقات المبرمة مع المشترك حتى لو أضفنا بعد »الشهادتين« العمل بالقائمة النسبية‮.. ‬تجنيب‮ ‬اليمن‮ ‬بذور‮ ‬الفتن‮ ‬التي‮ ‬أيقظتها‮ ‬احزاب‮ ‬المشترك‮..‬
حقاً‮ ‬لا‮ ‬ندري‮ ‬كيف‮ ‬يمكن‮ ‬ان‮ ‬نُستدرج‮ ‬لفخ‮ ‬التأجيل‮ ‬بكل‮ ‬هذه‮ ‬السهولة،‮ ‬ويذهب‮ ‬البعض‮ ‬الى‮ ‬الاعتقاد‮ ‬أن‮ ‬الديمقراطية‮ ‬مرتبطة‮ ‬بقبول‮ ‬أحزاب‮ ‬المشترك‮ ‬بها،‮ ‬ما‮ ‬لم‮ ‬فستظل‮ ‬منقوصة‮..‬
والعجيب أننا أصبحنا نقايض رأس الديمقراطية بنظام القائمة النسبية وكأننا نحل كل مشاكلنا، ولكننا لم نتساءل ايضاً كيف يمكن لأحزاب المشترك ان تعالج مشاكل كالفقر والبطالة والفساد وشحة الموارد وتدني اسعار النفط بفرض مشروعات انفصالية وطائفية ومناطقية ومذهبية وغير‮ ‬ذلك‮ ‬من‮ ‬الدعوات‮ ‬السقيمة‮.‬
أخيراً لقد بات واضحاً أن احزاب المشترك تسعى لإعادة رسم خارطة اليمن على تلك الأسس.. هذه الخارطة البشعة هي بدائلهم المطروحة والتي يروّجون لها في خطابهم السياسي والإعلامي لمعالجة التحديات التي تواجهها اليمن.. ومثلما يريدون تعزيز الوحدة الوطنية بالترويج للدعوات المذهبية والانفصالية بالاسلوب الذي يتبعه المشترك مع بقايا المتمردين من أتباع الحوثي وبقايا الانفصاليين، نجدهم أيضاً يسعون لمعالجة بعض الاختلالات في العملية الانتخابية بطلب تأجيل إجراء الانتخابات عن موعدها الدستوري بدعوى تغيير النظام الانتخابي.. هذه الأساليب‮ ‬تذكّرنا‮ ‬بأحكام‮ ‬قراقوش‮ ‬الشهيرة‮.. ‬
وهذا ما يفرض علينا أن نعي مخاطر التفريط بقوة سلاح الشرعية الدستورية لأن الانجرار وراء مطالب المشترك سيزج البلاد في فوضى مدمرة لن يجد بعدها شعبنا ساحلاً يلوذ به ويرسو بشطآنه قوياً وموحداً وأمناً ومطمئناً ثانية.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:51 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-9173.htm