گلمة الميثاق - كلمة فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح في الحفل الافتتاحي لمؤتمر نقابة الصحفيين اليمنيين بقدر ما أكدت على أهمية دور الصحافة في ترسيخ النهج الديمقراطي بمجمل تعبيراته التعددية التي تتصدرها حرية الرأي والتعبير بالقدر ذاته عبرت عن ضرورة ادراك المشتغلين في بلاط صاحبة الجلالة السلطة الرابعة لمسئولياتهم وهم يمارسون هذه المهنة الرفيعة تجاه الوطن وأمنه واستقراره ونمائه وتقدمه وازدهاره.
لقد كان حديث الاخ الرئيس شفافاً وواضحاً يجسد رؤية عميقة لتأثير الاعلام السلبي والايجابي على المجتمع لذا أكد على وجوب الالتزام بالمصداقية ودقة المعلومة عند تناول أية قضية موجهاً الحكومة وكافة الهيئات والمؤسسات التابعة بتقديم أية معلومة يريدها أي صحفي وفي هذا السياق جاء توجيهه لمجلس الوزراء بعقد مؤتمر صحفي بعد كل اجتماع اسبوعي للمجلس يضع الصحفيين في صورة كل القضايا التي ناقشها حول هذا الموضوع او ذاك دون محظورات مادام والغاية هي ايصال المعلومة الصحيحة الى الناس منطلقاً بذلك من قناعة راسخة بأن الصحفي ينبغي ان يكون ضمير الشعب والانعكاس المباشر للديمقراطية بما تعنيه من تعددية سياسية وحزبية مبنية على مبدأ الاختلاف في الرأي لايفسد للود قضية، وان يكون الرأي والرأي الآخر مصدر ثراء وتنوع يصب في مصلحة التنمية والبناء مهما كان ماتناولته الصحافة من قضايا وموضوعات قاسية مادامت من أجل اليمن والمستقبل الأفضل لأبنائه.
ان ما طرحه الاخ الرئيس من قضايا في كلمته يفترض ان تضع كل الصحفيين أمام مراجعة جدية لممارسة مهنتهم الرفيعة والابتعاد عن الشطحات والمزايدة والكيد السياسي والتجريح للاشخاص بهدف التشويه والابتزاز وكذا شخصنة القضايا واكسابها طابعاً مبتذلاً يميعها ويخرجها عن جديتها ويخرج الصحافة والعمل الصحفي عن أهدافها الحقيقية التي جعلت الصحافة آية هذا الزمن بل ان الاعلام المقروء والمسموع والمرئي والصحافة الالكترونية اخترقت الفضاءات مزيلة الحدود بشاشة الحاسوب المرتبط بالشبكة العنكبوتية للانترنت بفعل ثورة تقنية المعلومات، وهذا يضع الصحفيين أمام مسئوليات كبرى وغير مسبوقة كماً وكيفاً نحو أوطانهم ومجتمعاتهم تقتضي منهم الاستيعاب الواعي لخطورة مهنتهم بحيث يسهمون بكل اتجاهاتهم في تمكين شعبنا من مواجهة التحديات بمضامينها الداخلية وبأبعادها الخارجية بحيث لاينزلقون بفهم او بغير فهم الى لعب دور سلبي على الامن والاستقرار والوحدة الوطنية من خلال اسهامهم في افتعال الأزمات واشعال نار الفتن كما هو حال البعض ممن يريد ان يعود بالوطن الى الخلف.. الى عهود الامامة والاستعمار والتشطير المقيت.
ومن المهم ان الاخ الرئيس قد جدد التأكيد على عدم التعرض لصحفي بالحبس في قضايا نشر فهل يكون الصحفيون في مستوى هذا التسامح ويدركون ان الصحافة مهنة النخبة الفاعلة التي بصدقها وشفافيتها تصنع الرأي العام وتوجهه نحو العمل المثمر الذي ينهض بالوطن والمجتمع نحو الرقي والتقدم.
|