سالم باجميل - يعرف الرأي العام وجود جملة من الكتابات في الصحافة الحزبية والأهلية كانت تركز بصورة خاصة على إبداء محاولات تفكيك حلقات خيارات النظام السياسي الوطنية والحضارية وتشمل تعدياتها الدستور والقانون وسائر مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية.
وكانت هذه الفئة لا تتورع عن قذف رجال النظام والدولة بالتهم الباطلة وتنظر عيانا بيانا لتوسيع نطاق التمردات والفتن السياسية والعسكرية تحت مظلة النضال السلمي وحرية الفكر والاعتقاد، واستطاعت في ظل الاختلافات بين شركاء الحياة السياسية (المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك) أن تلحق أضرارا بالغة بالأرض والإنسان في اليمن، ولا غرو إذا ما فقدت تلك الفئة صوابها لمجرد تسرب فكرة الاتفاق بين المؤتمر و"المشترك" القائمة على تغليب المصلحة الوطنية، وأخذت ترسل قالها وقيلها بلا بصر أو بصيرة مستنكرة الاتفاق.
وفي حالة من الذهان العقلي والتوتر النفسي طفقت في التعبير عن توصيفاتها الذاتية البائسة للاتفاق تارة بالتقليل من أهميته، وتارة أخرى باعتباره ناجما عن صفقات بين المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك.
وما نود أن نقوله لهؤلاء وأولئك الخائفين من الاتفاق بين قيادات المؤتمر و"المشترك" هو أن الأحزاب فعلا قد توخت من اتفاقها مصالح الوطن والشعب والحفاظ على التجربة الوطنية الديمقراطية الفتية في البلاد. وسينصف التاريخ هذه القيادات من كيد الكائدين وتآمر المتآمرين عاجلا أو آجلا من كل بد، والأيام بيننا.
إن قيادات أحزاب الوطن الفاعلة نفضت عن عقولها قبل عيونها غبار الجدل الحزبي والسياسي العقيم، وتمكنت من رؤية الوقائع والحقائق في الواقع، وشرعت حقا وصدقا في التوجه الجاد لوضع المعالجات المطلوبة لحفظ سلامة الوطن وصون كرامة إنسانه.
ونراها في آخر المطاف قد استطاعت الوقوف بجدارة على أرضية صلبة للدفاع عن الحاضر والمستقبل في خروجها إلى الرأي العام بهذا الموقف الموفق من الاتفاق الذي يدفع إلى أعماق قلوب وعقول أبناء الشعب من الثقة والأمل في السير الآمن مجددا بهذا القدر أو ذاك الإجماع السياسي والوطني على كل الدروب الموصلة إلى تحقيق إصلاحات انتخابية وسياسية واقتصادية خدمة لتطور وتقدم اليمن الجديد.
وما يجعلنا نشعر بالتفاؤل هو أن الغالبية العظمى من النخبة المثقفة والسياسية وجموع جماهير الشعب اليمني كل هؤلاء يقفون وقفة رجل واحد مع اتفاق أحزاب الوطن.. ولو كره المستفيدون من اختلافاتهم السابقة.
ولا نملك إلا أن نصرخ بأعلى أصواتنا: عاد زمن الوفاق بين الأحزاب والوئام الأهلي الوطني، وبفضل الله استطاعت قيادات المؤتمر و"المشترك" التجاوز المبدئي والتلاقي على حب اليمن واليمنيين.
عن السياسية
|