الأربعاء, 25-فبراير-2009
الميثاق نت -   د. ‬علي‮ ‬مطهر‮ ‬العثربي -
تأتي قوة التنظيم من وحدة عناصره المكون الأساسي له المتمثلة في المؤتمر الشعبي العام بالجماعة، والمراكز التنظيمية، ومؤتمرات فروع المديريات، ومؤتمرات فروع المحافظة، والمؤتمر العام، واللجنة الدائمة ثم اللجنة العامة وأخيراً الأمانة العامة، فالجماعة التنظيمية هي أصغر مكون داخل التنظيم وهي نواة تتكون على أساس التقارب الجغرافي، فكلما كانت أجزاء هذه النواة على درجة عالية من الاتصال والتواصل مع العضو الاكبر منها ممثلاً بالمركز التنظيمي، كلما كانت فاعلية التنظيم اكثر تماسكاً، على اعتبار أن التكوين الأعلى يمد الأقل‮ ‬بمتطلبات‮ ‬البقاء‮ ‬والديمومة‮ ‬وأن‮ ‬انعكاس‮ ‬المعلومات‮ ‬من‮ ‬الاسفل‮ ‬الى‮ ‬الاعلى‮ (‬الصدى‮) ‬يخلق‮ ‬حالة‮ ‬من‮ ‬الانسجام‮ ‬والتفاعل،‮ ‬وبالتالي‮ ‬فإن‮ ‬دورة‮ ‬الحياة‮ ‬الطبيعية‮ ‬تستمر،‮ ‬ويظهر‮ ‬التنظيم‮ ‬في‮ ‬أوج‮ ‬حيويته‮ ‬وفاعليته‮.‬
إن الرهان الحقيقي في دورة الحياة التنظيمية يعتمد بدرجة أساسية على ترابط أجزاء التنظيم من أعلى الى أسفل ومن أسفل الى أعلى بما يحقق النمو الطبيعي والقوي للتنظيم، وأي خلل في هذه الدورة الحيوية سوف يؤثر على النمو ويقلل من فاعلية وقوة التنظيم وبالتالي تحدث الاختلالات التي قد تؤثر على قدرة التنظيم في تنفيذ استراتيجياته وإنجاز مهامه التي أنشئ من أجلها، الأمر الذي يولد حالة من الإحباط وانقطاع التواصل بين مكونات التنظيم ومن ثم إعطاء الفرصة للكيانات الاخرى للنيل من قوة ووحدة التنظيم.
إن حيوية وفاعلية التنظيم وترابط أجزائه وتواصل عناصره بشكل منتظم وعلى درجة عالية من الدقة تعطي التنظيم مناعة قوية تمنع أية محاولات لاختراق فاعلية الأداء أو تحاول الإخلال بتوازنات وانسجام وتناغم الفعل اليومي الذي يزيد من قدرة التنظيم على الصمود أمام التحديات أياً كان شكلها أو نوعها، لأن محاولات الاختراق التي يسعى الآخرون الى إحداثها داخل التنظيم سوف تُواجَه بالمزيد من التناغم والانسجام وتتكتل كل مكونات التنظيم لمواجهة ذلك الاختراق بكل الوسائل والسبل المتاحة، ومن ثم يصعب على الغير إحداث شرخ في مكونات التنظيم، لأن‮ ‬أداءه‮ ‬المتناغم‮ ‬يعمل‮ ‬على‮ ‬إبطال‮ ‬مفعول‮ ‬تلك‮ ‬التحديات،‮ ‬ويعمل‮ ‬على‮ ‬تقوية‮ ‬عناصره،‮ ‬ووحدة‮ ‬أدائه‮ ‬من‮ ‬الأعلى‮ ‬الى‮ ‬الأسفل‮ ‬والعكس‮ ‬حفاظاً‮ ‬على‮ ‬ديمومته‮ ‬ومواجهة‮ ‬التحديات‮.‬
إن التحدي الحقيقي الذي يواجهه المؤتمر الشعبي العام هو محاولات الاختراق لإضعاف أدائه وشغل بعض مكوناته إما القاعدية أو القيادية وإيجاد شرخ يصعب على التنظيم ردمه ليحقق التلاحم الدائم بين مكوناته، هذا التحدي لا يمكن مواجهته إلا بما يلي:
‮- ‬التواصل‮ ‬بين‮ ‬مكوناته‮ ‬القيادية‮ ‬والقاعدية‮ ‬بشكل‮ ‬دائم‮ ‬ومستمر‮ ‬ومدّ‮ ‬كلٍّ‮ ‬منها‮ ‬بما‮ ‬يدور‮ ‬واتخاذ‮ ‬القرارات‮ ‬العملية‮ ‬لمعالجة‮ ‬أي‮ ‬اختلالات‮ ‬بروح‮ ‬مسؤولة‮.‬
‮- ‬الالتزام‮ ‬التنظيمي‮ ‬بكل‮ ‬القرارات‮ ‬والاتجاهات‮ ‬التنظيمية‮ ‬والعمل‮ ‬على‮ ‬تنفيذها‮ ‬بروح‮ ‬الفريق‮ ‬الواحد‮.‬
تعميق‮ ‬الولاء‮ ‬التنظيمي‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬غرس‮ ‬مفهوم‮ ‬الولاء‮ ‬الوطني‮ ‬في‮ ‬أوساط‮ ‬المكونات‮ ‬التنظيمية‮.‬
‮- ‬تفعيل‮ ‬المكونات‮ ‬التنظيمية‮ ‬ابتداءً‮ ‬من‮ ‬الجماعة‮ ‬التنظيمية‮ ‬وانتهاءً‮ ‬بأعلى‮ ‬مكون‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬مدّ‮ ‬كلٍّ‮ ‬منها‮ ‬بما‮ ‬يدور‮ ‬لدى‮ ‬الآخر‮ ‬ومتابعة‮ ‬التنفيذ‮.‬
إن قوة التنظيم تكمن في وحدة مكوناته، فالوحدة التنظيمية هي القوة التي نواجه بها كل التحديات وهي التي تمكّن التنظيم من البقاء وتحافظ على ديمومته بشكل فعال وتمكّنه من تنفيذ أهدافه الوطنية ذات الأبعاد الاستراتيجية طويلة المدى، وهذا لا يتحقق إلا باستمرارية الحركة وتناغم الأداء وتوفير متطلبات التنفيذ والبعد عن إثارة عوامل الإحباط ونوازع الاستئثار والكف عن سياسة الإقصاء والإبعاد، ومحاربة سياسة التهميش.. تلك من وجهة نظري رؤية تنظيمية تجنّب تنظيمنا الرائد -المؤتمر الشعبي العام- الإخفاق أو التراجع الذي ينشده المنافسون‮ ‬لهذا‮ ‬التنظيم‮ ‬الكبير‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:23 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-9199.htm