حسن عبد الوارث - صام الصحافيون دهرا ً .. ثم فطروا ببصلة !!
فمنذ أوائل تسعينيات القرن المنصرم , والصحافيون يناضلون من أجل تحسين أوضاعهم المهنية والمعيشية .. فقد كانوا - وظلوا - يظنون أن تحقيق الحلم الوحدوي العظيم سيكون فاتحة خير وبشارة وعد لتحقيق أحلامهم الصغيرة بحجم أقلامهم وقلوبهم وعيونهم !!
وكانت الحكومات تتعاقب , والبرلمانات تتوالى تترى , والوعود الفوقية بتحقيق تلك الاحلام الصغيرة تنتقل من سلف إلى خلف , ومن صلف الى جلف , حتى بزغت مؤخرا ً أشعة خافتة من وراء الآكام البعيدة , أو بدا نور باهت في آخر النفق المظلم , فتنفس الصحافيون الصعداء , موقنين بأن فجر تحقيق الأحلام قد جاء - ولو متأخرا ً جدا ً - لا محالة ..
واجتمع مجلس الوزراء بعد طول عناء .. ووقف أمام المشروع الموعود الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه , مُضاهيا ً مشروع إحلال السلام في الشرق الأوسط وحل قضية فلسطين ... ولكن ...
انفجرت فجأة البالونة الكبرى .. واتضح أن " اللقية سود " .. وأن الحمل الذي طال أمده كان حملا ً كاذبا ً .. أو أن المولود خرج الى الدنيا ميتا ً .. وأُسقط في أيدي الصحافيين المساكين !!
والآن .. بات لزاما ً على الجيل الجديد من الصحافيين أن يدشنوا مرحلة جديدة من النضال - قد تستمر عدة عقود - في سبيل تحقيق حياة مهنية ومعيشية , تضمن لهم الكرامة في الدنيا .. أما في الآخرة فثمة رب أعظم من كل الحكومات والبرلمانات والنقابات .. ليست لديه خدمة مدنية , إنما رحمة ربانية !! _
|